الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الجمال الكوري:

2018-09-04

سيول بانوراما

ⓒ KBS

أشياء كثيرة ومتنوعة صارت تنسب لكوريا، وتوصف بالكورية، من خلال اتباعها بالحرف الإنجليزي “ K” ومنها "الموجة الكورية" لوصف ظاهرة انتشار الفنون الكورية بمختلف أنواعها في العام، ومنها  الموسيقي فيما صار يعرف باسم " البوب الكوري"، ومنها الراقص وأبرز أشكاله "البريك الكوري" ، وأخذت الظاهرة تجتاح مجالات متعددة منها "المطبخ الكوري" و"اللغة الكورية" و"الموضة الكورية" وآخرها ظاهرة " الجمال الكوري"   K- Beauty وهو الاسم الذي صار يستعمل على مستوى عالمي واسع لوصف ما صارت تتمتع به المرأة الكورية من أناقة وجمال وأيضا لوصف الشهرة والرواج العالمي الواسع  لصناعة مستحضرات التجميل الكورية.

وكوريا من دول العالم القليلة التي تتمتع بأربعة فصول مناخية محددة ومميزة وحسب مواقيت شبه ثابتة. ولكل فصل من فصول السنة في كوريا مظاهره الإيجابية وجمالياته الخاصة وبعض السلبيات والمثالب. ففصل الشتاء بارد وطويل ويمتد لما يقارب نصف العام ولكن برودته معقولة ومحتملة بشكل نسبي مقارنة مع دول المنطقة الأخرى، وفصل الربيع هو فصل جميل وبديع من حيث الجو والزهور المتفتحة إلا أن الغبار الرملي الدقيق القادم من الصين قد يفسد روعته أحيان، والخريف حيث تتدفق وتهطل الأمطار على مدار اليوم بين الرذاذ المنعش اللطيف، والوابل الثقيل المصحوب بالعواصف والزوابع والأعاصير.

 أما فصل الصيف فهو أقصر فصول العام. ورغم أن درجة الحرارة فيه لا تتعدى في العادة 35 درجة مئوية فيما عدا بعض الحالات الاستثنائية كما حدث خلال هذا العام، إلا أنك تحس بها حرارة خانقة لافحة. لكن رغم ذلك فإن فصل الصيف في كوريا وكلما اشتد قيظا وسخونة دائما ما يكون موسما للجمال والأناقة التي تكتظ بها الشوارع والساحات والأسواق، وتتحول إلى معارض حية وعروض أزياء لمظاهر جمالية بشرية متمثلة في آخر ما توصلت له أسواق الموضة من أزياء،   و تصبح الحدائق العامة ساحات تنافس حامي وحاد بين الزهور والورود الطبيعية والبشرية، والأغصان والأفرع المتمايلة والمختالة المتنوعة من بنات الطبيعة وبنات البشر. 

صار هناك الآن ما يشبه الاتفاق العالمي الواسع من أن سيول صارت واحدة من بين أشهر وأعظم عواصم صناعة الموضة والأناقة والجمال  في العالم بحيث صارت قادرة على منافسة العواصم العالمية التي اشتهرت بذلك وعلى رأسها باريس وروما. والمرأة الكورية أصبحت الآن بدون منازع هي الأوفر جمالا والأكثر أناقة والأروع مظهرا وجاذبية من بين كل نساء القارة الآسيوية، وذلك بشهادة عدد من خبراء الجمال والمتخصصين في عدد من أكبر شركات وبيوت صناعة الأزياء والموضة العالمية. والجمال الكوري لم يعد مقتصرا على الأزياء ذات الرونق المبهر أو الأناقة والذوق الرفيع وإنما صارت المرأة الكورية تتميز بمزايا بدنية متفق عليها، ومن بينها نعومة البشرة ورشاقة القوام وذلك نتيجة تطور كوريا في تصنيع مستحضرات ومواد تجميل طبيعية وخالية من المواد الكيمائية والتي صار لها سوق هائلة في كوريا، بجانب عدد من المراكز والمعاهد المتخصصة في الرشاقة البدنية والتخسيس والعلاج الطبيعي، وبسبب حرص أكثر الشابات والمراهقات على اتباع نظام غذائي ورياضي صحي سليم. 

والظاهرة وإن ظلت أكثر شيوعا وسط الفتيات، فهي أيضا واضحة وجلية وسط  الفتيان والشباب  من الذكور، وحتى سط الأطفال من الجنسين ممن تراهم في الشوارع والساحات كما اللؤلؤ المنثور، ووسط متوسطي العمر وحتى الكهول وكبار السن.                                   

 كوريا الجنوبية ظلت دولة صغيرة فقيرة متخلفة خارجة من أتون حرب أهلية شرسة حتى قبل نحو نصف القرن من الآن، لكنها ، وبسرعة مذهلة، تمكنت من تصبح من بين أكبر عشرة دول في العالم وأكثرها تطورا اقتصاديا وصناعيا وتقنيا وإلكترونيا وفنيا وثقافيا ورياضيا ، وأضافت للبعد الجمالي الطبيعي الجغرافي البديع الذي حباه بها الله، أبعادا جمالية أخرى متنوعة، صار  يسميها الكثيرون بالجمال  الكوري، وأن تصبح دولة يحبها أهلها، ويفرح الكثيرون من مختلف أنحاء العالم بزيارتها في مختلف المواسم والفصول، لأنها دولة منعشة في الربيع ، مدهشة في الخريف، دافئة شتاءً، جميلة أنيقة صيفا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;