الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

ما وراء الأخبار

الذكرى الثلاثون على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية والصين

2022-08-27

الأخبار

ⓒKBS News

أحرزت العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين، نموا كبيرا خلال الـ30 عاما الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، لكنها وصلت إلى مفترق طرق بسبب التغيرات الناجمة عن تصاعد الصراعات بين الولايات المتحدة والصين، وتدهور المشاعر بين الشعبين الكوري والصيني، وقضية نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد"، وغيرها من القضايا العالقة بين البلدين.

ولذلك فإن الأمر المثير لاهتمام الكثيرين حاليا هو ما إذا كانت العلاقات بين سيول وبكين يمكن أن تجد انفراجة جديدة في الذكرى الثلاثين على إقامة العلاقات الدبلوماسية.

وفي يوم الرابع والعشرين من شهر أغسطس من عام 1992، وقّع وزيرا خارجية كوريا الجنوبية والصين آنذاك بيانا مشتركا في بكين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مما أنهى العلاقات العدائية بينهما بعدما استمرت لأكثر من 40 عاما، أي منذ مشاركة الصين في صف كوريا الشمالية، في الحرب الأهلية الكورية التي اندلعت في عام 1950.

وجاءت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سيول وبكين في الوقت الذي شهد فيه العالم اضطرابات بسبب انتهاء نظام الحرب الباردة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق والكتلة الشيوعية في أوربا الشرقية.

ووسط هذه التغيرات، ظلت كوريا الجنوبية تنتهج سياسات تستهدف تحسين العلاقات مع عدد من دول الكتلة الشيوعية، بينما كانت الصين تسعى للإصلاح والانفتاحها، وهو ما أدى إلى اتفاق البلدين على إقامة العلاقات الدبلوماسية.

ومنذ ذلك الحين نمت العلاقات بين سيول وبكين نموا ملحوظا، حيث زاد حجم التجارة بينهما بـ47 ضعفا خلال الثلاثين عاما الماضية، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية، فيما أصبحت كوريا الجنوبية واحدة من أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للصين.

واستطاع البلدان تحقيق ازدهار تجاري مشترك من خلال تصدير كوريا سلعها الوسيطة إلى الصين، وتصنيع الصين منتجاتها التصديرية باستخدام السلع الوسيطة المستوردة من كوريا وتصديرها للدول الأخرى.

وبذلك تمكنت كوريا الجنوبية من الانضمام إلى مصاف الدول المتقدمة، وأصبحت الصين الثانية من بين الاقتصادات العالمية.

وقد تم رفع العلاقات بين سيول وبكين في عام 1998 لتكون علاقة مشاركة تعاونية للقرن الحادي والعشرين، ثم رفعها إلى علاقة مشاركة تعاونية شاملة، وإلى علاقة مشاركة تعاونية استراتيجية حاليا.  

ولكن لم تعد العلاقات في وضع مريح في هذا الوقت الذي يحتفل فيه البلدان بمرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية، لأنه أصبح من الصعب عليهما حل الخلافات بسهولة وسط التقلبات والتغيرات في الأوضاع الدولية. وأكثر ما يصعّب حل الخلافات بين البلدين نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد" في كوريا الجنوبية.

فقد أعربت الصين عن اعتراضها على نشر هذا النظام قائلة إن الولايات المتحدة يمكن من خلاله مراقبة تحركات الجيش الصيني بشكل دقيق.

واحتجاجا على نشر نظام "ثاد" في كوريا، اتخذت الصين إجراءات انتقامية ضد سيول تشمل منع نشر المحتويات الثقافية الكورية في الصين، وحظر الصينيين من السياحة الجماعية إلى كوريا، مما تسبب في انخفاض صادرات كوريا من ثقافة "هالليو" للصين.

وفي حقيقة الأمر لا تزال سياسات كوريا الجنوبية الخارجية تعتمد على الولايات المتحدة بشأن الدفاع الأمني، فيما تعتمد على الصين اقتصاديا، لكن هذه السياسات لم تعد صالحة بعد تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين.

بالإضافة إلى ذلك، انضمت كوريا الجنوبية إلى عضوية الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وشاركت في قمة حلف الناتو، وتحالف أشباه الموصلات المعروف باسم "تشيب 4" الذي تقوده الولايات المتحدة، مما يثير قلق وغضب بكين. 

ويمكن القول إن كوريا الجنوبية والصين تعتمدان على بعضهما البعض في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولهذا من الأفضل للبلدين استكشاف اتجاهات جديدة للتعاون على أساس الاحترام المتبادل ودفع تنمية العلاقات الثنائية نحو اتجاه أكثر نضجا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;