الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

فجل مقابل بقرة

2018-11-09

ⓒ Getty Images Bank

كان يا مكان، عاش فلاح أمين في قرية بعيدة. كان رجلًا طيبًا نشيطًا. وفي صيف أحد الأعوام، زرع الرجل فجلًا في حقله كما كانت عادته. وقد حرص كل الحرص على العناية بالفجل وتسميد تربته وتغذيته دون كلل أو ملل. وقد حصد الرجل نتيجة عمله الشاق، فما إن حل الخريف حتى وجد محصولا وفيرا رائعًا من الفجل. كانت جميع ثمار الفجل ناضجة ونضرة. وقد شعر الفلاح بالسعادة بالطبع. لكنه لم يستسغ فكرة أن يستمتع وحده بكل هذا الفجل الرائع. فتخير أطيبها وحملها ليهديها إلى حاكم المقاطعة.

كان حاكم المقاطعة يتمتع بسمعة طيبة للغاية كرجل طيب ذكي نقي الضمير. فكان يحرص على إعفاء الفلاحين من الضرائب في مواسم الزراعة الصعبة، أو إذا حلت بأحدهم نائبة، كما كان شهيرًا أيضًا بأحكامه العادلة. وصل الفلاح إلى حاكم المقاطعة وقال:"سيدي، لقد زرعت الفجل من قبل كثيرًا، لكنني لم أحظ بمحصول بهذه الجودة من قبل، وأظن أن هذا بفضلك يا سيدي، فأنت رجل عادل طيب وبركة عدلك هذه تحل على القرية كلها. ولهذا، أحببت أن أقدم لك بعض ثمار الفجل كهدية".

سر الحاكم سرورا عظيما بما سمع. وقبل هدية الفلاح بكل تواضع. لكنه لم يرد أن يُرسل الفلاح صِفر اليدين، أراد أن يهديه شيئًا هو الآخر. استدعى الحاكم خادمه وسأله عن أثمن ما في المخزن، فأجابه الخادم أن أثمن ما لديهم في المخزن هو عِجل صغير. فأمر الحاكم فورًا دون تردد أن يتم إهداء العجل الصغير للفلاح النشيط. اندهش الفلاح وكان سروره عظيمًا بالهدية الثمينة غير المتوقعة، وقاد العجل الصغير إلى منزله وهو ينوي أن يرعاه خير رعاية. وفي نفس تلك القرية، عاش فلاح خبيث بخيل. وعندما انتشرت قصة الفلاح وفجله وعجله وصلت إلى مسامع الفلاح الخبيث، فقال لنفسه "مرحى! إن حصل جاري على عجل نظير فجله، فلا بد أنني سأحصل على جائزة لا يمكن تصورها إن أهديت الحاكم بقرة. ربما يعطيني قطعة ذهبية، وربما بعض الجواهر، بل ربما يعطيني قطعة أرض زراعية".

اقتاد الفلاح البخيل إحدى بقراته إلى حاكم المقاطعة، وما إن رآه حتى سارع يقول:"سيدي، سيدي! لقد رعيت الكثير من الماشية، لكنني لم أر أفضل من هذه البقرة وأسمن منها! وأظن أن هذا بفضلك يا سيدي، فكرمك وطيبتك تغمرنا، وبركتها تغمر حقولنا! لذلك أردت أن أهديك شيئًا طيبًا، وما وجدت أفضل من هذه البقرة النافعة الجميلة". سر الحاكم بهدية الرجل، ونادى خادمه ثانية، وأمره أن يجلب آخر ما دخل مخزن المقاطعة ويهديه للرجل. تذكر الخادم الفجل الذي كان قد وضعه في المخزن منذ بضعة أيام، فجلبها وأعطاها للرجل. صعق الفلاح البخيل، فلم يكن هذا أبدًا ما يتوقعه، بل كان يتوقع صندوقًا من الجواهر والعطايا. تناول ثمرة الفجل الثقيلة اللامعة من الخادم، وشعر بقلبه يسقط بين قدميه دون أن يستطيع أن يتفوه بكلمة أو يعترض، وعاد بها إلى المنزل مكفهر الوجه حزين القلب. لقد باع بقرته بثمرة فجل! قد تبدو تجارة غير عادلة في البداية، لكنها -في الواقع- ما يستحقه تمامًا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;