ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش صياد في قرية ساحلية. وكان رجلًا طيب القلب، فكان يترك الأسماك الصغيرة وشأنها، ويكتفي بالأسماك الكبيرة. أما زوجتُه، فكانت امرأة شديدة الطمع. وكانت دائمًا تشكو أن زوجها لا يعمل بالجد الكافي ليكسب عيشه، وأن الأسرة فقيرة لذلك السبب. وفي يومٍ من الأيام، رأى الصياد الطيب شيئًا عجيبًا عالقًا في شبكته. كان إناء. قرر أن يجلب الإناء إلى منزله، لكن زوجته غضبت وصاحت في وجهه: "لماذا لم تصيد أي أسماك وجلبت هذا الإناء عديم النفع إلى المنزل؟ تخلص منه فورًا!". وفي تلك اللحظة بالذات، خرج الدخان من الإناء، وظهر صبيٌ صغير. قال الصبي إنه سيحقق لهما ثلاث أمنيات. وعلى سبيل الاختبار، طلبت الزوجة منه أن يحضر لها أرز. وفي أقل من ثانية، امتلأت الحظيرةُ الفارغةُ بمئات أجولة الأرز. طلبت الزوجة الكثير من الكنوز بعد ذلك، فوجدت نفسها محاطة بالذهب والجواهر. شعر الصياد وزوجته بسعادة لا حدَّ لها بسبب حظهما الحسن.

لم يتبق للزوجين سوى أمنية واحدة. ولكن هذا لم يكن كافيًا بالنسبة إلى الزوجة الطماعة. فقد أرادت أن تحصل على الكثير والكثير من الأشياء. فطردت زوجها من المنزل وطالبته بأن يحضر لها إناءً سحريًا آخر. ثم طلبت من الصبي الموجود في الإناء أن يحولها إلى امرأة فاتنة، وقد كان! فعندما نظرت إلى المرآة، وجدت امرأة شابة رائعة الجمال تنظر لها من الجانب الآخر! شعرت الزوجة بسرور كبير، وأدركت أنها أصبحت جميلة وثرية، وبالتالي، فلا يوجد أي سببٍ يدفعها للعيش مع زوجها الفقير الذي فاتت أيام شبابه. فقررت أن تطرده من المنزل لكنها صعقت لما حدث بعد ذلك. فبمجرد أن عزمت على تنفيذ خطتها الدنيئة، اختفى كل شيء، كل أجولة الأرز والكنوز التي كانت تملأ المكان. وعندما أسرعت تنظر إلى المرآة، وجدت أنها عادت امرأة عجوزًا بدينة، لم تستطع أن تصدق عينيها. 

وفي تلك الأثناء، ألقى الصياد شبكته في الماء، وفجأة، صدمت موجةٌ قاربه، فسقط في الماء. ظنَّ أن أمره انتهى، لكنَّ سلحفاة بحرية ضخمة ظهرت فجأة وحملته على ظهرها. واندهش الصياد حين وجد أنه يستطيع التنفس تحت الماء. أوصلته السلحفاة إلى قصر تحت الماء، حيث حياه التنين ملك البحار بحرارة، وقال له: "أنا أعرف أنك دائمًا ما تترك صغار السمك وشأنها، وتطلقها إذا دخلت شبكتك. وأنا أشعر بامتنان شديد لك. وأردت أن أكافئك بالإناء السحري، لكن الأمور لم تسر على ما يرام. والآن، تستطيع أن تعيش هنا في سلام وراحة ودعة". وبينما عاش الصياد سعيدًا في البحر، فقدت زوجته الطماعة كل شيء، حتى زوجها.