الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

البرامج الخاصة

البرنامج الخاص بمناسبة استقبال العام الميلادي الجديد 2013 عنواني هو : سيول – كوريا

2013-01-01



زار كوريا خلال العام 2012 أكثر من عشرة ملايين سائح أجنبي. والأكثر إدهاشا من زيارة هؤلاء الملايين من السياح لكوريا هو أن أكثر من مليون أجنبي صاروا يعيشون الآن في كوريا بصورة دائمة والعدد في تزايد بشكل ملحوظ. كيف صارت كوريا بمثابة وطن ثانٍ لهؤلاء المليون أجنبي ؟ وماذا وجدوا في كوريا؟ وما هي احتياجاتهم من أجل إقامة مريحة هانئة ؟ سنحاول الإجابة عن تلك التساؤلات خلال هذا البرنامج الخاص .

لا بد أن هناك عدة أسباب للإقامة في كوريا. يجيء البعض بالطبع من أجل الدراسة ويحضر آخرون للعمل ، بينما يأتي البعض الآخر كسائحين ومسافرين وزائرين لفترات قصيرة. عن ذلك يحدثنا البروفسور "سول دونغ هون 설동훈" من جامعة "تشون بوك" الوطنية.

حسب التقارير الصادرة عن وزارة الإدارة العامة والأمن حتى بداية يناير 2012 : بلغ عدد الأجانب المقيمين في كوريا حوالي 1،4 مليون شخص. هذا التقدير مؤسس على إحصائيات ومعلومات مقدمة من إدارة الجوازات والهجرة والسلطات المعنية الأخرى في كوريا للزوار من أصحاب الإقامات التي تزيد عن ثلاثة أشهر، وأغلبية هؤلاء جاءوا من الصين ومن دول جنوب شرق آسيا. ومنهم مغتربون خبراء كوريون يقدر عددهم بنحو مائة ألف شخص عادوا من الخارج لأداء أعمال ومهام طويلة الأجل في كوريا. ويبلغ عدد الطلاب الأجانب في كوريا حوالي ثمانين ألف شخص. الأجانب لا يشكلون حتى الآن نسبة كبيرة من جملة سكان كوريا إذ أن النسبة لا تزيد عن 3% ، لكن تلك النسبة زادت بشكل ملحوظ مقارنة مع ما كانت عليه قبل عشر سنوات فقط.

لماذا يا ترى هذه الزيادة المضطردة في الأعوام الأخيرة؟

البروفسور "سول دونغ هون 설동훈"
يحضرون لكوريا لأنها صارت الآن مكانا جذابا للعيش فيه. النظام الرأسمالي المعمول به في كوريا يوفر الكثير من فرص العمل لمختلف المهاجرين والتخصصات. كثيرون يستطيعون في كوريا تحقيق حياة أفضل . الثقافة والفنون الكورية التي وجدت انتشارا متزايدا في العالم في السنوات الأخيرة مثل الهاليو والبوب الكوري دفعت البعض للحضور لكوريا والعيش فيها. وهذا لم يعد مقتصرا على الدول النامية وحدها فالكثيرون يأتون من دول متطورة اقتصاديا.



هناك أماكن تم تشييدها خصيصا للمقيمين الأجانب ، وعلى رأسها مركز سيول الدولي في وسط سيول ، الذي تجده دائما في حالة حركة ونشاط طوال اليوم. هيا نتوجه الآن لذلك المكان لنتعرف عليه وعلى رواده ونشاطاته الثقافية من السيد "كيم سانغ يونغ" عضو الفريق الثقافي في المركز :

الأجانب المقيمون في مدينة سيول تزايدت أعدادهم مؤخرا بشكل ملحوظ. تم إنشاء هذا المركز بهدف تقديم مساعدات ومعلومات للأجانب المقيمين وتسهيل عملية اندماجهم ثقافيا وتآلفهم مع المجتمع الكوري ومعالجة أي مشاكل يتعرضون لها وإزالة كل مشاكل التعامل أو التمييز العنصري في كوريا. المركز يقدم خدمات متكاملة وداخل نفس المبنى ، منها خدمات استشارية ونصائح ومعلومات وتوجيهات ، وكلها تقدم بتسع لغات مختلفة. نقدم توجيهات لكيفية فتح حساب بنكي أو تمديد الإقامة والتأشيرة أو كيفية القيام بالاتصالات الهاتفية والحصول على تلفونات نقالة ، وكيفية تبديل رخص القيادة وغير ذلك من هموم ومشاكل تخص هؤلاء الأجانب.

يبدو أن مركز سيول الدولي قادر على تقديم الحلول للكثير من مشكلات الأجانب الزائرين والمقيمين والتوجيه بشأنها وتقديم النصائح حول كل ما يجعل الحياة أسهل وأجمل في كوريا لهؤلاء الناس.

المركز مفتوح طوال أيام الأسبوع ، ويقدم خدماته حول مختلف القضايا الخاصة بالحياة اليومية للأجانب والمقيمين في كوريا. وهذا المركز ليس المؤسسة الوحيدة من نوعها في كوريا ، فهناك ما يزيد عن أربعين مركزا ومؤسسة مشابهة في سيول وحدها.

"بالي بالي" ، ولكن دون اندفاع أو ارتجال. هذا حسب رأي الكثير من الأجانب من أهم أسباب تحقق المعجزة الاقتصادية الكورية على نهر الهان. وهناك المزيد من الأشياء التي تقدمها كوريا للأجانب . فالكثير من الأجانب عايشوا الآن ثقافة الإنترنت التي صارت جزءا منهم ، بحيث لم يعودوا قادرين على الحياة بدونها. والمتاجر الفاخرة والعامرة بكل ما يخطر على البال والتي يفتح بعضها أبوابه على مدار اليوم، جعل حياة الكثيرين من الأجانب هنا أكثر سهولة . كما أن الشوارع الممهدة والمضاءة طوال الليل تجعل حركتهم أيسر وأكثر أمانا في أي وقت. ويخطط مركز سيول الدولي للانتقال إلى بناية خاصة به مكونة من 19 طابقا ما زالت تحت التشييد تتضمن مكتبا خاصا بالهجرة ، ومكتبا خاصا بالشؤون الدولية ، ومكاتب تابعة للعديد من المنظمات الدولية ، ومكتبا تابعا لغرفة التجارة والصناعة ، وغير ذلك من المنشآت الخاصة بالأجانب.

المشكلة الأولى التي قد تقابل أي شخص يقوم بزيارة إلى دولة ما للمرة الأولى ، ربما تكون الحاجز اللغوي ، إذا كان لا يعرف لغة تلك البلاد. كوريا تحاول الإسهام في حل مشاكل الزائرين ممن ليس لديهم إلمام باللغة الكورية وذلك من خلال توزيع عدد من المركز والنقاط المتعددة التي تقدم خدمات لغوية خاصة بالترجمة بالعديد من اللغات . هذا المركز الذي قمنا بزيارته في قرية إيتشون الدولية يعتبر نموذجا جيدا لذلك.
ضاحية إيتشون دونغ تستقبل يوميا أعدادا كبيرة من الأجانب لذا كان من الطبيعي أن يتم فيها فتح مركز خدمات لغوية . نقدم هنا خدمات للترجمة وبعض المحاضرات لتعليم اللغة الكورية ، وندوات حول الحياة والثقافة والعادات في كوريا. لدينا خدمات خاصة بالأجانب المتزوجين من كوريين . أغلب من يحضرون للمركز بشكل جماعي هم من ذوي الأصول الصينية ومن الأجانب المولودين في كوريا من آباء مختلفين. العمال المهاجرون والمتزوجون من أجانب والطلاب الأجانب هم الفئات التي تستفيد من المركز بشكل أكبر في العادة.
من أجل مساعدة الأجانب من عاملين ودارسين ومهنيين ورجال أعمال يوجد عدد من تلك المراكز المتخصصة من أجل تقديم خدمات للأجانب في مختلف أرجاء البلاد. مسؤوليات هذه المراكز تركز على تقديم كل أشكال المساعدات الممكنة لتسهيل حياة الأجانب في كوريا.

السيد "كو كي بوك 고기복" مدير مركز سونغ دونغ للعمال المهاجرين
مركزنا متخصص في تقديم خدمات موجهة للأجانب من العمال المهاجرين وأسرهم. نعمل على تعريفهم بحقوقهم وواجباتهم وكيفية المحافظة عليها. نقدم لهم استشارات قانونية ومالية وحياتية متنوعة ، كما ننظم دورات صغيرة في الكومبيوتر ودورات للتعريف بالتركيبة الثقافية والاجتماعية للمجتمع الكوري. نقدم خدمات لتعليم اللغة الكورية بشكل منتظم طوال الأسبوع بجانب خدمات للفحص الطبي المجاني أحيانا. أكثر من عشرين ألف عامل أجنبي يستفيدون من خدماتنا في كل عام.



مراكز مؤهلة ومجهزة لتقديم خدمات متنوعة للأجانب في مختلف المناطق ، وتعمل على حل كل المشكلات التي يتعرض لها البعض ، مثل عدم حصولهم على أجورهم أو تعرضهم للاستغلال بشكل بشع ، أو التعدي على حقوقهم الإنسانية ، أو تصحيح أوضاع إقاماتهم وما إلى ذلك. هي إذن مراكز للأمل والمساعدة والتوجيه والمواساة لغرباء بعيدين عن أوطانهم .

الكثير من العمال الأجانب الذين يحضرون لكوريا يعانون في البداية من عدم القدرة على التأقلم مع الحياة الكورية لكنهم بقليل من المساعدة يستسيغون الحياة في كوريا ويفهمونها والكثير منهم يتزوجون من كوريات ، ثم يحرصون على تربية أولادهم تربية كورية سليمة من خلال إلحاقهم بمثل تلك المراكز المتخصصة.

ما يحتاج له هؤلاء الأطفال المنغوليون بسيط جدا ، وهو مجرد السعادة والراحة مع أسرهم وأصدقائهم واللعب والاندماج مع بقية الأطفال الكوريين. المعلمون في مثل تلك المدارس المنغولية لا يحتاجون هم الآخرون لأكثر من ذلك.

المعلمة "هان أُن كيونغ 한은경"
هناك طفل منغولي جاء لكوريا ومكث لأكثر من عام دون الذهاب للمدرسة. وبعد أن سمع أهله بمدرستنا أحضروه وقبلناه في الصف التاسع. في البداية كان منعزلا وخائفا وغير قادر على أداء الأعمال المدرسية المطلوبة منه. ولكن بعد أن تكيّف مع المدرسة وصار له أصدقاء ، أصبح من الطلاب المتفوقين ، وأيضا من أصحاب المواهب حيث أتقن العزف على الغيتار وصارت له أحلام بالنجاح على مستوى عالمي.



هل نجن الآن الفليبين أو داخل إحدى أسواقها ؟ ربما يبدو الأمر كذلك بسبب الأصوات والسِحن واللافتات المكتوبة ، لكننا في الواقع بعيدون عنها كثيرا. نحن الآن في السوق الفلبينية التي تقام يوم الأحد من كل أسبوع في وسط العاصمة سيول. الفلبينيون الذين يشعرون بالحنين للوطن عادة يحضرون إلى هنا كلما غلبهم الشوق لوطنهم من أجل قضاء وقت ممتع وابتياع ما يريدون من هذه السوق ، من مواد ومأكولات فلبينية.

سيول صارت الآن مدينة دولية متعددة الأشكال والثقافات ويعيش فيها العديد من الجاليات ، بعضها حديث التكوين وبعضها مضى عليه زمان طويل . قرية "سوريه" في "بان بو دونغ" ، واسمها الرمزي "فرنسا الصغيرة" ، هي ضاحية 70% من سكانها فرنسيون ، ولديهم اتحاد خاص بهم.

كوريا دولة تعيش في حالة من النمو والتطور المستمر. وهذا التحسن المستمر في ظروف ومستويات المعيشة ، والبيئة التجارية والاستثمارية الممتازة ، هي بعض مما يغري الأجانب بالحضور لكوريا.
هناك 12 مركزا تجاريا من ذلك النوع في سيول وحدها ، وهناك عدة مكاتب فرعية في عدة مدن أخرى. وبالتالي لم يعد بدء مشروع تجاري في كوريا عملا صعبا أو محفوفا بالمخاطر.

الطلاب يمثلون شريحة مهمة جدا من الأجانب في كوريا. وأغلب الجامعات في كوريا لديها برامج وخطط عملية لاجتذاب أكبر عدد من الطلاب الأجانب. ويحضر كثير من الطلاب الأجانب للدراسة في كوريا للتعرف على الثقافة والفنون الكورية التي جذبتهم ، أو للاستفادة من النظم والمناهج الكورية التي صارت مؤسسة الآن على أحدث طراز تعليمي متطور.

جامعة مثل "دان كوك" توفر للطلاب الأجانب منحا وبرامج دراسية ممتازة وسكنا مريحا ومستوى معيشة ملائما ومناهج من الدرجة الأولى وبيئة تعليمية دراسية ممتازة ، وكل ما يساعد الطالب على تحقيق أحلامه. لهذا فإن العديد من الطلاب يجدون صعوبة كبيرة في مفارقة كوريا والعودة لأوطانهم بعد كل السنوات التي قضوها هنا ، حيث تصبح كوريا جزءا من وجدانهم. وكل طالب درس في كوريا يشعر برابط نفسي قوي تجاهها ، مما يخلق لديه إحساسا بضرورة العودة إليها مرة أخرى في المستقبل.
الطلاب الأجانب في كوريا ليسوا مجرد متلقين ، وإنما هم متبرعون في أغلب الأحيان . وهذا التبرع أو العطاء يكون في شكل القيام بأعمال تطوعية في العديد من المناسبات المختلفة.
متطوعون من مختلف البلدان والثقافات جاؤوا لزيارة هذا الملجأ الخيري لمساعدة كبار السن والمعاقين بمختلف الأشكال والوسائل والخدمات ، وهم في غاية السعادة لعمل ذلك.

الذهاب للعيش لفترة طويلة في أي بلد أجنبي أمر قد يدعو للتوجس والخوف من المجهول ، لكنه قد يكون أيضا تجربة فيها الكثير من الإثارة والتطلع والتوقع. الزوار الأجانب لكوريا قد يشعرون في البداية ببعض الصعوبات نتيجة لبعض المضايقات الأولية ، لكنهم شيئا فشيئا يتجاوزنها ويعتادون عليها ، بل ويعشقونها في أغلب الأحوال ، حتى تصبح كوريا بسرعة جزءا من وجدانهم وعواطفهم ، وفي كثير من الأحيان وطنا ثانيا لا يطيقون عنه فراقا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;