ⓒYONHAP News

تسبب حريق في مركز للبيانات في تعطل الخدمات لشركة "كاكاو" الكورية الجنوبية، منها خدمة تطبيق "كاكاو توك"، مما أسفر عن عرقلة الحياة اليومية لجميع أفراد الشعب الكوري.

وقد اندلع الحريق في الساعة الثالثة و19 دقيقة من بعد ظهر يوم الخامس عشر من أكتوبر الجاري في غرفة كهربائية بالطابق الثالث السفلي بمبنى "إس كيه" في منطقة "بان كيو" جنوب سيول، حيث توجد العديد من شركات البرمجيات الكورية، وهو ما أدى إلى تعطل معظم خوادم "كاكاو".

وكان السبب الرئيسي في اندلاع الحريق في الغرفة الكهربائية هو شرارة وقعت في إحدى البطاريات في الغرفة، مما تسبب في احتراق بطارية كهربائية مكونة من 5  رفوف.

وبعد اندلاع الحريق، بدأت شبكة توصيل الكهرباء في التعطل، وانقطع التيار الكهربائي عن بعض الخوادم المتصلة بكاكاو، مما أدى إلى توقف خدمة تطبيق "كاكاو توك" للمراسلة.

وفي الساعة الرابعة و52 دقيقة، طلبت سلطات الإطفاء قطع التيار الكهربائي، قائلة إن الكهرباء قد تتسبب في حدوث ماس كهربائي عند استخدام المياه لإطفاء الحريق.

وبناء على هذا الطلب، قامت شركة "إس كيه" بقطع التيار الكهربائي بالكامل عن مركز البيانات، وهو ما أدى إلى تعطل جميع خوادم "كاكاو".

واستغرقت عملية إخماد النيران وقتا طويلا، لأن الرف المشتعل يبلغ سمكه 1.2 متر. 

وعلى الرغم من أن الحريق نفسه  لم يسبب الكثير من الأضرار، إلا أن تأثيراته كانت هائلة.

ونتيجة لتعطل خدمة تطبيق "كاكاو توك" التي يستخدمها أكثر من 40 مليون شخص يوميا، تم قطع ما يسمي بشبكة "المجتمع المترابط للغاية".

ولم تقتصر الأضرار الناجمة عن تعطل خوادم "كاكاو" على المراسلة بين الأفراد، بل شملت العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية، وأعمال القطاعين العام والخاص.

وتم استئناف عمل الخوادم في مركز البيانات بنسبة 97% صباح يوم الأربعاء الماضي.

وفي اليوم نفسه، قدم "نامكونغ هون"، المدير التنفيذي لشركة "كاكاو"، استقالته متحملا المسؤولية عن تعطل خدمات الشركة بسبب الحريق، وأصبح المدير التنفيذي المشترك "هونغ أون تيك" مديرا تنفيذيا وحيدا لشركة "كاكاو".

وفي كوريا الجنوبية، ينتشر "كاكاو" في كل مكان. ويستخدم الجميع تقريبا، من طلاب المدارس الابتدائية إلى كبار السن، تطبيقات "كاكاو" لأغراض مختلفة، منها المراسلة وحجز سيارات الأجرة وخرائط التنقل داخل المدن وتسديد المدفوعات.

ولذلك، عندما اشتعلت النيران في المبنى الذي تعمل فيه خوادم شركة "كاكاو" في نهاية الأسبوع الماضي، أصبحت تطبيقات "كاكاو" غير قابلة للاستخدام، حتى قال البعض مازحا إن الدولة ستغلق أبوابها.

وهذا ما يدل على مدى خطورة تعرض مراكز البيانات في البلاد للكوارث، ومدى تهديد احتكار الشركات التكنولوجيا العملاقة للمجتمع المترابط للغاية.

وقد زاد عدد مراكز البيانات في كوريا الجنوبية من 53 مركزا عام 2000 إلى 156 مركزا في عام 2020. ويشهد عدد مراكز البيانات، التي تتجاوز قوة استيعاب كل منها 100 ألف خادم، زيادة مستمرة.

ويمكن القول إن السبب في حدوث الأضرار الهائلة الناجمة عن تعطل خوادم "كاكاو" يرجع إلى احتكار شركة "كاكاو" في سوق تطبيقات المراسلة.

وفي حقيقة الأمر، لا تخضع "كاكاو" لسيطرة الحكومة، لأن خدماتها تعد ضمن أعمال القطاع الخاص، رغم أن شبكتها تعد بمثابة شبكة اتصالات وطنية رئيسية.