الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top
أغاني البومبيه
في عام 804، في عصر مملكة شيلا الموحدة، ذهب الراهب البوذي «جين-غام» إلى الصين لدراسة البوذية، ثم عاد إلى بلاده في عام 830، وجلب معه الـ«بومبيه 범패»، وهي أغانٍ بوذية يغنيها الرهبان أثناء إقامة الشعائر البوذية. وتمتعت أغاني البومبيه بشعبية كبيرة في مجتمع شيلا، ولكن الناس كانوا يميلون أكثر إلى الأغاني الحديثة. كان الناس يأتون أفواجًا إلى المعبد الذي كان الراهب «جين غام» يعيش فيه، كي يتعلموا منه أغاني البومبيه الجديدة. والغريب في الأمر هو أن تلك الأغاني التي كانت تغنى في ذلك العصر حفظت لأكثر من ألف عامٍ، ولذلك يغنيها الرهبان البوذيون أثناء المراسم والشعائر المهمة حتى يومنا هذا. وقد تغيرت نغمات تلك الأغاني قليلًا مع مرور السنين، ولكنها لا تزال تحتفظ بجوها الساحر. وأول أغانينا اليوم هي «جيت سوري كوريونغ سان». ومن مميزات أغاني البومبيه، هي المقاطع الصوتية التي يصاحبها تغير كبير في النغمات أثناء الغناء، وتتميز أغاني الجيتسوري بنغماتها الطويلة الفخمة.

تُؤدى أغاني الجيتسوري في المواقف التي يكون فيها عدد من الناس منخرطين في نشاط معين. وعندما تقام شعائر كبيرة في المعبد البوذي، غالبًا ما تُقام في مكان مكشوف، وغالبًا ما تعلق لوحة كبيرة لبوذا تعرف باسم «كويبول 괘불» في الجوار، وهذا لأن القاعات المخصصة للصلوات لا تتسع لحضور الكثير من الأفراد في الوقت نفسه. وكلمة «كوريونغ سان» تعني: صعود جبل يونغ-سان. وأغنية الجيتسوري «كوريونغ سان» غالبًا ما تغنى عند حمل لوحة بوذا المذكورة إلى الساحات الخارجية. وكلمة «يونغسان» هنا تشير في واقع الأمر إلى جبل «يونغ-تشوك» الذي ألقى بوذا بتعاليمه عنده. ويصف جزء من كلمات الأغنية كيف لجأ الناس إلى بوذا، وكيف تجمع الرهبان البو1يون عند جبل يونغ-سان. وأغنية «يونغسان هويسان» هي أغنية تناقلتها الأجيال بوصفها أغنية من أغاني الـ«بونغ-ريو»، وهي تصف ذلك الاجتماع عند الجبل المقدس. وللأسف، ضاعت الأغنية مع مرور الزمان، ولم يتبق منها سوى أجزاء توارثتها الأجيال في صورة تسع أغنيات. ومنها أغنية «يومبول دودري 염불도드리»، وهي أغنية وثيقة الصلة ببوذا، إذ أن المقطع «يوم-بول» هو مقطع يعني: صلاة بوذية. وكانت «يومبول دودري 염불도드리» مقطوعة مخصصة للعزف بالآلات الموسيقية فقط، ولكنها مؤخرًا أصبحت تغنى. 

كُتبت التعاليم البوذية أساسًا بالرموز الصينية أو باللغة الهندية القديمة، مما جعلها صعبة المنال بالنسبة للعوام. وحتى الصلوات البوذية كانت مكونة من كلمات عميقة غامضة، ولهذا كان على الرهبان البوذيين أن يشرحوا تلك التعاليم باللغة الكورية الدارجة لتسهيلها على الناس، وكانوا يغنون أغانٍ مبنية على تلك التعاليم في نهاية المراسم المهمة. ومن ضمن تلك الأغنيات، الأغنية التي عرفت باسم «هوي شيم غوك» وهي تعني: أغنية عن تبدل رغبات القلب. وتعلم الأغنية الناس أن يتجاهلوا قلوبهم وأهواءهم التي تميل إلى الكسل وأن يتبعوا تعاليم بوذا ليعيشوا حياة شريفة. وعلى خلاف أغاني البومبيه، نجد أن ألحان «هوي شيم غوك» مرحة وكلماتها سهلة الفهم، وهي في ذلك تشبه الأغاني الشعبية، ولهذا كانت تروق للعامة كثيرًا. ولم تكن أغنية «هوي شيم غوك» تغنى في المراسم البوذية فقط، بل في الحفلات الموسيقية التي كان المطربون المحترفون يقيمونها. وتدور كلماتها بصورة أساسية حول الولادة والموت. فتصف الأغنية كيف يولد المرء في الحياة وحوله بركات بوذا ووالديه، وتصف المجهود الكبير الذي تتضمنه تربية الأطفال. وتهدف الأغنية إلى تعليم المستمعين أهمية حياتهم، وأن الحياة ثمينة لا يصح إهدارها. كما تستعرض أنواع الجحيم المختلفة التي قد يتعرض لها المذنب بعد الموت، وتحذر الناس من ارتكاب الآثام، وتشجعهم على فعل الخيرات أثناء حياتهم لتجنب الذهب إلى الجحيم.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;