ورث "دان جونغ" عرش "جوسون" في سنّ صغيرة، وكان الملك السادس في سلسلة ملوك "جوسون". لكن عمّه "سو يانغ دي غون" استولى على العرش منه، فقامت حركة عُرفت باسم "حركة إعادة الملك" حاولت إعادة الملك إلى عرشه، لكن محاولاتها باءت بالفشل، فلم يبق من أعضاء الحركة رجلٌ إلا وقد أُعدم أو انتحر. ويطلق على هذه المجموعة "سا يوك شين"، وصاروا رمزًا للوفاء والإخلاص، خاصة "سونغ سام مون" الذي يمثل هذه الحركة.
وُلد "سونغ سام مون" في "تشونغ تشُنغ نام دو". ويُقال إنه حين وُلد سمع صوت الريح وهي تسأل ثلاثًا:"هل وُلد؟ هل وُلد؟ هل وُلد؟"، ولذلك سمِّي بـ"سام مون"، وهو اسم يعني "الأسئلة الثلاثة".
في عام 1435، حين بلغ الثامنة عشرة من عمره، نجح في اختبار الـ"سنغ وون شي" واختير بعدها بثلاث سنوات للعمل في مركز أبحاث العلوم في جوسون والذي كان يُدعى "تشيب هيون جون"، وقد اختاره الملك "سي جونغ"- الذي كان يهتم بالعلوم والشخصيات المميزة- شخصيًا للعمل هناك. وانكب على البحث والدراسة في المركز فحظى بإعجاب الملك. وقد ساعد "سونغ سام مون" -ضمن آخرين- الملك في إنشاء الحروف الكورية الثمانية والعشرين.
وفي عام 1454، حين استولى "سي جو" على عرش ابن أخيه، حمل "سونغ سام مون" خاتم الملك الذي كان يعد رمزًا لسيادة الدولة وأخذ ينتحب. بدأ "سونغ سام مون" في التخطيط لحركة "إعادة الملك" سرًا بناءً على تعليمات تلقاها من والده، وساعدته مجموعة من الرجال الأوفياء. في ذلك الوقت كان "سي جو" يعد حفلًا في قصره لاستقبال سفير مملكة "ميونغ"، فقرر "سونغ سام مون" أن يستغل هذه الفرصة للتحرك وإعادة "دان جونغ" إلى عرشه، فاجتمع مع بقية رفاقه في مركز الأبحاث قبل الحفل بيوم ليعدوا خطة التحرك، لكن الحفل ألغي في الصباح، فقرروا تأجيل تنفيذ مخططهم. لكن أحد أعضاء الحركة اعترف لـ"سي جو" بكل شيء، فقُبض عليهم جميعًا. لكن "سونغ سام مون" لم يستسلم رغم التعذيب القاسي الذي تعرض له، وقال إن "سي جو" ملك ظالم، كما عنف "شين سوك جو" الذي وشى بهم على خيانته بشدة. وزاد هذا من حدة غضب "سي جو" فزادت قسوة التعذيب، لكن عزيمة "سونغ سام مون" وقوته لم تفتر.
ولم يُبرَّأ "سونغ سام مون" من تهمة التآمر التي وصمه بها "سي جو" إلا بعد مائتي عام، حيث أعلن الملك "سوك جونغ" براءته ، ومنذ ذلك الحين لا يزال "سونغ سام مون" موضع احترام الكوريين حتى يومنا هذا.