الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

داجاكو

2017-05-19

لقاء الجمعة

داجاكو
يحكي أنه في قديم الزمان في قرية صغيرة تقع تحت قدم الجبال كان هناك عصابة من اللصوص و قطاع الطرق يعيشون في الكهوف الجبلية بعيدا في اعماق الجبال القربية من القرية ويقطعون طرق العابرين سواء من أهل القرية أو من الغرباء ويرهبون الكبير و الصغير و يسرقون أمتعتهم و نقودهم وممتلكاتهم. و كان أهل القرية دائما يعيشون في رعب و فزع بسبب هؤلاء اللصوص. فهم لا يترددون في استخدام العنف او حتي قتل من يحاول التصدي لهم. حتي جاء يوم و هاجموا قافلة تابعة للملك نفسه و هي تمر بطريق الجبل الذي يسكنونه .

عرف الملك بما حدث للقافلة و ما يجري من أمر هذه العصابة ، فأرسل الي والي القرية و طلب منه أن يفعل كل ما بوسعه للقبض علي هؤلاء اللصوص و إحضارهم الي السجون جزاء لأفعالهم السيئة . و في الحقيقة أن الوالي نفسه كان يفكر و يحاول الوصول و القبض علي هذه العصابة حتي قبل الأمر الملكي ، لكن الأمر لم يكن سهلا . فهذه العصابة تعيش في أعماق الجبال و تعرف طرقه و تضاريسه الوعرة اكثر من أي أحد آخر و هو ما جعلهم أكثر مهارة و سرعة في الهرب و التخفي كل مرة يحاول جنود الوالي الوصول إليهم و القبض عليهم . وذات يوم أتت سيدة عجوز مسنة إلي بيت الوالي الذي كان شارد العقل في التفكير لحل هذه المشكلة و تنفيذ أمر الملك و القبض علي اللصوص. وقالت العجوز أن عندها الحل لهذه المشكلة وعرضت عليه الفكرة . و رغم أنه لم يثق بأن فكرتها ستنجح في تنفيذ تلك المهمة الصعبة إلا انه قرر أن يقبلها ، فلم تكن لديه أي حلول أو بدائل أخرى

في صباح اليوم التالي ذهبت العجوز في الطريق الجبلي المعروف لأهل القرية بطريق اللصوص حيث لا يستطيع أحد أن يمشي من هذا لطريق إلا و تهاجمه جماعة اللصوص و تسرق ممتلكاته . وعندما وصلت العجوز أخذت تصرخ بأعلي صوتها " ديل جاكو ~! " ، " داجاكو~! " و من بعيد سمعها جماعة من عصابة اللصوص فجروا اليها و هاجموها و قيدوها بالحبال و أحضروها إلي زعيمهم في كهف عميق بداخل الجبل و حينما سألها عن معني هذه الكلمات التي كانت تصرخ و تنادي بها فردت أنهم أسماء ولديها المفقودين و هي تبحث عنهم . و لم يكن زعيم العصابة ليهتم لأبناء للعجوز أو حتي لحكايتها لكنه قال لها " نحن نحتاج لأحد يستطيع الطبخ كي يبقي معنا و يطبخ لنا الطعام فما رأيك تبقي هنا و تطبخي لنا و نحن نساعدك اذا وجدنا أبناءك". فترددت العجوز لبرهة من الوقت ثم وافقت و لكن علي شرط أن يعطيها الحرية كي تصرخ و تنادي علي ولديها في أي وقت. ففكر زعيم العصابة أن هذه المرأة عجوز و خرفة فواقف علي طلبها .

و في يوم ما من الأيام أقامت العصابة حفلا كبيرا لكل أعضاءها و أكلوا كل ما لذ و طاب من الطعام الذي طبخته العجوز و شربوا كثيرا من الخمر حتي ناموا جميعا و لم يبقي منهم احد مستيقظ. و هنا بدأت تصرخ العجوز و تنادي " داجاكو~! داجاكو" و سمعها بعض أفراد العصابة و لكنهم لم يهتموا لها لأنهم ظنوا انها تنادي علي أولادها. و لكن في الحقيقة كان الوالي و جنوده يختبئون في الغابة المجاورة و عندما سمعوا صوت العجوز من بعيد هجموا علي الكهف و أحاطوا باللصوص و قبضوا عليهم جميعا دون أن ينجوا منهم احد.

و منذ ذلك الوقت و إختفت المرأة العجوز صاحبة فكرة داجاكو و معناها بالكوري < كلهم نائمون > ، و ديل جاكو و معناها < لم يناموا بعد > . و لقد استخدمت المرأة هذين الكلمتين للإشارة للوقت المناسب للهجوم علي العصابة و القبض عليهم . و منذ ذلك الوقت و ظن سكان القرية أن هذه العجوز هي إلهة الجبل أتت لمساعدتهم ثم إختف منذ هذا الحين و هم يقيمون لها الشعائر و الطقوس لشكرها و تكريمها كل عام في منطقة جبل سوبيك .

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;