حققت الفرقة الموسيقية الكورية الجنوبية "서태지와 아이들" - التي تعتبر من أكثر الفرق إثارة للجدل في تاريخ كوريا الجنوبية - نجاحًا غير مسبوق لها في الفترة ما بين عامي 1992 إلى 1996. وتضم تلك الفرقة ثلاثة أعضاء هم "صو تيه جي"، و"يانغ هيون سوك" و"لي جونو"، وقد قامت تلك الفرقة بتجريب العديد من مختلف أنواع الموسيقى الشعبية الغربية. وقد كان لـفرقة "서태지와 아이들" الفضل في تغيير صناعة الموسيقى الكورية لما حققته من نجاح باهر في ذلك الوقت. وفي أبريل من عام 1996، حققت مبيعات الألبومات الثلاثة الأولى للفرقة ما يزيد عن 1.6 مليون نسخة، ومع الألبوم الرابع اقتربت من مليوني نسخة.
وفي 11 أبريل من عام 1992 كان أول ظهور للفرقة في برنامج المواهب على قناة MBC مع أغنية ((난 알아요 أو "أنا أعرف"، التي حصلت على أعلى تقييم من لجنة التحكيم، فقد كانت ضربة كبيرة في عالم الموسيقى في ذلك الوقت، ولذلك فقد قاموا بتسمية الألبوم الأول لهم باسم تلك الأغنية، كما أنها سجلت المركز الأول لـ17 أسبوعا على التوالي، بالإضافة إلى حصولها على المركز الرابع في عام 2012 ضمن أعظم 21 أغنية في تاريخ موسيقى كي بوب.
أما عن الألبوم الثاني فقد اتخذ منحى مختلفا، حيث كان في معظمه ألبوما راقصا، وفي أثناء ترويجهم لذلك الألبوم، تم منعهم من الظهور في برامج معينة على شاشة التلفزيون وذلك لأنهم كانوا يرتدون الجينز الممزق والحُلقان في آذانهم، فقد تلقوا انتقادات شديدة اللهجة بسبب ذلك، وكان ذلك هو سبب الخلاف الأول على فرقة "서태지와 아이들". وبالرغم من ذلك فقد حققت مبيعات ذلك الألبوم ما يقرب من مليوني نسخة وهو ما اعتبر طفرة في تاريخ كوريا.
كما حقق الألبوم الثالث نجاحًا فاق الكثير من الفرق التي كانت معروفة في ذلك الوقت، خاصة أغنية ""발해 를 꿈꾸며، أو "نحلُم بـ بال هيه"، والتي تتحدث عن وجود أمل في إعادة توحيد الكوريتين، حيث إن كلمة "بال هيه" هي اسم الدولة الكورية الموحدة في الزمن القديم. أما عن الأغاني المثيرة للجدل في ذلك الألبوم فهي أغنية "교실 이데아"، أي "عقيدة الفصل الدراسي" والتي تعتبر أغنية محرجة للغاية؛ وذلك لأنها تنتقد نظام التعليم الكوري والضغوط التي كانت تمارس على الطلاب من أجل النجاح الأكاديمي.
أما الألبوم الرابع فقد كان كالقنبلة بسبب احتوائه على الكثير من الأغاني الأكثر إثارة للجدل، مثل أغنية "العودة للمنزل"، وأغنية "필승" وأغنية "يجب الانتصار"، بالإضافة إلى أغنية "시대 유감" أو "عصر مؤسف"، والتي قامت بحظرها ومنعها من العرض لجنة الرقابة الفنية، وذلك لاحتوائها على كلمات تنتقد الحكومة.
وفي يناير من عام 1996 قررت فرقة "서태지와 아이들" التقاعد من الموسيقى الشعبية الكورية على الرغم من شهرتها التي وصلت إلى ذروتها في ذلك الوقت. وكان تقاعدها خيبة أمل كبيرة بالنسبة للملايين من معجبيها في كوريا. وكان ألبوم الوداع الأخير لها أفضل ألبوم على الإطلاق وقد تم إصداره في وقت لاحق من ذلك العام.