عدد من السائحين والمارة توقفوا لمشاهدة فرقة الروك أند رول الموسيقية الراقصة وهي تعزف واحدة من آخر المقطوعات الموسيقية التي حققت رواجا كبيرا ، وهم يتمايلون في طرب وتجاوب شديد مع الإيقاع الساحر. كان ذلك مجرد غيض من فيض، وقليل من كثير، وعينة من الكثير المثير الذي تألفه العين ويتفاعل معه السمع ويسمو معه الخاطر في منطقة إي تيه وان ، الضاحية الدولية والواحة العالمية للتسوق في كوريا وفي وسط عاصمتها سيول. الجو يكون أكثر صخبا ومرحا عندما يبدأ انطلاق فعاليات مهرجان التنزيلات السنوي الضخم للعام 2010 وذلك خلال موسم الربيع وفي الفترة من 29 إبريل وحتى الخامس من مايو.

يتزامن مهرجان التنزيلات السنوي الكبير مع بداية فصل الربيع وموسم التسوق تحت شعار " استمتع بإي تيه وان" وهو مهرجان ساحر مثير فيه الكثير من الأشياء المبهجة المتنوعة من باعة متجولين وعروض سحرية وعروض ألعاب حظ وعروض في الشوارع والمسارح الخارجية وبرامج مثيرة متنوعة حافلة بالكثير من البهجة التي تجعل من التسوق ممارسة جميلة مثيرة.

ومنطقة إي تيه وان عادة ما تعج وتزدحم بالزوار والمتسوقين حتى في الأيام العادية. إي تيه ون، هي الآن مقصد أغلب السائحين والزوار الأجانب الذين يحضرون إلى كوريا .

يوم من التسوق في منطقة إي تيه وان يمكن أن يكون تجربة لا تنسى . المنطقة على مرمى حجر من خطي مترو الأنفاق رقمي 6 و5 ، والشارع الرئيسي في المنطقة يمتد على مدى 1.4 كيلومتر. هيا نقوم بجولة داخل تلك المنطقة السياحية الفريدة.

تحولت منطقة إي تيه وان إلى منطقة للتسوق خاصة بالأجانب في سبعينات القرن الماضي ، والبداية كانت مع اليابانيين الذين لم يتمكنوا من العودة لبلادهم بعد انتهاء الغزو الياباني لكوريا . كانت المنطقة مقرا للقوات اليابانية خلال فترة الاحتلال الياباني لكوريا ، ثم مقرا للقوات الأمريكية بعد تحرير كوريا واندلاع الحرب الأهلية. ومنذ عام 1960 تعاقبت الكثير من السفارات الأجنبية على فتح مقارها في المنطقة مما جعل منها قبلة لأعداد كبيرة من الأجانب وبالتالي منطقة تسوق لهؤلاء الأجانب.

السيد لي سانغ نو تاجر في السوق منذ 37 عاما :
بدأ الجنود الأمريكيون وأسرهم يعيشون في المنطقة منذ ستينات القرن الماضي. فتحت عدة سفارات أبوابها هنا. وبدأ الأجانب في الحضور المستمر للمنطقة من أجل التجمع والتسوق والسمر. في 1988 بدأت المنطقة تكتسب شهرة خاصة بسبب الدورة الأولمبية الصيفية. كما بدأ البعض يهاجر للمنطقة بسبب الفضول والرغبة في التعرّف عليها والبعض بسبب الرغبة في التسلية والسمر.

كان عدد زوار منطقة إي تيه وان يقدر بنحو ستة آلاف زائر كل يوم ، أنفقوا 300 مليون دولار خلال فترة الدورة الأولمبية. يبلغ عدد المحلات اليوم أكثر من ثلاثة آلاف محل ويصل عدد الزوار إلى حوالي 1.7 مليون زائر كل عام. الخدمات الخاصة بالتجارة والبيع والمواصلات والترفيه في المنطقة في تطور مستمر. هيا نستمع للسيدة هوانغ سو كوك المشرفة السياحية المختصة

السيدة هوانغ سو كوك المشرفة السياحية المختصة:
بدأ اتحاد العاملين في المنطقة في إصدار خريطة سياحية عن المنطقة بثلاث لغات أجنبية هي الإنجليزية والصينية واليابانية وهي تتضمن كل المحلات والمعالم المهمة في المنطقة من خطوط مترو وبنوك وكل الأشياء التي تجعل من التسوق والتنزه أسهل بالنسبة للأجانب.

الحائك لي سينغ نو:
: تمت صيانة الشوارع وإعادة تصميم المحلات بحيث تصبح أكثر جاذبية للأجانب. تضم المنطقة حاليا 3000 محل تبيع الكثير من الأشياء التي يحتاج لها الأجانب من ملابس وأزياء وإكسسوارات وهدايا وتحف تذكارية وساعات ومجوهرات. أغلب التجار يتحدثون الإنجليزية أو اليابانية بطلاقة ولهذا لا يوجد حاجز لغوي يذكر هناك. هناك العديد من المطاعم الفخمة المتنوعة التي تقدم أشهى وألذ أنواع الطعام.

المسافة التي تبلغ مساحتها 550 مترا بين محطة مترو نوك سا بيونغ في الخط رقم 5 وفندق هاميلتون ، مرصوفة بالغرانيت. هناك أيضا 75 لوحة برونزية عليها أعلام ونقوش وعبارات من عدة بلدان مختلفة على امتداد الشارع. الشوارع منظمة ونظيفة وعليها عبارات للتحية بمختلف اللغات الأجنبية تستقبل الزوار والسائحين عند مداخل المنطقة ، التي تعرضت لتغييرات كثيرة لا حصر لها بحيث لم تعد نفسها كما كانت قبل عشرات السنوات.

هناك ثلاثة أشياء لا يمكن زيارة المنطقة دون الاستمتاع بها بالشكل الكافي ، وهي: المأكل والملبس والتحف الأثرية. يوجد في المنطقة عدد من المطاعم التي تقدم ألذ وأشهى المأكولات ، خاصة تلك المتمركزة حول خط المترو رقم 6 وفندق هاميلتون.

يبلغ عدد تلك المطاعم حوالي 500 مطعم تقريبا تتكدس العديد منها داخل بعض الأزقة القريبة وهي تقدم أطباقا متنوعة ومختلفة ، منها الأجنبي من مختلف المناطق والخلفيات ، ومنها الكوري الذي يجد الكثير من الترحيب من الرواد الأجانب. هذه العائلة اليابانية طلبت طبقا من الوجبة الكورية التقليدية الشهيرة "بلغوعي"
تستضيف سيول في كل خريف مهرجان إي تيه وان الدولي . ومن ضمن فعاليات هذا المهرجان : مهرجان فرعي خاص بالطعام ، يتيح الفرصة للأجانب والكوريين على السواء للاستمتاع بأنواع مدهشة ومتنوعة من الطعام اللذيذ.

قمة العشرين في كوريا ستنعقد في نوفمبر من هذا العام ، وعقول أصحاب المحلات والمطاعم في إي تيه وان في حالة تفكير مستمر أملا في استنباط أفكار جديدة.

إذا كانت الأزقة الخلفية في المنطقة المحيطة بفندق هاميلتون هي جنات للطعام فإن الزقاق الأمامي للفندق هو فردوس الموضة والأزياء.

عندما يشاهد الكثير من السائحين الملبوسات والأزياء الأنيقة المعروضة فهم لا يترددون في فتح حافظات نقودهم لدفع المبالغ المطلوبة من أجل اقتناء تلك الأزياء. عملاء هذه المحلات المتخصصة في الموضة والأزياء هم من الكوريين والأجانب لأن الأزياء التي تعرض هنا لا تتسم بالجمال والأناقة فقط ، بل هي أيضا معروضة بمختلف المقاسات والأشكال والتصميمات. الأمر لا يقتصر على الأزياء وحدها ولكن أيضا على الأحذية والإكسسوارات والحقائب والمصنوعات الجلدية.

إي تيه وان منطقة للموضة باتجاهاتها المختلفة ، وللجميع رجالا ونساء . ومجرد مشاهدة المعروضات وراء نوافذ العرض متعة للعين.

في هذا المحل الضيق والصغير ، الذي لا تزيد مساحته عن خمسين مترا مربعا، وجدنا سيدة يابانية طلبت تفصيل زي خاص لحضور مناسبة بعينها في مقر عملها. الترزي المتمرس الماهر عرض عليها أجمل أنواع الخامات المناسبة من القماش كما عرض عليها التصميم المقترح وشرع في أخذ المقاسات.

ومقابل منطقة الموضة والأزياء نجد منطقة التحف والأشياء القديمة والهدايا التذكارية وهي منطقة يعود عمرها لأكثر من 40 عاما ، عندما قام بعض أفراد الجيش الأمريكي ببيع أثاثاتهم المستعملة قبل العودة إلى بلادهم. يوجد الآن ما لا يقل عن مائة دكان متخصص في بيع هذه التحف والأشياء التي تتوسط فترينات العرض في كثير من الأناقة.

إي تيه وان : منطقة صغيرة ، لكنها متعددة الألوان والثقافات في قلب العاصمة الكورية سيول. عندما تتمشى فوق الشوارع والأزقة الخلفية في المنطقة فإنك تشعر بأنك قد غادرت كوريا وأصبحت مسافرا عبر الأماكن والمسافات على امتداد العالم وأنت تشهد مختلف السحن والملامح، والعديد من الأزياء المتنوعة ، وتستمع لمختلف الألسنة واللغات ، كما تستمتع بمختلف المأكولات والمشروبات.