الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

كوريون وعرب: ما وراء الحدود.

2016-10-25

سيول بانوراما

كوريون وعرب: ما وراء الحدود.
شهد شهر أكتوبر الجاري العديد من المناسبات والفعاليات التي ستسهم بالتأكيد في تعزيز وتمتين المزيد من وشائج الود والتواصل بين العالمين العربي والكوري ليس على المستوى السياسي أو الاقتصادي وحده وإنما على كافة المجالات وجميع الأصعدة . ومن بين التطورات الإيجابية في هذه الناحية فقد انعقد في سيول مؤتمر أدبي أكاديمي كوري عربي حول الأدب والثقافة واللغة العربية في كوريا وكيفية نشرها وتوزيع وتوسيع قنواتها المختلفة باعتبار إن تبادل نشر اللغة العربية في كوريا بجانب السعي من أجل انتشار اللغة الكورية في ربوع العالم العربي سيكون من ضمن الأدوات الفعالة للتبادل والتفاعل الثقافي بين الجانبين. جرى تنظيم تلك الفعالية التي هي الرابعة من نوعها في جامعة هان كوك للدراسات الأجنبية بمشاركة عدد كبير من علماء اللغة العربية من داخل وخارج كوريا بلغ عددهم زهاء السبعين عالما لغويا متخصصا في العربية وتحت شعار: "اللغة العربية وآدابها : ما وراء الحدود وتحت رعاية كل من الجامعة والجمعية العربية الكورية "كاس" وسفارة دولة قطر والملحقية الثقافية السعودية في سيول. بحث المؤتمر بشكل مستفيض كيفية نشر وترويج وتعليم اللغة العربية والترجمة والآداب العربية، وتم تقديم العديد من البحوث وأوراق العمل. تجدر الإشارة إن جامعة هان غوك للدراسات الأجنبية هي أول جامعة كورية تدرّس اللغة العربية في كوريا منذ خمسين عاما، كما أن الجمعية الكورية للغة العربية وآدابها هي الجهة الوحيدة المختصة بدراسات وأبحاث اللغة العربية وآدابها في كوريا، وتنظم هذا المؤتمر الدولي كل سنتين أو ثلاث سنوات، وتشمل عضويتها العديد من العلماء الكوريين والعرب، وهي تصدر مجلة علمية سنويا، حيث يتم نشر 20 بحثاً علمياً فيما يتعلق باللغويات والآداب العربية وتدريس اللغة العربية وعلم الترجمة الكورية العربية وغيره.

تزامن ذلك تقريبا مع انطلاق جولة فنية ثقافية كورية شملت أربعة بلدان عربية هي السودان ومصر والكويت ودولة الأمارات العربية المتحدة وهي القافلة الثقافية الفنية الشعبية الثامنة منذ بدء تبادل تسيير مثل هذه القوافل الفنية الثقافية الشعبية الفولكلورية التي تسهم بالتأكيد في تقوية وتعزيز وتطوير العلاقات بين العالم والعربي وشبه الجزيرة الكورية لما فيه خير الجانبين. وسيتم في إطار تلك الجولة تنظيم مهرجان في أبوظبي تحت رعاية كل من السفارة الكورية والمركز الثقافي الكوري في أبوظبي يتضمن عروضا وفعاليات تبرز الجوانب المختلفة من الثقافة والفلكلور الكوري وتتنوع بين عروض مسرحية موسيقية وسينمائية بالإضافة إلى عرض للرقص الكوري التقليدي وستقام في أماكن مختلفة في أبوظبي، بما فيها جامعة العين الإماراتية وشاطئ "الكورنيش" حيث سيكون مهرجان كوريا فرصة للمواطنين الإماراتيين لمعايشة تجربة ثقافية كورية خالصة بأنفسهم وعلى الطبيعة. وتجدر الإشارة إلى أن المركز الثقافي الكوري في أبوظبي ينظم أكاديمية خاصة بالكي بوب للشباب الإماراتيين، وقد اُفتتحت الأكاديمية في الأول من شهر أكتوبر الجاري وستستمر حتى الرابع من نوفمبر القادم تزامنا مع المهرجان.
ولم تقتصر الأنشطة والفعاليات على المشرق العربي وحده وإنما امتدت حتى أقاصي المغرب العربي حيث شهد قصر الثقافة في الجزائر العاصمة أسبوعا خاصا بالثقافة الكورية من خلال فعاليات وعروض متنوعة منها عروض شهية ولذيذة للمطبخ الكوري وكان الأسبوع فرصة أيضا للتعرف على مستحضرات التجميل الكورية والمواد الغذائية والزراعية كما استمتع الحضور باستعراض للعبة التايكوندو قدمها فريق من جامعة "كيه ميونغ" الكورية بالإضافة إلى مسابقة تنافسية في التايكوندو تم تنظيمها تحت اسم "كأس السفير الكوري لدى الجزائر"
وكان المهتمون بالثقافة الكورية كذلك على موعد مع السينما الكورية حيث تم عرض ثلاثة أفلام كورية درامية وفيلمين للرسوم المتحركة ، كما شهد مسرح ابن خلدون في الجزائر عرضا رائعا قدمته فرقة "نانتا" الموسيقية الكورية.
المناسبات والفعاليات الفنية والثقافية والشعبية والرياضية هي أدوات أكثر فاعلية وتأثيرا على تطوير وتمتين وتعزيز العلاقات العربية الكورية من الدبلوماسية الرسمية ومن الروابط السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية لأنها تكرّس علاقات الود وروابط الصداقة وتوثق عرى المحبة بين الشعوب وتساعد على مد جسور التواصل وهدم كافة السدود والحواجز وخلق قنوات لغوية مشتركة ومتبادلة للتفاهم الثقافي والتعاون الفني والأدبي والتلاقي الوجداني رغما عن تباعد المسافات وفروقات الزمن.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;