الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

ورقة الشجر البيضاء

2020-07-10

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش بحار في قرية نائية. كان رجلًا عجوزًا اسمه بارك، وكان يكسب عيشه من قاربه الذي كان يستخدمه لمساعدة أهل القرية على عبور إلى الجانب الآخر من النهر. وفي يوم من الأيام، انهمر سيول شديد أغرق الكثير من البيوت والمزارع، وأزاح في طريقه الناس والحيوانات وحتى البيوت في القرية. كان بارك في قاربه، ورأى صبيًا صغيرًا جرفه السيول في النهر، فانطلق من فوره لمساعدته حتى نجح في إنقاذه. ثم أنقذ غزالة صغيرة. ثم رأى ثعبانًا يطفو في الماء، تردد في البداية، لكنه قدّر أن حتى حياة الثعبان هي حياة غالية تستحق الإنقاذ فمد له المجداف، فالتف الثعبان حوله محاولًا النجاة من مستويات الماء المتصاعدة. وعندما وصلا إلى ضفة النهر، أطلق بارك الحيوانات التي أنقذها، ولما لم يكن للصبي أي مكان يذهب إليه، فقد اصطحبه بارك إلى منزله، حيث اعتنى به وربَّاه كابنٍ حقيقيٍّ له.

وفي يومٍ من الأيام، وجد بارك غزالة صغيرة أمام منزله. عرف على الفور أنها الغزالة التي كان قد أنقذها في ذلك اليوم. شعر بالفضول، فتبعها حتى اقتادته إلى كهف في عمق الجبل. واندهش بشدة حين وجد الكهف مليئًا بالكنوز. بدا له أن الغزالة كانت تبتسم له. وأدرك أنها أرادت أن ترد له الجميل.

لكن الصبي الذي أنقذه ورباه كان مختلفا عن الغزالة للأسف. فقد أصبح شابًا كسولًا يثير المشاكل. وكان يشكو بارك دائمًا لأنه يملك الكثير من الكنوز ويحرص على العيش بطريقة اقتصادية رغم ذلك. انتشر الحديث حول ثروة بارك في القرية بعد ذلك. واستدعاه قاضي القرية للتحقيق في صحة الشائعات. وقد قص بارك عليه كل ما حدث، لكن قصته كانت عسيرة التصديق. ظن القاضي أن بارك يكذب ليداري فعلته بعد أن سرق الكنز من مكان ما، فأمر جنوده بإلقاء القبض عليه. وبينما هو في السجن، ظهر أمامه ثعبانٌ فجأة، وكأنما ظهر من العدم. كان هو الثعبان الذي أنقذه بارك من الغرق. اقترب الثعبان منه، ثم لدغ قدمه واختفى من جديد. ظن بارك أن أمره قد انتهى لا محالة، وظل يندب حظه العاثر. بعد فترة بسيطة، عاد الثعبان وفي فمه ورقة شجر بيضاء وضعها على قدم بارك، فطابت وعادت كما كانت على الفور. كانت الورقة البيضاء من الأعشاب الدوائية قوية المفعول.

في ذلك الوقت، ساد الهرج والمرج خارج السجن. كانت زوجة القاضي على مشارف الموت بعد أن لدغها ثعبان سام. بلغت الأخبار مسامع بارك داخل السجن، فرجا القاضي أن يأخذ ورقته البيضاء وأن يحاول علاج زوجته بها. وبالفعل، شفيت الزوجة بعد استخدام ذلك العشب الطبي النادر. هذه المرة، صدق القاضي قصة بارك العجيبة عن الثعبان، وأدرك أن قصته عن الغزالة والكنز صادقة أيضًا رغم غرابتها. أطلق القاضي سراح بارك، ووبخ الابن الشقي. وبعدما سمع الابن توبيخ القاضي، وعلم كيف ردت الغزالة وحتى الثعبان جميل أبيه، ندم، وقرر ألا يقل عنهما عرفانًا بالجميل، وقضى بقية أيامه ابنًا بارًّا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;