الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

"ورش عمل للقراءة"

2013-12-10

عروض القراءة هو نوع من بروفات العمل المسرحي قبل تقديمه بشكل حقيقي. ينظم مسرح أوبرا سيول مثل هذه العروض لرصد ومعرفة وتقييم ردود فعل الجمهور قبل
عادة تعاني الشركات المنتجة من خسائر كبيرة عندما لا تحقق الأعمال المسرحية التي تم الصرف عليها بسخاء واستثمرت فيها أموال هائلة ، النجاح المتوقع ولا تجد القبول الجماهيري المطلوب . ولهذا فإن عروض القراءة عادة ما تكون بمثابة اختبارات واستطلاعات للرأي قبل تقديم العمل في شكله النهائي ، حيث يصبح من الممكن أخذ كل الملاحظات والآراء التي يتم التعبير عنها بواسطة الجمهور في الاعتبار ، وهو ما يعتبر في مصلحة كل من الفنانين والجمهور في نفس الوقت ، فالملاحظات والأفكار التي يقدمها الجمهور في أثناء مشاهدة البروفات المقروءة يمكن لها أن تساهم في إثراء ومراجعة وتلافي نقاط الضعف والتركيز على نقاط القوة ، كما أن الجمهور يكون قد شارك فعليا من خلال مثل تلك الملاحظات في صناعة العمل الفني الذي سيشاهده في النهاية. إذن هي علاقة تفاعلية تبادلية مفيدة للجانبين.
البروفات في العادة تكون مغلقة ومحصورة على الممثلين والفنيين العاملين في المسرح، ولكن من أجل الاستفادة من الملاحظات والآراء والتقييم الجماهيري للعمل الفني في أثناء إعداده، والتي تصدر من الجمهور أو من بعض العاملين والمهتمين في القطاعات الفنية أو الثقافية الأخرى، بدأ يتم فتح هذه البروفات المقروءة أمام الجمهور.



ليس من غير العادي أن يفشل عمل فني ضخم كان من المتوقع له تحقيق نجاح كبير، كما أنه ليس من غير المألوف كذلك أن يجد عملا فنيا مغمورا وبسيطا نجاحا هائلا ومدويا على المستويين الجماهيري والنقدي. لهذا فاستطلاع واستكشاف آراء الجمهور قد يكون شيئا شديد الأهمية بالنسبة للحريصين على النجاح.
الممثل عادة يبدأ في تدريبات صوتية أو تعبيرية قبل بدء العرض الرسمي لأي عمل فني يشارك فيه وقد يبدأ بتمارين رياضية وبدنية من أجل الشعور بالراحة والاسترخاء.
يوجد مسرحية "الأخت موكران" مثلا والتي يتم تقديمها على مسرح دوسان الفني. هذه المسرحية حائزة على جائزة ، وهي تدور حول لاجئة كورية شمالية ذات قصة مؤثرة . هذه المسرحية وجدت الكثير من التقييم الإيجابي والتجاوب الجماهيري خلال عدد كبير من العروض. وكانت كل بروفات المسرحية قد جرت قبل عامين بحضور جماهيري مفتوح ومنتظم وبسبب ملاحظات وأخذ ورد مع بعض أفراد الجمهور تم تغيير نهاية مسرحية الأخت موكران بحيث تعكس الألم والحزن الحقيقي الذي أحس به الشعب الكوري نتيجة انقسام شبه الجزيرة الكورية وضياع وحدتها ، وذلك من أجل إضفاء المزيد من الطابع العاطفي على المسرحية. وصارت النهاية محزنة وشديدة التأثير على الجمهور ، بحيث تظل عالقة في الأذهان لوقت طويل.



التواصل مع الجمهور صار الآن نمطا ووسيلة فنية ناجحة بل ومهمة وضرورية لإنجاح العمل الفني نفسه. الحياة الآن فيها العديد من أشكال المعاناة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، لهذا فإن إنشاء تواصل حميم وحقيقي بين الجمهور والمسؤولين عن صناعة الأعمال الفنية يتيح فرصة جيدة لإنتاج أعمال فنية تعبر عن الحقيقة القائمة والمعاشة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;