الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

حقيبة الحكايات

2020-06-26

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش صبيٌّ يعشق الحكايات. كان يكتب كل حكاية تبلغه وكل قصة يسمعها، وكان يحتفظ بنسخ الحكايات في كيس كبير. وعندما كبر الصبي وصار شابًا في سن الزواج، كان الكيس قد امتلأ عن آخره بالحكايات. وقبل زفافه بأيام قليلة، سمع أحد الخدم في المنزل صوت همس يصدر من مكانٍ ما. تعجب الخادم، لأن المنزل كان يفترض أن يكون خاليًا في ذلك الوقت. تتبع الخادم الصوت الغريب إلى أن وصل إلى مصدره: كان يصدر من الكيس.

قال صوت من الأصوات: "نحن الحكايات قد حبسنا كثيرًا هنا عبر سنوات طويلة. لقد عاملنا الصبي بشكل لا يليق. والآن، سيتزوج ويتركنا، ويجب أن ننتقم منه". قال صوتٌ آخر: "أوافقك الرأي! سوف يهجرنا الصبي وينتقل إلى منزل عروسه قريبًا، ولذلك، سوف أحول نفسي إلى نبع الماء على جانب الطريق، وإذا شرب الفتى مني، سأقتله!"، وقال صوت ثالث: "لكنه قد لا يشرب ماء النبع، ولذلك، سأحول نفسي إلى توت أحمر على جانب الطريق، فإن أكل مني قتلته على الفور"، وقال صوتٌ رابع: "وأنا سأتحول إلى سيف ضخم معلق في سقف مكان الزفاف، وأثناء الحفل، سأسقط وأطعنه. وهكذا، لن يكون أمامه مفرٌ من الموت". شعر الخادم برعب لا حدّ له مما سمع. وقرر أن يبذل كل ما في وسعه كي ينقذ سيده.

وأخيرًا، جاء يوم الزفاف المنتظر، وانطلق الموكب إلى منزل العروس. كان الخادم برفقة سيده بالطبع. وبينما كان الموكب يمر بتلة، شعر بعطش شديد، وكان على وشك أن يشرب من نبع ماء صافٍ قريب، لكن الخادم لكز الحصان فمر بسرعة وفوّت النبع. وبنفس الطريقة، فوت الموكب التوت الأحمر الشهي على التلة التالية. غضب العريس ووبخ خادمه. لكن الخادم لم يهتم بذلك أبدًا. كل ما كان يهمه هو كيفية حماية سيده. وأثناء مراسم الزفاف في بيت العروس، كان العريس يستعد كي ينحني أمام عروسه كالمعتاد في هذا النوع من المراسم، لكن الخادم جذبه فجأة، واصطحبه عنوة إلى الباحة الخارجية. وقبل أن يتفوه العريس بكلمة، سقط سيف ضخم من السقف، وخيم الصمت على جميع الحضور الذين وقفوا مشدوهين صامتين من هول الصدمة.

وهنا، شرح الخادم لسيده موقفه، وقص عليه ما سمعه من كيس الحكايات. صدم العريس، وأراد أن يحرق كل القصص. لكن الخادم قال: "هذه القصص غاضبة فقط لأنك حبستها بعيدًا يا سيدي، فلم لا تطلقها عن طريق طباعتها بالحبر على الأوراق ونشرها بين الناس؟". رأى الشاب أن رأي خادمه هو الصواب فوافق على اقتراحه. وبفضل الخادم الوفي الحكيم، استطاع الشاب أن يحتفظ بحياته، وحُفظت القصص أيضًا ونشرت في الكتب لتنتشر في العالم أجمع.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;