الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

القاضي الصغير جدا

2017-11-24

لقاء الجمعة

القاضي الصغير جدا
كان يا ما كان، عاش هناك صبي ذكي جدا . و من وفرة ذكاءه استطاع اجتياز امتحان الخدمة المدنية للدولة و هو في سن الخامسة عشر. و كان من المعتاد تعيين من اجتازوا هذا الامتحان كموظفين في الحكومات المحلية . و هكذا تم تعيين الصبي الصغير كقاضي في احدى المقاطعا ت .وعندما وصل الى المقاطعة التي من المفترض ان يعمل فيها قاضيا. لم يكن القرويون وحدهم بل المسؤولون في مكتبه ايضا مندهشين من صغر سنه. و شعر المسؤولون رفيعو المستوى في مبنى المحافظة بخيبة امل لان عليهم ان يخدموا قاضيا اصغر منهم سنا و خبرة.
منذ اول يوم بدا المسؤولون يتجاهلون رئيسهم الشاب و كثيرا ما تحدثوا عنه من خلف ظهره. و بطبيعة الحال طان يعرف القاضي الصغير و يدرك تماما ما يجري من حوله من عدم طاعة الموظفين همسهم و عدم تعاونهم . فقد كان يعرف كل شيء جيدا.
و في يوم من الايام امر القاضي صانع الاحجار بصنع قبعات من الحجر. فتعجب الصانع و تعجب الموظفون و بدأوا يتهامسون فيما بينهم و يضحكون و يقولون " ربما يريد الصبي بعض من الالعاب كي يلعب بها. ماذا سيفعل بهذه القبعات الحجرية السخيفة ؟" و عندما انتهى الصانع من صنع القبعات المطلوبة . جمع القاضي كل الموظفين و قال " لقد لاحظت انكم لا تخفضوا رؤوسكم في حضرتي ابدا و اظن ان هذا بسبب مرض خطير في رقابكم . لهذا امرت بصنع هذه القبعات لكم و عليكم ان ترتدونها من الان فصاعدا لتساعدكم على التغلب على مرضكم. " و لم يستطع الموظفين الا الخضوع لامر رئسهم و ما لبسوا القبعات الثقيلة حتى انحنت رؤوسهم و شعروا بالمعاناة و ندموا على فعلهم و طلبوا العفو و السماح من القاضي الصغير. ومرت الايام و الشهور و نسي العاملين و عدهم و رجعوا الى سخريتهم و استهزاءهم برئيسهم الصغير مرة اخرى .

و في يوم من ايام الخريف ، ذهب القاضي الصغير مع مسؤوليه الي حقل مزروع بالذرة . و هناك سألهم " ما عمر هذه الاعواد من الذرة ؟" أجاب احدهم بابتسامة ساخرة " هل تسألنا مثل هذا السؤال البسيط ؟" لقد زرعت هذه الاعواد في الربيع الماضي ، و لهذا فهي اقل عن السنة " وافق القاضي و امر بقطع الاعواد . ثم امر مسؤوليه بوضع هذه الاعواد الطويلة في أكمام ملابسهم. و لكن من المستحيل وضعها دون قطعها لأنها طويلة. و عندما احتجوا . صاح فيهم القاضي و قال " انتم تحاولون وضعي تحت سيطرتكم طول الوقت و انا أطول منكم و لا تستطيعوا وضع هذه الاعواد و هي اقل من سنة ؟ أمعقول هذا ؟" و بهذه الكلمات امرهم بوضع القس في اكمامهم على الفور . ففعلوا ما أمروا به و جرح اجسامهم القش الحاد. و هنا ادركوا حكمة الشاب الصغير و سرعان ما ركعوا امامه و طلبوا الرحمة و بعد ذلك لم يتجاهلوا رئيسهم مرة أخرى و ساعدوه و تعاونوا معه بكل ج

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;