الشهر الأخير من السنة له رونق خاص في كوريا حيث تكثر فيه حركة الناس وتزداد الشوارع ازدحاماً وهي تنبض بالحيوية، حيث تعقد الشركات والجمعيات والمؤسسات اجتماعها الاخيرة لتصفية اعمالها، وكذلك يفعل الكوريون، حيث ينظمون الكثير من اللقاءات. وشهر ديسمبر هو أكثر الشهور التي ينشغل فيه الناس هنا في الاجتماعات والمناسبات والحفلات بمناسبة نهاية السنة واستقبال عام جديد.
ويستغل الناس هذا الشهر لمقابلة زملاء الدراسة والطفولة والعمل واسترجاع الذكريات القديمة معاً، وهناك اجتماع لزملاء المدرسة الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعة، وايضا اجتماع لزملاء العمل وزملاء الخدمة العسكرية بالنسبة للرجال، وغيرها من الاجتماعات، وفي الجامعة ايضا هناك اجتماع للاساتذة، واجتماعات مع الطلاب.
وفي الليل كل الأشجار والابنية والمحلات والفنادق مضاءة بالأضواء الجميلة والملونة، وعلى الرغم من البرد الشديد والشوارع المتجمدة يوجد هناك حيوية ونشاط بوجوه الناس جميعا وهم يتجولون وينتقلون من اجتماع لآخر بكل سعادة ومحبة. كذلك ينتظر الكثير من الشباب هذا الشهر للقاء أحبائهم للاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة معاً، لذلك فإن كل المحلات والمطاعم والمقاهي تكون مزدحمة كثيراً في هذه الأوقات. كما يذهب الأحبة الى البحر الشرقي لرؤية أول شروق للشمس في السنة الجديدة، ومن ثم فإن الحصول على مكان نوم في تلك المناطق في آخر السنة يكون صعبا جداً.
وبابا نويل ليس غريبا عن هذا المشهد، حيث يمكن رؤية الكثير من الرجال بزي بابا نويل وهم يحملون اجراسا ويجمعون التبرعات في محطات المترو والمجمعات التجارية وغيرها، حيث تنشط حملات جمع التبرعات كثيراً. كما تقدم بعض الجمعيات الخيرية او الشركات فحما وبعض الأغذية لكبار السن الفقراء في هذا الشهر، حيث يتم تدفئة البيوت القديمة بالفحم وليس بالغاز أو الكهرباء كما هذه الأيام، لذلك اعتاد الناس على توزيع الفحم لكي يقضي كبار السن والفقراء الشتاء البارد بحب ودفء.
وعند الذهاب الى المكتبات ترى الكثير من الناس يختارون بطاقات عيد الميلاد ورأس السنة ليكتبوا عليها رسائلهم وتهانيهم ويرسلوها الى الأصدقاء والأحبة والأساتذة والزملاء.