الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

التاريخ

هان يونغ أون

2011-03-11

صرخة نداء كانت في بداية شهر مارس في كوريا غيرت وجه كوريا إلى الأبد. الأول من شهر مارس لعام 1919م هو يوم لن ينساه أي كوري سُرِقت منه بلاده حيث كان اليوم الذي أعلنت فيه كوريا استقلالها من الاستعمار الياباني:

رحل الحبيب...آه لقد رحل حبي إلى البعيد
وقد تركته رغماً عني وتركت خضرة الجبال ومشيت نحو الأوراق الذابلة في طريق غريب
وقد طار العهد الذي كان بريقه قوياً كزهرة ذهبية وغدا غباراً يتطاير في نسيم التنهدات
وذكرى القبلة الحادة الأولى قد غيرت حياتي ثم تلاشت إلى الوراء
وقد سددت سمعي عن عبير أصواتك يا حبيب، وأصيبت عيناي بالعمى عن رؤية وجهك المشرق


هذه الكلمات وغيرها هي نشيد ينادي فيها الشاعر الوطن والحبيبة. "صمت الحبيبة" هي قصيدة الشاعر هان يونغ أون التي رسم فيها حسرة الشعب وآلامه بسبب الاستعمار الياباني ومن خلال هذا الألم ينهي القصيدة بأبيات تبعث الأمل.

الالتجاء إلى التعاليم البوذية
ولد (مان هي) أو الدير هان يونغ أون في الـ29 من أغسطس لعام 1879م في مدينة "هونغ سونغ" الواقعة بإقليم "تشونغ تشونغ نام" حيث سمي الطفل باسم "يو تشون" حتى وصل إلى الـ26 من عمره. ثم لقب باسم "يونغ أون" رمزاً إلى الحياة الجديدة التي وهبت له.
وهذه الحياة هي ميله إلى الوطنية حيث شارك في العديد من المظاهرات لاستعادة حقوق الشعب منها حقوق الفلاحين ومظاهرة أخرى لاستعادة حقوق الدولة التي باءت بالفشل الذريع.
ثم قرر "هان يونغ أون" في عام 1905م المرابطة في دار بيك دام سا تاركاً جميع الروابط الأسرية خلفه وهارباً من آلامه وإحباطه وجميع الرغبات الدنيوية ليتلقى تعاليم البوذية وأصول الحكمة. وقد ألف في عام 1913 كتاباً يحمل المبادئ التوجيهية في الإيمان البوذي ثم مجلة أيقظت شعلة في قلوب العديد من المؤمنين بالبوذية وقتها.

إنارة الطريق نحو الاستقلال
وبالرغم من أن المظاهرة التي شارك فيها "مان هي هان يونغ أون" في عام 1919 أدت إلى القبض عليه وسجنه لمده 7 أعوام إلا أنه لم يتزحزح عن موقفه بضرورة وقوض الشعب صامداً أمام الغزو الياباني ومن كلماته: "لن نتوقف عن تحريك تلك الصخرة التي يطلق عليها الاستعمار حتى تصل إلى مرقدها أسفل ذلك الجبل في الحضيض وحركة الاستقلال لن يوقفها شيء".

الغناء للحبيب بالكلمات الشعرية
بعد الخروج من السجن عام 1922 أكمل "مان هي" الحركة الاستقلالية بكونه القائد الروحاني لها مردداً أبياته الشعرية "صمت الحبيب" التي تحمل روحانيات التعاليم البوذية التي تدل على أن الألم والشقاء الذي يواجهه الشعب ما هو إلا لفترة وجيزة حتى يأتي الاستقلال وتعود الحرية إلى أصحابها.
كما أن مرارة المساجين أدت إلى عودته إلى المرابطة من أجلهم فعاش في الدير على صخرة باردة حتى في عز الشتاء من دون أن يشعل ولو شمعة واحدة لتدفئة جسده.
بالرغم من أن مان هي لم يعد بجوارنا الآن إلا أنه في قلب كل كوري بإيمانه الذي لا يتبدل بأن فراق الحبيب لا بد أن ينتج عنه اللقاء مرة أخرى.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;