الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

العفريت والـ"تشانغ بو"

2021-09-17

ⓒ Getty Images Bank

يقع يومُ عيدِ الدانو في اليوم الخامس من الشهر الخامس بالتقويم القمري التقليدي في كوريا، وهو أحد الأعيادِ الكورية التراثية الشهيرة. ومن ضمن عادات عيدِ الدانو القديمة، أن يستحمَّ الشباب بماءٍ غُليت فيه أوراقُ التاشنغبو العطرة. وفي حكاية اليوم، سنستمع إلى أصل هذه العادة.

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش مزارعٌ له ثلاث بنات. وكان يتمنى أن يكون له ابنٌ، خاصة عندما كان يقوم بأعمال الحقل المرهقة وحده. وذات يوم، وجد صخرة عالقةً في حقل الأرز الذي يملكه. حاول أن يشدها من الأرض، لكنه لم يستطع. وعندما فاض به الكيل، تمتم قائلًا: "ليت كان لي ابنٌ قوي يساعدني في موقفٍ كهذا. لو ساعدني أي شخصٍ في انتزاعِ هذه الصخرة السخيفة، فأنا مستعدٌ لأزوجه إحدى بناتي".

وفي تلك اللحظة، ظهر عفريتٌ مخيفٌ أزرقُ اللون من العدم. وقبل أن ينطقَ المزارعُ بحرف، انتزع العفريتُ القويُّ الصخرةَ من الأرض وقال: "أيها المزارع! لقد نزعتُ الصخرة، والآن يجب أن تفيَ بوعدِك وأن تزوجني ابنتَك. سوف آتي إلى المنزل بعد ثلاثة أيام". قال هذا، واختفى! عاد المزارعُ إلى منزلِهِ وهو في حالةٍ يرثى لها. سألته ابنته الكبرى عن المشكلة، فقال إن إحدى بناته يجب أن تكون عروسًا لعفريت. انفجرت الابنةُ الكبرى غاضبةً وغادرت الحجرةَ على الفور، وشعرت الوسطى بضيق بالغ، ولامت والدَها على الوعدِ الأحمقِ الذي وعدَهُ دون وجهِ حق. أما الثالثة، فكانت مختلفة. شعرت بالأسف الشديد والشفقة على والدها، وقررت أن تتزوجَ العفريتَ لتعفيه من أي حرجٍ أو خطر. انفطر قلبُ المزارعِ على مفارقة ابنته المفضلة بهذه الطريقة، لكن لم يكن أمامه خيار آخر. وبعد ثلاثة أيام، عاد العفريت كما قال، وأخذ الابنة الصغرى ورحل.

مرت السنوات، واشتاقَ المزارعُ إلى ابنتِهِ بشدة، فقرر أن يراها بأي ثمن، رغم أنه كان يخشى غضب العفريت. ولكن العفريت وزوجته رحبا به ترحيبًا شديدًا. سعد المزارع بلقاء ابنته أخيرا. ولكن، اتضح أن العفريت آكل لحومِ بشر، وكان سبب ترحبيه بالمزارع هو رغبته في التهامه لا أكثر. أدركت الفتاةُ على الفور ما ينويه العفريت، ورغم أنه كان زوجها، لم تستطع أن تسمح له بإيذاء والدها. وهكذا أخبرت والدها بنية العفريت، وهربت معه من المنزلِ إلى منزلها القديم.

ولكن العفريتَ كان يتبعهم. شعرا أنها نهاية العالم بالنسبة إليهما. رأى أحدُ الجيران المزارع وابنته الصغرى يركضان في هلع بينما يتبعهما عفريتٌ مخيف. أدرك الجارُ الذكيُّ ما يحدثُ على الفور، وسارع يقطف بعضَ أوراقِ نبات التشانغبو وينثرها حول منزل المزارع. توقف العفريت على الفور، وراح يدور حول المنزل عدة مرات قبل أن ينصرف في يأس وهو منكس الرأس. كان هذا في اليوم الخامس من الشهر الخامس حسب التقويم القمري التراثي الكوري، وكان عيد الدانو الذي يحتفل فيه المزارعون ويتمنون حصاد أرزٍ وفير. ومنذ ذلك اليوم، حرص الناس على تعليق أوراق التشانغبو على منازلهم، حتى تطرد الأرواح الشريرة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;