ⓒ Getty Images Bank

'جلست صُنغ-هييه 성혜 واجمة أمام عدد المجلة التي نشرت روايتها، والتي رقدت فوق غلافها الأزرق 90 ورقة من النقود فئة 100 وون. كان صبي التوزيع قد سلمها نسخة العدد، كانت منهمكة في غسيل الملابس عند الصنبور العمومي، فتسلمتها بيد مبتلة. كان قلبها يخفق من السعادة والفخر وهي تضم المجلة بغلافها الأزرق وتركض عائدة إلى غرفتها. كانت روايتها التي ضمتها صفحات المجلة هي خلاصة ألمها ومعاناتها وشغفها التي لا يعرفها أحد، وقد بذلت كل ما لديها من جهد كي تُخرجها إلى النور. كان مجرد نشر الرواية في مجلة كبيرة كهذه شرف لا يوصف بالنسبة إليها'.

نُشرت قصة "ضباب" عام 1950، وتبدأ القصة بمشهد "صُنغ-هييه" التي تنجح في نشر رواية ألفتها في مجلة شهيرة، وبعدما تسلمت أجرها عن الرواية، انتابها القلق حول رد فعل زوجها على ذلك.

# من شريط مقابلة البروفيسور "بانغ مين-هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية.

 نمت "صُنغ-هييه" وهي تتلقى تعليمًا مبني على التقاليد الذكورية الأبوية، وحتى في مراحل التعليم العالي، كان جوهر ما تتعلمه هو عدم تجاوز أو كسر ذلك النظام. ولذلك فرغم تجاوز عالمها النفسي الداخلي كأديبة حدود عالم زوجها الذكوري، لم تتمكن من التحرر من سلطته عليها في حياتها الخارجية الواقعية. ولذلك كان من الصعب عليها أن تعارض مطالب زوجها. تدور هذه القصة حول امرأة تعيش حالة من التخبط والارتباك، بين الحرية التي تسعى إليها كأديبة محترفة، وبين القيود الماديّة التي يضعها زوجها في طريقها. ولهذا سُميت القصة "ضباب".

'لم يكن هناك أي شخص في الطريق، كان الظلام والضباب يملآن الشارع الذي ساده سكونٌ كسكون الموت. في تلك اللحظة، اخترق ألم حاد قلب صُنغ-هييه، لا بد أن روحها قد عجزت عن احتواء ذلك الألم، فصرخت صرخة ملكت جسدها كله. فقد بدا لها هيونغ-شيك في تلك اللحظة كمهرج عجيب الشكل، مهرج عجيب أحمق إلى حد كبير، إلى حد أنه بدا لها أنها لن تستطيع أن تتذكره إلا بذلك الشكل فقط. مرت الرياح الباردة على خديها الجافين. صاحت في داخلها: "أنا أكره هذا! أكره الروايات، والدراسة، وزوجي، والحياة كلها، أكره كل شيء"، هكذا دوت الصرخة الباكية داخلها دون أن تصدر صوتًا. كان الضباب الكثيف على طول الأرض قد بدأ يلتف حول عمود الهاتف قبل أن يتصاعد مثل الدخان، وقد بدا الضباب الليلي الكثيف بلونه الأصفر شاحبًا كدخان البارود...'.

---

الكاتبة "كانغ شين-جيه 강신재":

وُلدت الكاتبة "كانغ شين-جيه 강신재" في 8 مايو 1924 في سيول، وتوفيت في 12 مايو 2001. نشرت أول أعمالها الأدبية عام 1949 في جريدة "مونييه" الأدبية بعنوان "وجه". وفازت بعدة جوائز أدبية مثل جائزة "جونغانغ مونهوا" وغيرها.