الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

اكتبوا مساهماتكم

في وداع عام واستقبال آخر! غزة روح الروح

2024-01-01

بلكحل حمزة

يرحل عام 2023 ...................

 فيما العالم يشاهد ويتابع وعلى الهواء مباشرة -وبلا مبالاة في جانب كبير منه- غزة تقصف وتدمر وتحاصر وتجوّع وتذبح وتعطّش وتباد، في أكثر الحروب دمارا في القرن الحالي حسب ما قاله تحقيق لصحيفة واشنطن بوست، ولتصبح غزة المكان الأخطر في العالم على الأطفال كما قالت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة. والأمتين العربية والإسلامية أكتفتا ظاهريا بمراقبة ومتابعة حرب الإبادة في غزة، فيما اجتمع قادتها بعد أكثر من شهر على العدوان في قمة "طارئة" في الرياض في 11/11/2023 ليتحدثوا عن غزة، كما يتحدث سكان الأرض عن المريخ، حديث بلا معنى ولا قيمة ولا جدوى ولا فائدة. 


فليحتفل المحتفلون، وليرقص الراقصون، وليتآمر المتآمرون، وليطبع المطبعون، فالزمان يدور دورته، والأيام دول، ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ (آل عمران: 140)، وإذا كان الله قد شاء للمؤمنين يوما أن يكونوا من أهل الأخدود، وشاء لهم أن يكونوا من سجناء هذا العصر ومهجريه ومستضعفيه ونازحيه، فإن الله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين بالتمكين والنصر، ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ (النور: 55). وعلى الرغم من عظمة النصر وأهميته، فإنه يعتبر أمرا ثانويا مقارنة بما بعد الموت، خلود في جحيم ونار تلظى، أو خلود في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. ويختصر القرآن مسير ومصير الخاسرين من أصحاب الحسابات المختلة والخاطئة، ﴿أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ * مَآ أغنى عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ﴾. 


لقد رأينا في غزة وبأم أعيننا ما علمناه من القرآن وما فهمناه رسول الله عليه الصلاة وسلم، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: 7)، ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم:47)، ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ﴾ (البقرة: 249)، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: 40)، ﴿وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ (النساء: 104).

اللهم أجعل أيامنا وأعوامنا مطايا لرضاك، واهدنا صراطك المستقيم، وسبل الراشدين والمسترشدين، وأكتب لنا حسن العمل وحسن الختام، ولا تجعلنا من الغافلين واللاهين والعابثين، وأجعل العام القادم عام نصر وتمكين لغزة ولجميع المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها. 

منقول .......

الصديق والراصد الرسمي سابقا/ بلكحل حمزة 

الجزائر


Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;