ⓒYONHAP News

وجهت بيونغ يانغ تحذيرا رسميا لسيول واصفة إطلاق الصواريخ بأنه استعراض عسكري مضاد لدعاة الحرب في كوريا الجنوبية الذين ينشرون أسلحة هجومية حديثة ، ويدفعون في اتجاه إجراء مناورات عسكرية.

ولكن بيونغ يانغ امتنعت عن توجيه انتقادات للولايات المتحدة، وهو ما يدل على أن كوريا الشمالية لا تزال ترغب في إبقاء مجال للحوار مع واشنطن، وأنها تمارس في الوقت نفسه استراتيجية لتولي زمام المبادرة في المفاوضات النووية المرتقبة مع الجانب الأمريكي من خلال فرض ضغوط على كوريا الجنوبية.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أمس الخميس إنه قد تم إطلاق الصواريخ على ارتفاع منخفض ، مشيرة إلى أن اعتراض هذا النوع من الصواريخ يعد مهمة صعبة نظرا لقدرته على المناورة على المستويين العال والمنخفض  وتجنب الصواريخ المضادة.

وصرحت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية بأن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا قصير المدى في حدود الساعة الخامسة و34 دقيقة من صباح أمس الخميس، وصاروخا آخر في حدود الساعة الخامسة و57 دقيقة صباحا باتجاه البحر الشرقي حيث حلق الصاروخان لمسافة 600 كيلومتر.

وأشار الخبراء العسكريون إلى أن الصاروخين اللذين أطلقتهما كوريا الشمالية هذه المرة هما من طراز "كي إن 23" الشبيه بصواريخ "إسكندر" الروسية قصيرة المدى.

بالإضافة إلى ذلك، حلق الصاروخان على ارتفاع يصل إلى 50 كيلومترا ، بشكل يصعب على أنظمة الصواريخ الموجودة في كوريا الجنوبية اعتراضه، بما فيها منظومة "ثاد" للدفاع الجوي العالي ومنظومة صواريخ "باتريوت" للدفاع الجوي.

وكانت الصواريخ الكورية الشمالية قد حلقت لمسافة 500 كيلومتر على الأكثر على ارتفاع يقل عن 50 كيلومترا، لكن الصاروخين الذين وقع اطلاقهما أمس الخميس قد حلقا لمسافة 600 كيلومتر، وهو ما يعنى أن الصواريخ الكورية الشمالية أصبحت قادرة على تغطية جميع أرجاء شبه الجزيرة الكورية دون إمكانيه اعتراضها .

ويمكن القول إن بيونغ يانغ  تهدف من وراء إطلاق الصاروخين هذه المرة إلى إجراء حوار مباشر مع الولايات المتحدة دون مشاركة كوريا الجنوبية ، حيث قالت إن عمليات الإطلاق تشكل رسالة تحذير رسمية إلى سيول التي تشتري مقاتلات الشبح الحديثة من الولايات المتحدة، وتقوم بإجراء مناورات عسكرية مشتركة معها.

وبالرغم من التطورات الأخيرة، مازال هناك احتمال للعودة إلى الحوار، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" أمس الخميس والتي قال فيها إنه يتوقع استئناف المحادثات على مستوى العمل مع كوريا الشمالية خلال أسبوعين على الرغم من إطلاق بيونغ يانغ الأخير للصاروخين الباليستيين.