ⓒYONHAP News

استمرت المخاوف من التضخم العالمي قائمة مع استمرار ارتفاع أسعار النفط والحبوب، وزيادة مخاطر سلاسل التوريد الدولية الناجمة عن انتشار متحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون".

وفي هذا السياق، أفادت بعض التقارير بأن تأثير الأسعار في الدول الأخرى على الأسعار في كوريا قد أصبح أكبر من ذي قبل، مما يثير المخاوف بشأن احتمال ارتفاع أسعار المستهلك، وتباطؤ وتيرة الانتعاش الاقتصادي في كوريا الجنوبية.

وفي الوقت الراهن، يعد المتحور "أوميكرون" أكثر العوامل تأثيرا على وضع الاقتصاد العالمي.

وأعرب خبراء في الشؤون الاقتصادية عن قلقهم من احتمال تعرض العالم للتضخم المصحوب بركود، إذا أعاق المتحور "أوميكرون" الاقتصاد العالمي الذي بدأ يتمتع بانتعاش في الآونة الأخيرة.

وتعليقا على ذلك، قالت مجموعة "غولدمان ساكس" للخدمات المالية والاستثمارية الأمريكية إن انتشار "أوميكرون" بوتيرة أسرع من "دلتا" الذي سبقه قد يؤدي إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي في الربع الأول من العام القادم إلى 2%، أي أقل من توقعاتها الحالية البالغة 2.5%.

ولا تزال سلاسل التوريد العالمية التي اهتزت بسبب جائحة كورونا تعاني من اضطراب نتيجة لارتفاع التكاليف اللوجستية الناجم عن إغلاق الحدود وتعليق تصنيع للمواد الخام والمكونات. 

بالإضافة إلى ذلك، يشهد العالم حاليا ارتفاعا في أسعار الحبوب والنفط الخام، ويواجه مخاطر سلاسل إمدادات أشباه الموصلات، مما يتسبب في انتكاسات في إنتاج السيارات، وزيادة ضغوط الارتفاع على جميع الأسعار.

والأسوأ من ذلك هو أن سياسات الحياد الكربوني التي بدأت دول العالم في انتهاجها لحماية البيئة تتسبب أيضا في زيادة التكاليف اللازمة لإنتاج الطاقة، وهو ما يؤدى إلى ارتفاع الأسعار.

ويمكن القول إن التضخم في أسعار المنتجات الزراعية، بما في ذلك الحبوب، يعد السبب الأكثر تأثيرا على التضخم العالمي.

ووفقا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، بلغ مؤشر أسعار الحبوب العالمي 134.4 نقطة في شهر نوفمبر الماضي، مسجلا بذلك أعلى مستوياته منذ 10 سنوات و5 أشهر.

وقد شهد المؤشر مؤخرا ارتفاعا للشهر الرابع على التوالي، وسجل ارتفاعا بنسبة 27.3% مقارنة بالعام الماضي.

وتتأثر أسعار المستهلك في كوريا الجنوبية بشكل مباشر من التضخم العالمي، حيث سجلت أسعار المستهلك الكورية في شهر نوفمبر الماضي ارتفاعا بنسبة 3.7% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

واتضح أن تضخم أسعار الغذاء في كوريا الجنوبية خلال الربع الثالث من هذا العام كان الخامس في الترتيب بين معدلات التضخم في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بعد أن سجل معدل ارتفاعه 5% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

واحتلت كوريا الجنوبية المرتبة الثالثة والعشرين من بين 38 دولة عضوا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من حيث معدل ارتفاع أسعار المستهلك.

وطبقا لتقرير صادر عن البنك المركزي الكوري، ارتفع معامل الارتباط بين معدل التضخم العالمي ومعدل ارتفاع أسعار المستهلك في كوريا الجنوبية إلى 0.78 نقطة في الفترة بين عامي 2010 و2021، بعدما كان قد بلغ 0.28 نقطة في الفترة بين عامي 2000 و2007.

ويعنى هذا أن أسعار المستهلك في كوريا الجنوبية أصبحت الآن تتأثر بشكل أكبر مما كان عليه في السابق من الأسعار العالمية.

وإذا استمر الوضع كما هو عليه الآن، فمن المرجح أن يتجاوز معدل ارتفاع أسعار المستهلك لهذا العام في كوريا الجنوبية توقعات البنك المركزي البالغة 2.3%.