الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

حكاية دوري ودوكوبي

2018-11-23

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، وفي قرية بعيدة، عاش صبيان: أحدهما يدعى "دوري" والآخر "دوكوبي 두꺼비". وكان اسم الأول يعني "صخرة"، أما الثاني فمعنى اسمه "علجوم" وهو من أنواع الضفادع. وكان الاثنان صديقين مقربين لا يفترقان أبدًا. وبينما كان "دوري" ابنًا لأثرى رجل في القرية، كان "دوكوبي" من أسرة فقيرة للغاية. وكان هذا الأمر يُقلق "دوري" كثيرًا، فكان دائم التفكير في أمر صديقه ومستقبله، وكان يتمنى أن يجد طريقة ليساعد بها صديقه.

وفي يوم من الأيام، أتته فكرة رائعة! فأخذ ملعقة فضية ثمينة من بيته وخبأها جيدًا، ثم توجه لمقابلة صديقه "دوكوبي" وراح يشرح له خطته:"اسمعني جيدًا! بعد قليل سيبحث جميع من في البيت عن هذه الملعقة، وسأخبرهم أنا عندها أنك قارئ طالع لا يشق له غبار! وعندما يسألك والدي عن مكان الملعقة، تظاهر بأنك تقرأ الطالع واخبره بمكانها. سيندهش أبي ببراعتك بالطبع، وستنتشر القصة في القرية كالنار في الهشيم، وسيأتيك الناس من كل حدب وصوب يسألونك عن طالعهم. وسوف نتناقش في حل تلك المسألة فيما بعد، دعنا نفكر في أمر الملعقة فقط الآن". ثم أخبر دوري صديقه بمكان الملعقة. وفي واقع الأمر، لم ترق الخطة لـ"دوكوبي" أبدًا، لكنه لم يشأ أن يخبر صديقه بذلك كيلا يحزنه. ففعل كما طلب منه.

وكما خطط دوري، استطاع والده أن يجد ملعقته الفضية الثمينة بمساعدة "دوكوبي"، وانتشرت أخبار موهبته في قراءة الطالع في القرية. وحث "دوري" صديقه على دراسة قراءة الطالع بجد، ففعل، واكتشف "دوكوبي" أنه في الواقع يجيد قراءة الطالع بالفعل، وازداد زبائنه، وتحسنت أحواله كثيرًا مع مرور الوقت. وانتشرت أخباره وذاع صيته خارج القرية ليشمل البلاد كلها.

وفي يوم من الأيام، فقد الملك خاتمه الرسمي. فأرسل إلى قارئي الطالع الذين عرفوا بالبراعة والموهبة الفذة ليعيدوه إليه، وكان "دوكوبي" من ضمن من تسلموا تكليفًا من الملك لبحث الأمر. وقد طُلِب منه أن يجده خلال عشرة أيام، ولم يكن لديه أي فكرة -مثله في ذلك مثل قارئي الطالع الآخرين- عن مكان الخاتم. ومع اقتراب نهاية المهلة المحددة، ازداد قلق "دوكوبي" مما قد يحل به إن هو فشل في مهمته. وبينما هو غارق في أفكاره السوداء، رأى الشريط الورقي المعلق على الباب يتحرك ويرتجف. وهو شريط يُعرف في اللغة الكورية باسم "مون بونغ جي". اندهش "دوكوبي" وصاح:"لماذا تتحرك بهذا الشكل يا مون بونغ جي؟!" ولدهشته الشديدة، وجد رجلًا يقتحم الغرفة ويجثو على ركبتيه قائلًا في رجاء:"أرجوك، أيها العراف العظيم، سامحني. لكن كيف عرفت أن اسمي هو مون بونغ جي؟" ثم استمر في توسلاته قائلًا:"نعم، أنا من سرق الخاتم الملكي، لكنني كنت واثقًا أن أحدًا لن يكتشف الأمر أبدًا. لكنني ما إن سمعت أنهم استدعوك حتى فارقني النوم وجفتني الطمأنينة، ومكثت جوار غرفتك أراقبك باستمرار. لكنك الآن عرفتني وعرفت اسمي! وقد انتهى أمري! ستجد الخاتم مخفيًا في حفرة بجانب البحيرة في حديقة القصر الخلفية. سامحني! أرجوك سامحني!" كانت دهشة "دوكوبي" بحظه الحسن عظيمة، لكنه أحسن إخفاء دهشته وتظاهر بأنه كان يعرف كل شيء منذ البداية، وصرف الرجل في لهجة تجمع بين الاحتقار والوقار، وأعاد الخاتم إلى الملك. سُر الملك سرورًا عظيمًا، وكافأ "دوكوبي" مكافأة مجزية.

لكن كان هناك رجل متشكك ضمن رجال الملك، ظن أن "دوكوبي" ربما يكون قد أخفى الخاتم بنفسه عند البحيرة، وأن الأمر كله مجرد لعبة دبرها "دوكوبي" ليحصل على المكافأة، فقرر أن يختبره. فجلب صندوقًا حجريًا مقفلًا وسأل دوكوبي عن محتواه. أسقط في يد دوكوبي المسكين، الذي نجا من الموت بأعجوبة فقط ليجد نفسه أمام صعوبة جديدة. تذكر دوكوبي في لحظة يأسه صديقه دوري الذي بدأ هذا كله، وقال في يأس:"انتهى الأمر، لقد سقط العلجوم البريء دوكوبي في فخ الصخرة دوري". صُعق الرجل، وفتح الصندوق الحجري فإذا بعلجوم كبير يقفز هاربًا منه، فكما قال دوكوبي دون أن يعني، الصندوق الحجري (أو الدوري باللغة الكورية) كان فخًا للعلجوم (أو دوكوبي باللغة الكورية). ولم يشكك أحدًا بعدها أبدًا في موهبة "دوكوبي"، وصار هو رجلًا ثريًا، وحافظ على صداقته المتينة مع "دوري" إلى آخر العمر.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;