الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

زوج الابنة البديل

2020-06-12

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل نبيل في قرية نائية. وعندما كبرت ابنته وأصبحت في سنٍّ مناسب للزواج، قرر أن يبحث لها عن زوجٍ مثالي. ولذلك، خرج في رحلة طويلة للبحث عن الزوج المثالي لابنته الحبيبة. وفي يومٍ من الأيام، مر الرجل على مدرسة في القرية حيث كان العشرات من الطلبة يدرسون بجد. ولفت نظره صبيٌ وسيم تبدو عليه إمارات الذكاء بين الطلاب. رأى الرجل أنه ربما عثر على ضالته. فحدث المعلم عما في نفسه، وسأله عن الصبي المذكور، غير عالمٍ أن الصبي هو ابن المعلم. وقد سر المعلم كثيرًا بما سمع، ووافق على الترتيب لزواج ابنه وابنة النبيل. وعاد النبيل الأرستقراطي إلى بيته سعيدًا راضيًا وهو يفكر في إعدادات الزواج.

وأخيرًا، جاء يوم الزفاف. جاء العريس لبيت العروس من أجل إجراءات الزفاف كما كانت العادة في ذلك الزمن. لكن أبيها ما إن رأى الصبي حتى اندهش دهشة عارمة. لم يكن هو نفس الصبي الوسيم الذكي الذي رآه ذلك اليوم، بل كان صبيًا غير مألوف، دميمًا تبدو عليه البلاهة والغباء. تضايق الأب كثيرًا بالطبع، لكنه خشي أن تتناقل الألسنة كلامًا مسيئًا عن ابنته إن طالب بإلغاء الزفاف فجأة. كما أن الناس لن يعرفوا أن الفتى الذي أتى ليس إلا بديل العريس الحقيقي. كان الأب غاضبًا ومرتبكًا، لكنه قرر أن يدع ابنته تتزوج ذلك الصبي منعًا للفضيحة. واتضح أن المعلم قد أرسل خادمه -وليس ابنه- للزواج من ابنة النبيل. فلقد علم أن النبيل -وإن كان ذو أصلٍ عريق طيب- كان فقيرًا، ولم يكن يريد أن يجعل ابنه يتورط في الزواج من شابة فقيرة.

بعد مرور خمس سنوات، زار الأب ابنته ليطمئن على أحوالها. ولحسن الحظ، وجدها تبدو سعيدة مشرقة، وكانت تعيش في حالٍ أفضل بكثير مما كان يتوقع. قصت الفتاة على أبيها كيف أن زوجها كان حطابًا نشيطًا ماهرًا مخلصًا، وقد جمع مبلغًا وافرًا من المال من نشاطه خلال السنين الماضية. شعر الأب بالراحة تغمره. ووجد أن الشاب الذي كان يظنه قبيحًا غبيصا إنما هو شاب مخلص طيب القلب ذكي يعتمد عليه.

وبعد مرور عشر سنوات، أصبح زوج ابنة النبيل رجلًا ثريًا. وتوقف عن قطع الحطب وممارسة الأعمال اليدوية الشاقة وبدأ في تكريس وقته للتعلم. وبعد ثلاث سنوات من الدراسة بكل جد ونشاط كعادته، استطاع أن يجتاز اختبار الحكمة الحكومية ويلتحق بالعمل في الحكومة. وبعد أن حصل الشاب على المال والمنصب وكلل كل ذلك بحسن خلقه وطيبة قلبه، أثبت للنبيل أن مساعيه لم تفشل، وأنه بالفعل وجد الزوج الملائم لابنته. أما ابن المعلم الوسيم اللماح، فلقد قضى أيامه فقيرًا بائسًا، عاطلًا عن العمل بين كتبه.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;