كيف هي ذكرياتهم عن كوريا في قلوبهم ووجدانهم؟
2025-08-15
ⓒ YONHAP News
تُعرض في مكتبة "فيفتي بوكس"، الواقعة في حي يون نام بمنطقة مابو في سيول، كُتبٌ تحمل جميعها آثار قراءة واضحة مثل أشرطة فهرسة في نهاية الصفحات وخطوط عديدة تحت الجمل.
هذه هي سجلات لـ"القراءة التبادلية" المتمثلة في تناوب عدة أشخاص على قراءة نفس الكتاب. مثلا، هناك أشرطة فهرسة على كتاب الأطفال المعنون بـ"إذا تشعر بالحر، فاخلع ملابسك" في المكتبة.
وتحمل الأشرطة تعليقات على جملة الكتاب "إن تمنيتَ شقاءً لشخص ما، فاكتبه على الشاطئ حيث تتلاطم الأمواج"، مثل: "هذه أفضل طريقة"، و"سأحاول أن أفعلها أيضا"، و"هذه فكرة رائعة جدا".
وفي الآونة الأخيرة، تنتشر عادة القراءة التبادلية بين جيل الشباب الكوري. فبعد أن بدأت هذه الثقافة على مواقع التواصل الاجتماعي، امتدت إلى الواقع، مما أدى إلى تزايد عدد الزوار للمكتبات غير المأهولة التي تتيح تجربة هذا النوع من القراءة بشكل مباشر.
يشار إلى أن القراءة التبادلية عبارة عن أسلوب قراءة كان يُعرف سابقا بالمصطلح الكوري "يون دوك" الذي يشير إلى تداول عدة أشخاص نفس الكتاب أو النص.
وفي الآونة الأخيرة، أصبح لهذا المفهوم تفسيرات أكثر تنوعا. فبالإضافة إلى تبادل كتاب واحد وتراكم تقييمات القراء عليه، أو تبادل الكتب التي تحمل آثار القراءة، تتم العملية أيضا عبر تبادل صور لصفحات الكتب التي تحتوي على ملاحظات أو تعليقات شخصية.
وتكثر المراجعات الإيجابية للقراءة التبادلية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أبرزها تعليقات مثل "أتطلع إلى ملاحظات الطرف الآخر" و"أشعر أن أفكاري تتوسع".
وحللت الناقدة الثقافية "لي جي هيه" أن القراءة التبادلية سهلة التطبيق ومشاركة المشاعر فيها تلقائية، موضحة أنها جزء من ثقافة القراءة الحديثة التي تقوم على بناء العلاقات وتوسيع المشاعر من خلال الكتب، مثل الانضمام إلى نوادي القراءة، وشراء المنتجات التذكارية، أو نشر سجلات القراءة على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما تستخدم دور النشر المحلية أيضا برامج القراءة التبادلية كوسيلة للترويج للكتب. ففي شهر مايو الماضي، أطلقت دار النشر "تشانغ بي" برنامجا لتداول رواية "الفتى قادم" للكاتبة هان كانغ بين أعضاء نادي القراءة التابع لها.
كما أنشأت دار "هيون ديه مون هاك" في شهر يوليو الماضي مجموعة مراجعة للقراءة التبادلية حول رواية "خيط العقدة" للكاتبة "جونغ هي يون" ووضعت في الخامس من الشهر الجاري برنامجا لجمع القراء عبر الإنترنت للقراءة التبادلية حول رواية "الأطفال العائدون" للكاتبة كيم هيه جونغ.
وظهرت مؤخرا حالات يقوم فيها الكاتب والقارئ بتبادل الكتب بشكل مباشر. ففي يوم الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، نظمت الرسامة التوضيحية "لي دا" فعالية تفاعلية لاستقبال ملاحظات القراء على كتابها "مذكرات رصد المدينة" والرد عليها مباشرة.
وإذا أرسل القارئ الكتاب مع ملاحظاته إلى دار النشر، يقوم الكاتب بالرد عليها وإعادة إرسال الكتاب إلى القارئ مرة أخرى.
وفي سياق متصل، ازداد عدد الأشخاص الذين يزورون المكتبات "غير المأهولة" التي تتيح الاستمتاع بالقراءة التبادلية بشكل طبيعي عبر مشاركة رفوف الكتب.
ووفقا لخريطة "مكتبات الأحياء التي نصنعها معاً" التفاعلية، يوجد حاليا حوالي 20 مكتبة غير مأهولة مفتوحة بدون صاحب في جميع أنحاء البلاد حيث يؤجّر عدد كبير منها مساحته بالكامل لفترة زمنية محددة لكي يتمكن المستخدمون من ممارسة القراءة التبادلية.
وقد اُفتتحت مكتبة "فيفتي بوكس" غير المأهولة في شهر نوفمبر من العام الماضي، وهي تؤجّر مساحة تبلغ حوالي 13 مترا مربعا، لتتيح قراءة 50 كتابا مختارا من قبل صاحبها خلال تلك الفترة.
وتتنوع أنواع الكتب لتشمل الأدب الإنساني، والروايات، والشعر، والمقالات، وكتب الأطفال المصورة وتبلغ تكلفة استئجار المكتبة لمدة ساعتين للفرد الواحد حوالي 18 دولارا. وإذا أعجبنا كتاب في أثناء القراءة، يمكننا شراء نسخة جديدة منه.
وأشارت الناقدة كيم إلى أن دمج القراءة التبادلية مع الخصائص الفريدة للمكتبات غير المأهولة يخلق تجربة قراءة جديدة، وهي طريقة تلبي رغبة جيل الشباب اليوم الذي يقدّر المساحة الشخصية لكنه يسعى في الوقت نفسه للتواصل مع الآخرين.
2025-08-15
2025-08-15
2025-08-15
يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;