ⓒYONHAP News

وسط الانخفاض الحاد في قيمة الوون الكوري أمام الدولار الأمريكي، قرر البنك المركزي الكوري رفع سعر الفائدة الرئيسي.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها البنك المركزي برفع سعر الفائدة لأربع مرات متتالية منذ أن تم تطبيق نظام سعر الفائدة الرئيسي في كوريا في عام 1999.

وعقدت لجنة السياسات النقدية التابعة للبنك المركزي الكوري اجتماعا يوم الخميس الماضي، اتخذت فيه قرار رفع سعر الفائدة بنسبة 0.25%، أي من 2.25% حاليا إلى 2.5%.

وتوقع البنك المركزي أن يصل معدل النمو الاقتصادي الكوري لهذا العام إلى 2.6%، بانخفاض قدره 0.1% عن توقعاته السابقة، بينما توقع أن يصل معدل النمو للعام القادم إلى 2.1%، مشيرا إلى احتمال تراجع قيمة الصادرات.

وقال إنه من المتوقع أن ينخفض معدل زيادة التضخم بفضل انخفاض أسعار النفط العالمية، لكن معدل التضخم سيستمر في البقاء عند مستوى مرتفع يتراوح بين 5% و6% لفترة طويلة من الزمن. وتوقع البنك أن يصل معدل التضخم إلى 5.2% هذا العام، و3.7% في العام القادم، بزيادة نسبتها 0.7% و0.8% على التوالي عن توقعات البنك السابقة في شهر مايو الماضي.

ويعد معدل زيادة التضخم المتوقع لهذا العام البالغ 5.2% أعلى مستوى له منذ 24 عاما. 

وأرجع البنك المركزي السبب في قرار رفع سعر الفائدة إلى مخاطر ركود الاقتصاد الكوري، واحتمال حدوث زيادة حادة في التضخم بسبب عدم اليقين في الظروف الاقتصادية المحلية والخارجية.

وأضاف أن حجم ووتيرة رفع سعر الفائدة سيتم إقرارهما بالأخذ في الاعتبار درجة استمرار التضخم المرتفع، واتجاه النمو الاقتصادي، ووضع الاستقرار المالي، والتغييرات في السياسات النقدية للدول الرئيسية، والمخاطر الجيوسياسية.

وكانت لجنة السياسات النقدية قد خفضت سعر الفائدة بـ0.5% في شهر مارس من عام 2020، خوفا من احتمال معاناة البلاد من ركود اقتصادي نتيجة لجائحة كورونا، وتابعت تخفيض سعر الفائدة مرة أخرى بمقدار 0.25% في شهر مايو من نفس العام، ثم جمدته تسع مرات متتالية.

وبعد ذلك، قامت اللجنة برفع سعر الفائدة بمقدار 0.25% يوم السادس والعشرين من شهر أغسطس من العام الماضي، معلنة بذلك المضي قدما نحو تطبيع السياسات النقدية.

ومنذ ذلك الحين، رفعت اللجنة سعر الفائدة أربع مرات بـ0.25% في كل مرة خلال الفترة من شهر نوفمبر من العام الماضي وحتى شهر مايو الماضي، ثم بـ 0.5% في يوليو، وبـ0.25% يوم الخميس الماضي، ليرتفع من 0.5% إلى 2.5%.

ويرجع السبب الرئيسي في رفع سعر الفائدة إلى الزيادة الحادة في التضخم وتجاوز سعر الفائدة الأمريكي نظيره في كوريا لأول مرة منذ عام 2020.

وفي الواقع، بلغ مؤشر أسعار المستهلكين 108.74 نقطة في شهر يوليو الماضي، بارتفاع قدره 6.3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مسجلا بذلك أعلى مستوياته منذ شهر نوفمبر من عام 1998.

وقد تجاوز سعر الفائدة الرئيسي الأمريكي نظيره في كوريا الجنوبية بعد أن قام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة بمقدار 0.75% في شهر يوليو الماضي وللشهر الثاني على التوالي، مما دفع البنك المركزي الكوري لرفع سعر الفائدة لتقليل المخاطر، مثل تسرب الأموال الأجنبية من كوريا، وانخفاض قيمة الوون أمام الدولار، وارتفاع أسعار الواردات الناجم عن هبوط قيمة الوون.

والأمر المثير للقلق حاليا هو احتمال أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة قريبا بنسبة أكثر من 0.5%.