في التاسع من شهر أكتوبر تم إقامة حفل موسيقي مميز في الحديقة الأوليمبية في سيول. أحيا الحفل أهم الفرق الغنائية الكورية وملوك الكي بوب ابتداء من "بوا" وصولا لفرقة "سوبر جونيور"، وتجمع هذا الحشد الفني الكبير احتفالا بمرور مائة عام على ميلاد الملحن الغنائي "بارك شي تشون". وعلى الرغم من اختلاف الأجيال واختلاف نمط الأغنيات إلا أنهم شاركوا في هذا الحفل لإظهار احترامهم وتقديرهم لفن "بارك شي تشون". ما رأيكم في التعرف اليوم على الملحن "بارك شي تشون"؟. ولد بارك ، واسمه الحقيقي "سون دونغ" ، في ال28 من أكتوبر عام 1913 في ميل يانغ في كيونغ نام. وكان والده من ملاك الأراضي ، كما كان يدير مركزا للتدريب الموسيقي. وهكذا شبّ بارك سون دونغ على أنغام الموسيقى ، ولكن وهو في 12 من عمره توفي والده ، ومن تأثر الوضع المادي لأسرته. وبدأ بارك مشواره الصعب . وكلما تدفقت الألحان الموسيقية الواردة من مقاهي البلدة على مسامع الصبي جال في خاطره ذكرى وفاة أبيه المفاجئة وصدمة الفقر الذي لحق بهم. بعدها التحق الصبي بارك للعمل في أحد المقاهي في مدينة سون تشان وبدأ أولى خطواته مع الموسيقى ، حيث شارك في عدد من العروض مع بعض الفرق كعازف على آلة الطبلة الكورية . وعندما بلغ ال14 أصبح يتجول في أنحاء البلاد مع فرق التصوير السينمائية ، وكان يضرب على الطبل الكوري في الصباح وفي المساء يدير آلات التصوير ، وفي وقت الفراغ كان يتدرب على عزف الكمان والساكسفون والجيتار وغيرها من الآلات الموسيقية. ثم أصبح عضوا في أول فرقة موسيقية تدعى "فرقة آريرانغ للرقص والغناء" وهناك أطلق عليه المسؤول عن العروض اسم "شي تشون" بمعنى الربيع الدائم ، وتم تقديمه لأحد منتجي الاسطوانات كملحن موسيقي ، وبدأت حياته تتغير. وكان أول أعماله في عام 1936 بعنوان "أغنية الأمل" . كما تعاون مع المطربة الناشئة "كانغ مون سو" في تلحين أولى أغنياتها وقد أصبحت فيما بعد إحدى المطربات الشهيرات. وفي نفس العام تعاون مع شركة "أو كيه" للاسطوانات ليلحن للمطرب كيم جونغ كو أغنية حازت على تقدير وإعجاب الجميع. ثم تكرر تعاونه مع المطربة كانغ مون سو ليصنعا سويا أغنية حققت نجاحا باهرا في عام 1938 ، وكانت بداية لفتح آفاق جديدة للأغاني الكورية الشعبية الحديثة. ومن بعدها توالت أعماله الناجحة. ولم تقتصر نشاطات "بارك شي تشون" على التلحين فحسب ولكنه كان متعدد المواهب الفنية حتى إنه كان يشارك في عروض التمثيل الصامت "البانتومايم". وبعد استقلال كوريا لحن أغنية تعبر عن فرحة الكوريين ، كما لحن أغنية أخرى تعبر عن آلام الكوريين بعد تقسيم شبه الجزيرة الكورية. وكانت أغنياته حاضرة دائما لتواسي الكوريين في أحزانهم وتبث فيهم الأمل. كانت أعماله نقلة جديدة في الأغنية الشعبية الكورية، حيث وصفت أغنياته بأنها : "جذور وعماد الأغنية الشعبية الكورية". وتقديرا لجهوده كان أول ملحن يحصل على ميدالية ثقافية في عام 1982. وهكذا أفنى "بارك شي تشون" حياته باحثا عن الألحان التي تعبر عن العواطف الكورية ، ثم فارق عالمنا في ال30 من شهر يونيو من عام 1996 ، لكنه ترك لنا رصيدا موسيقيا بلغ ثلاثة آلاف أغنية ، وظلت ذكراه عالقة في الأذهان كرائد للموسيقى الشعبية الكورية.