الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الصقور على أشكالها تقع :

2016-11-22

سيول بانوراما

الصقور على أشكالها تقع :
الفوز المفاجئ الذي حققه المرشح الجمهوري دونالد ترمب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة أحدث ما يشبه الزلزال في الكثير من مناطق العالم وأصاب الكثيرين بالذهول بسبب غرابة التصريحات العديدة التي كان قد أدلى بها في مختلف مراحل حملته الانتخابية، والتي مست وأساءت للكثيرين من عرب ومسلمين وآسيويين وإفريقيين وسود ولاتينيين وحتى حلفاء مقربين لأمريكا في حلف الناتو واليابان وكوريا الجنوبية التي وصفها بأنها تعتمد في توفير أمنها على دافع الضرائب الأمريكي وليس على مصادرها المالية كدولة ثرية. وحكما بالتصريحات التي سبق وأن أدلى بها تجاه كوريا الشمالية في بعض تصريحاته العجيبة تلك، يتنبأ البعض بأنه سيتخذ سياسة نحو كوريا الشمالية والقضية الكورية تختلف كثيرا عن كل أسلافه من الرؤساء الأمريكيين ديموقراطيين وجمهوريين. ومن بين من يرى ذلك البروفسور والخبير الأمريكي المتخصص في الشئون الكورية الشمالية الدكتور هان بارك أستاذ ورئيس شعبة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جورجيا الأمريكية ومدير منظمة متخصصة في العلاقات الكورية الأمريكية واهو من أصل كوري وسبق له أن زار بيونغيانغ أكثر من خمسين مرة في حياته في مهام مختلفة ومتعددة ولعب دور الوسيط غير الرمسي بين الحكومة الأمريكية وكوريا الشمالية في عدة قضايا انسانية وآخرها تلك المهمة التي قام بها في عام 2009 لإقناع وحثّ النظام الكوري الشمالي على اطلاق سراح صحفيين أمريكيين احتجزتهم كوريا الشمالية أثناء قيامهم بتصوير فيلم وثائقي عن كوريا الشمالية ووجهت لهم اتهامات بالتجسس. يعتقد هان بارك حسب معلومات توفرت لها ومن خلال رؤيته ومتابعاته اللصيقة لحملة ترمب ، إن الرئيس ترمب سينتهج سياسة تجاه كوريا الشمالية مختلفة تماما ومتسقة مع أفكاره العجيبة ومنطلقاته الشخصية وتصريحاته السابقة فيما يتعلق بكوريا الشمالية ، فقد سبق له أن انتقد سياسة الرئيس أوباما تجاه بيونغيانغ ووصفها بالفاشلة، وقال إن الصين هي الدولة الأقدر والأجدر بالتعامل مع كوريا الشمالية، ورغم أنه وصف الزعيم الكوري الشمالي الشاب بالمهووس Maniac إلا أنه أشار إليه كشاب يملك قدرات قيادية واوضح إنه لا يمانع في لقائه وجها وجه وحول ساندويتش هامبيرغر للتداول معه حول القضايا والمسائل التي تهم البلدين. ويرى البروفسور بارك إن العلاقة الخاصة المتوقعة أن تجمع بين الرئيسيين الأمريكي ترمب والروسي بوتين حسب ما بدا من مشاعر ود مشتركة بين الزعيمين في عدة تصريحات إبان الحملة الانتخابية ، ربما تنعكس في شكل مساعي روسية لمساعدة الزعيم الكوري الشاب في تحسين وتطبيع علاقته مع الولايات المتحدة وخلق كيمياء جديدة بين واشنطن وبيونغيانغ. ولم يستبعد عقد قمة بين الزعيمين يستضيفها بوتين في موسكو ، أو على هامش أي مناسبة أو فعالية دولية تضم الزعيمين. يرى بارك إن ترمب ربما يعمد إلى خلق علاقة خاصة مع الزعيم الكوري الشمالي الشاب ليقنع العالم بأن رؤيته لعلاقات خارجية مختلفة عن النمط التقليدي السائد منذ وقت طويل وجريئة هي التي يمكن أن تساعد على إحداث تغييرات تؤدي إلى خلق عالم أفضل لا يعتمد على القوالب القديمة التي يتم بموجبها تصنيف الأصدقاء أو الأعداء. يرى بارك كذلك إن ترمب بتكوينه النفسي شخصية أكثر ميلا للزعماء السلطويين وقد يستهويه نموذج الزعيم الكوري الشمالي الشاب، كما أنه كرجل أعمال، جاء من خارج الصندوق السياسي التقليدي، قد يفضل أن ينظر لكوريا الشمالية بالمنظور التجاري الاقتصادي وليس السياسي ومن زاوية إنها تملك موارد معدنية هائلة تحتاج لاستثمارات يمكن أن تخلق من كوريا الشمالية دولة غنية وتجعلها على علاقات طبية مع العالم والولايات المتحدة بالذات. من ناحية أخرى يرى المحلل المتخصص إن انتخاب ترمب الصديق لبوتين والمنتقد لحلفاء أمريكا في المنطقة قد يشجع ويغري كوريا الشمالية للقيام بمزيد من التحرشات والاستفزازات في المنطقة على اعتقاد إن أمريكا لن تكترث لذلك كما كان الأمر في السابق.
ربما يكون الأمر الآن مجرد تصورات أو تحليلات قد تصدق أو تخيب، وإن ترمب الرئيس سيجد نفسه عمليا في واقع جديد ومختلف تماما عما كان يتصور كترمب المرشح الرئاسي، وستكون الأيام المائة الأولى كفيلة بأن تبرهن بأن ترمب كان فعلا يقصد كل ما يقول وإنه ينوي تحويل كل ما قال إلى أفعال، أو أنه كان يهرف بما لا يعرف.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;