الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

دموع اللص

2017-10-20

لقاء الجمعة

دموع اللص
كان ياما كان ، عاش عالم باحث جليل في قرية صغيرة و كان فقيرا رغم علمه و معرفته و كثرة كتبه و أبحاثه. ذات يوم من الأيام اقتحم لص بيت العالم في غضون الليل و الناس نيام. بحث اللص في كل مكان في البيت غرفة ، غرفة . و شق، شق و لكنه لم يجد شيئا يستحق السرقة.

شعر اللص بخيبة أمل و كان على وشك الخروج من البيت بعد أن تبين له أنه أختار البيت الخطأ للسرقة. و لكنه قال لنفسه " على الأقل ، أذهب إلى مطبخ البيت و آكل بعض الطعام ، فأنا جائع و لم أتناول أي طعام منذ الصباح " اندهش اللص ووسعت عيناه عندما دخل المطبخ و لم يجد به أي أثر لأي طعام أو شراب . لا توجد به الا مجموعة من الأواني القديمة التي أكلها الصدأ من قلة الاستخدام ، تعجب اللص و قال في نفسه " أي بيت هذا الذي لا يوجد به طعام و لا شراب ! لابد أن أهل هذا البيت أفقر مني و أجوع من و في حاجة إلى المال أكثر مني ، أخذ من جيبة خمسة عمل معدنية كان قد سرقها من بيت آخر ووضعها في أحد الأواني القديمة في المطبخ كي يأخذها أصحاب البيت و تساعدهم في شراء الطعام ، ثم ترك البيت .

في الصباح دخلت المرأة العجوز زوجة العالم إلى تبحث عن كسرة خبز أو شيء تأكله فوجدت النقود التي تركها اللص في الوعاء. فرحت العجوز و أخذت النقود و على الفور ذهبت إلى السوق و اشترت بعملة واحدة منهم بعض الأرز و رجعت إلى البيت و طبخت أرزا لذيذا و أحضرته لزوجها الذي دهش و سألها " من أين اتيت بهذا الأرز ؟ و كيف حصلت على النقود ؟" فقصت عليه الزوجة قصة الخمسة عملات. و علي الفور كتب العالم إشعار و علقة على باب القرية يقول " ان هناك خمس دنانير موجودة في بيت العالم و من فقد هذه النقودعليه أن يتوجه على الفور و يأخذها منه "

قرأ كل أهل القرية هذا الإشعار و منهم اللص الذي ذهب للعالم و قال له " أنا صاحب النقود و أنا أردت أن أعطيها لكم و يمكنم الاحتفاظ بها" و لكن العالم أصر على أن يعيد النقود إليه و قال " لا أستطيع أن أقبل هذه النقود . فهي ليست من حقي " و أعطاه الأربعة دنانير و قال " آسف أم زوجتي استخدمت منهم دينارا " فرح اللص و ظن أنه على الاقل استطاع أن يقدم مساعدة بسيطة لهم و فتح فمه ليقول أنه عادي و لا داعي للأسف . و لكن العالم أكمل حديثه و قال " غدا سأبيع أحد كتبي و أرجع لك الدينار المتبقي. فسامحني أرجوك " اندهش اللص و فجأة شعر بحرج و ألم عميق و خر ساجدا على ركبتيه أمام العالم معترفا له بذنبه و أن في الحقيقة هذه ليست نقوده و لكنه سرقها من بيت آخر و هي ليست من حقه. و نصحه العالم أن يرجعها إلى مالكها و يعتذر له و يبدأ حياة جديدة و يعمل عملا شريفا لكسب قوت عيشه . و منذ ذلك اليوم و أصبح اللص و العالم أصدقاء.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;