ⓒYONHAP News

أقيمت يوم الخامس والعشرين من شهر يونيو الجاري في أنحاء مختلفة من البلاد مراسم الاحتفال بالذكرى التاسعة والستين لاندلاع الحرب الأهلية الكورية.

وبهذه المناسبة، أقام الرئيس الكوري "مون جيه إين" مأدبة غذاء يوم الاثنين الماضي  لقدامى المحاربين وأعضاء أسر شهداء الحرب.

وقد اندلعت الحرب الأهلية الكورية فجر يوم الخامس والعشرين من شهر يونيو عام 1950، عندما اندفع الجيش الكوري الشمالي عبر الحدود مع كوريا الجنوبية والتي كانت معروفة باسم خط العرض 38، والذي كان يمثل الحدود بين جمهورية كوريا الموالية للولايات المتحدة وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المدعومة من قبل الاتحاد السوفيتي السابق.

وكان الزعيم الشمالي آنذاك "كيم إيل سونغ" قد أعلن قيام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عام 1948 ، أي بعد ثلاث سنوات من زوال الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية عند انتهاء الحرب العالمية الثانية واستسلام اليابان للحلفاء.

كما تم تأسيس حكومة مستقلة لجمهورية كوريا في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية في عام 1948 أيضا.

وبعد مرور عامين من قيام حكومتين منفصلتين في الجزءين الجنوبي والشمالي من شبه الجزيرة الكورية ، شنت كوريا الشمالية غزوا مفاجئا لكوريا الجنوبية.

وخلال أقل من ثلاثة أشهر من اندلاع الحرب الكورية، احتل الجيش الكوري الشمالي معظم أراضي كوريا الجنوبية باستثناء مقاطعة جنوب "كيونغ سانغ" والجزء الجنوبي من مقاطعة شمال "كيونغ سانغ".

ولكن قوات الأمم المتحدة الداعمة لكوريا الجنوبية تمكنت من شن الهجوم المضاد للجيش الكوري الشمالي، خاصة بعد أن نجحت في عملية الهبوط في إنتشون بقيادة الجنرال الأمريكي "دوغلاس ماكارثر" يوم الخامس عشر من سبتمبر عام 1950، لدرجة أنها استطاعت التقدم إلى نهري "آب لوك" و"دومان" الواقعين في الحدود مع كل من الصين وروسيا.

واتخذت الحرب الكورية جانبا جديدا بعد أن تدخل الجيش الشعبي الصيني في تلك الحرب في شهر نوفمبر من عام 1950، حيث تراجعت القوات الكورية الجنوبية وقوات الأمم المتحدة إلى المناطق الوسطى من شبه الجزيرة الكورية ، ليدخل القتال بعد  ذلك مرحلة جمود ، تزايدت معها أعداد القتلى والجرحى دون أي نتيجة.

وفي شهر يوليو من عام 1951، بدأت اجتماعات لوقف إطلاق النار في مدينة كيسونغ ، لكنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الأمم المتحدة والصين بهذا الشأن إلا في يوم السابع والعشرين من شهر يوليو عام 1953 في قرية "بان مون جوم" الواقعة على خط العرض 38 الفاصل بين الكوريتين.

وقد أسفرت الحرب الأهلية الكورية التي استمرت ثلاث سنوات عن حدوث خسائر كبيرة في الأرواح حيث بلغ عدد الضحايا المدنيين 2.5 مليون شخص ، منهم مليون من الجنوب و1.5 مليون من الشمال.

أما عدد قتلى وجرحى الجنود فبلغ 620 ألفا من الجيش الكوري الجنوبي، و930 ألفا من الجيش الكوري الشمالي، ومليونا من الجيش الصيني، و160 ألفا من قوات الأمم المتحدة.

وبعد مرور 69 عاما على معاناتها من الحرب الأهلية القاسية ، استطاعت كوريا الجنوبية تحقيق انجازات اقتصادية ، وانضمت إلى مصاف أكبر عشر دول في العالم من حيث حجم التجارة ، وأصبحت دولة عضوا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومجموعة العشرين.

وانتهت الحرب في شبه الجزيرة الكورية منذ فترة طويلة ، ولكن لا تزال أمامنا مشلكة يجب حلها، وهي القضية النووية لكوريا الشمالية  التي تعرقل الجهود الرامية إلى القضاء على حالة الانقسام في شبه الجزيرة الكورية، وإنشاء نظام للسلام فيها ، وتحقيق السلام في شمال شرق آسيا.