الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

اكتبوا مساهماتكم

كلمات للأديب ( مصطفى لطفي المنفلوطي ) بعنوان " ما أحبه لأبني "

2024-01-13

عبد الرحيم أيت العواد

السادة الأفاضل/ أسرة القسم العربي بالكي بي اس وورلد راديو

عبر رسالتي هذه أتواجد معكم بهاته المشاركة البسيطة التي أتمنى أن يجد الأخوة و الأخوات المستمعين فيها الفائدة ، وهي كلمات للأديب ( مصطفى لطفي المنفلوطي ) بعنوان " ما أحبه لأبني " تقول :- 

أحب أن ينشأ أبني معتمداَ على نفسه في تحصيل رزقه وتكوين حياته , لا على أي شيء أخر , فمن نشأ هذا المنشأ وآلف ألا يأكل إلا من الخبز الذي يصنعه بيده , نشأ عزوفاَ عيوفاَ مترفعاً لا يتطلع إلى ما في يد غيره ولا يستعذب طعم الصدقة والإحسان. 

أحب أن ينشأ أبني رجلا , ولا سبيل للرجولة إلا من ناحية العمل , أحب أن يعيش فرداً من أفراد هذا المجتمع الهائل المعترك في ميدان الحياة , يصارع العيش ويغالبه , يفكر ويتروى , يجرب ويختبر , يقارن الأمور بأشباهها ونظائرها ويستنتج نتائج الأشياء من مقدمتها .. يتعثر مرة وينهض أخرى , يخطئ حيناَ ويصيب حيناَ .. فمن لا يخطئ لا يصيب , ومن لا يتعثر لا ينهض , حتى تستقيم له شئون حياته. 

أحب أن يمر بجميع الطبقات .. ويخالط جميع الناس .. ويذوق مرارة العيش ويشاهد بعينيه بؤس البؤساء وشقاء الأشقياء ويسمع بأذنيه أنات المتألمين .. وزفرات المتوجعين ليشكر الله على نعمته إن كان حظه في الحياة خيراَ منهم .. ويشاركهم همومهم وآلامهم إن كان حظه في الحياة مثل حظهم فتنمو في نفسه عاطفة الرفق والرحمة. 

أحب أن يجوع ليجد لذة الشبع .. ويظمأ ليستعذب طعم الري .. ويتعب ليشعر ببرد الراحة .. ويسهر لينام ملْ جفونه .. أي أنني أحب له السعادة الحقيقية التي لا سعادة في الدنيا سواها .. أحب أن يكون غنياً بالمعنى الحقيقي .. لا بالمعنى الاصطلاحي .. أي أن يكون مستغنياً بنفسه عن غيره. 

ويختم " المنفلوطي " قائمة ( ما يحب لأبنه ) .. بهذه الكلمات : وحسبك من السعادة في الدنيا ضمير نقي ونفس هادئة وقلب شريف , وأن تعمل بيدك فترى بعينك ثمرات أعمالك تنمو بين يديك وتترعرع فتغتبط بمرآها اغتباط الزارع بمنظر الخضرة والنماء في الأرض التي فلحها بيديه , وتعهدها بنفسه , وسقاها بعرق جبينه. 

مع فائق احتراماتي القلبية 

صديقكم الدائم و مستمعكم الوفي

عبد الرحيم أيت العواد 

صندوق البريد 980

بني ملال 

المملكة المغربية 

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;