أحبائي المستمعين أهلا ومرحبا بكم معنا في حلقة متجددة من ركن الخميس الدائم "وجه كوري" حيث نتحدث عن بعض الشخصيات الكورية البارزة في التاريخ الكوري. وحلقة اليوم نتحدث عن المسافرة الكورية "كيم كوم وون" التي عاشت في عصر مملكة جوسون . تصحبكم اليوم منى الأشتري.
********
في عام 1795 عانت كوريا من موسم حصاد سيئ على نحو غير عادي ، ومن ثم أنفقت التاجرة الثرية المشهورة "كيم مان دوك" في جزيرة جيه جو كل أموالها من أجل إنقاذ حوالي 1000 شخص جائع. وقدر الملك جونغ جو هذا الأمر تقديرا كبيرا وسألها عما ترغب فيه. فأجابت كيم أنها ترغب في رؤية 12 ألف قمة من قمم جبل كوم كانغ الجميلة. كانت الرحلات تمثل رغبة ممنوعة حتى بالنسبة لأغنى التاجرات في جيه جو لإنه لم يكن يسمح بالسفر للنساء في مملكة جوسون. بالرغم من ذلك، في القرن التاسع عشر، كانت هناك إمراة أقبلت على القيام برحلة من أجل رؤية الجبال والأنهار العظيمة بعينيها. واسمها كيم كوم وون.
ولدت كيم في منطقة وون جو في مقاطعة كانغ وون في العام 1817 كبنت غير شرعية لأسرة نبيلة فقيرة. كانت جميلة وذكية ولكنها ذات صحة ضعيفة. نظرا لأنها كانت مصابة ببعض الأمراض فلم يعلمها أبوها الخياطة أو الأعمال المنزلية الأخرى التي كان من المفترض أن تتعلمها النساء ، بل علمها كيف تقرأ وتكتب بدلا من ذلك. ولهذا فإن كيم درست الكتب الكلاسيكية الصينية مثلها مثل الرجال ولكن لم يكن لديها خيارات إلا أن تصبح سرية لرجل نبيل أو أن تتزوج من ابن غير شرعي ، أو تصبح كي سينغ لتسلية ضيوف الحانات ، لكنها كانت تأمل في الخروج إلى العالم الأوسع ، ومن ثم أقنعت والديها أخيرا لتبدأ في القيام برحلاتها إلى جبل كوم كانغ في شهر مارس من عام 1830 عندما كان عمرها 14 عاما فقط.
وبالرغم من موافقة والديها ، إلا أنها تنكرت لتبدو مثل الرجال من أجل الخروج إلى العالم الخارجي ، وكانت أول محطاتها هي "المعالم المشهورة الثماني في منطقة دان يانغ" القريبة من مسقط رأسها حيث شاهدت ذلك المشهد الجميل الذي كانت قد رأته فقط في بعض اللوحات التي رسمها فنانون مشاهير ، ثم مرت بالمعالم السياحية الجميلة بما فيها وادي "سون أم" وقمة "اوك سون" وصخور "سا إين" وكهف "كوم هوا" حتى وصلت أخيرا إلى جبل كوم كانغ حيث زارت معبد "بيو هون" البوذي الذي يعد من أهم المعابد البوذية في الجبل، ووادي "مان بوك دونغ" .
وبعد التجول في 1200 قمة من قمم الجبل ، فهمت كيم لماذا قال الرسام "تشوي بوك" إنه يتمنى أن يموت في جبل كوم كانغ ، ولماذا وصف الشاعر "جونغ تشول" ذلك الجبل بأنه قد وقف ثابتا على مدار 10 ملايين عام في قصيدة له بعنوان "أغنية كوان دونغ". وبعد عودتها إلى قريتها أصبحت كيم سرية لـ"كيم دوك هي" ، حيث أقامت مع زوجها في منطقة سام هو جونغ في سيول. وبالتعاون مع السريات والمسليات الموهوبات، قامت بتكوين أول جمعية للشاعرات في مملكة جوسون .
وفي العام 1851 أي بعد مرور حوالي 20 عاما على تجوالها في جبل كوم كانغ، أصدرت كيم كتابا بعنوان "هو دونغ سو كي" كتبت فيه ما شاهدته وجربته خلال رحلاتها إلى جبل كوم كانغ وغيره من المعالم السياحية في كوريا.
ويمكن أن نقول إن كيم رفضت البقاء وراء ستار القيود الاجتماعية والتمييز الجنسي ، حيث غامرت وخرجت وتقدمت إلى الأمام بكل شجاعة وذكاء.