الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

مهرجان "أسيتيج 아시테지" الشتوي العاشر

2014-01-14

تم تنظيم مهرجان أسيتيج الشتوي العاشر خلال الفترة من الثالث إلى الـ12 من شهر يناير الجاري في "ديه هانغ نو" المنطقة التي صارت مركزا ووجهة للمسرح والمسرحيين في كوريا. وقد اشتمل المهرجان الفني الاستعراضي الاحتفالي على سبعة أعمال مسرحية وموسيقية من تقديم عدد من أكبر وأشهر الفرق المتخصصة في مسرح الأطفال في كوريا.
"أستيج" هو اختصار للاسم الفرنسي للاتحاد العالمي لمسرح الأطفال والشباب، وقد جاء الاسم الفرنسي من حقيقة أن الاتحاد كان تحت مظلة منظمة اليونسكو التي يقع مقرها في العاصمة الفرنسية باريس. يتم اختيار أفضل المسرحيات الخاصة بالأطفال والتي جرى تقديمها بشكل متفرق خلال العام لعرضها كمجموعة مختارة في إطار المهرجان الشتوي السنوي "أستيج"، للتنافس على الفوز بالجوائز المخصصة. المهرجان إذن هو عبارة عن مناسبة احتفالية ومسابقة في نفس الوقت.
ومنذ أن رأى النور في عاصمة النور باريس في عام 1965، صار المهرجان مركز جذب للكثير من الفرق المسرحية العالمية المتخصصة في مسرح الأطفال حتى أصبح المهرجان عبارة عن اتحاد ومؤسسة ضخمة تضم في عضويتها ما يزيد عن ثلاثة آلاف فرقة مسرحية متخصصة من ست وثمانين دولة حول العالم. وانضمت كوريا للاتحاد في عام 1986، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تنظم مهرجانين في العام الواحد لتشجيع ودفع حركة مسرح الطفولة.
"القفز فوق المرتفعات وفوق حائط برلين" هو عمل مسرحي خاص بالمهرجان يستعرض مأساة الدولة والأمة الواحدة المقسمة بشكل يفهمه الأطفال. اما مسرحية "أرض الحفاة" فهي تتناول موضوع السلام من خلال حكايات "دوري" و"توري" اللذيّن يعيشان في المنطقة المنزوعة السلاح. أما " الجدة زهرة" فهي قصة مؤثرة عن عجوز تعرضت للاسترقاق الجنسي في شبابها عندما كانت من بين فتيات المتعة في معسكرات الجيش الياباني في الحرب العالمية الثانية. وهناك أيضا "قصة قاسية لمراهقين"، وهو عمل موسيقي راقص يتناول ظاهرة العنف المدرسي بشكل جذاب ومفهوم لكل الصغار.
"ديه سونغ 대성" طفل يشعر بالوحدة ويحتاج لمن يلعب معه داخل منزله، ولذا يرجو من أمه أن تنجب له أخ أو أخت، وهو بطل مسرحية "العاصفة"، ويعيش مع والديه وجدته وكلبه الصغير "دالبونغ". المسرحية تستعرض إذن قضية يشعر بها الكثير من الأطفال، كما يوضح السيد "لي كيل جون 이길준" من فرقة " هاك دانغ سيه 학당새" المسرحية.
مسرحية "العاصفة" ليست مجرد عمل مسرحي، بل هي أشبه بمعرض فني يضم العديد من اللوحات والتماثيل المتنوعة ذات الطابع الشرقي والغربي والتقليدي والحديث. كنوز فنية متنوعة يعثر عليها "ديه سونغ" عندما كان يقوم بمغامرة لكشف سر الطريقة التي يتم بها إنجاب الأطفال لكن صلواته ومغامراته لا تجلب له مجرد شقيق واحد بل ثلاثة أشقاء، والرسالة التي تسعى المسرحية لتقديمها للأطفال هي أن كل أمل وحلم يمكن التحقق من خلال التصميم والإرادة والرغبة الصادقة.
أما مسرحية "النمر ذو الرموش البيضاء" فهي مجموعة من الحكايات التي كثيرا ما تظهر في ملاحم البانسوري القديمة، وبطلها هو نمر يبلغ عمره ألف عام. مسرحية موغلة في الخيال، وهو ما قُصد منه مساعدة الأطفال على إطلاق العنان لخيالهم بلا حدود. ففي الحكاية يستطيع النمر ذو الرموش البيضاء قراءة أفكار أي شخص بمجرد لمسه، لكن النمر يظل في حالة حزن وغضب وإحباط بعد قراءة أفكار الكثيرين، لما فيها من تآمر وضغائن وخبث، غير أن هذا الأمر يتغير تماما عندما يقرأ أفكار طفل.



ولا يجد النمر في تلك الأفكار سوى البراءة، ووقتها تنفرج أسارير النمر وتزول عنه كل مظاهر الحزن والغضب والإحباط ويتحول النمر الغاضب من وحش كاسر ليصبح مثل الحمل الوديع، وهو يتجول في أعماق الطفولة البريئة الطاهرة.
وتضم مسرحية النمر ذو الرموش البيضاء شخصية مغني بانسوري لإضفاء جو تقليدي فولكلوري. ويتابع الأطفال ذلك العمل المسرحي وكأنهم يستمعون لحكايات جداتهم.
"بلو بيرد" هو عمل مسرحي موسيقي قدمته فرقة "نوري"، وهو مقتبس من رواية باسم "الطائر الأزرق" للكاتب العالمي موريس ميتيلينك. تم كورنة العمل الروائي وتقديمه في شكل مغامرة خيالية لتناسب الأطفال والصغار الكوريين. في ليلة ظل يعاني فيها من الأرق والسهر، تمكن بطل المسرحية واسمه "ميتيل" من عبور بوابة صغيرة حملته إلى داخل عالم من الأساطير والخيال وأماكن السحر والعجائب، مثل ارض السعادة وأرض الخيال وأرض الغابات، حيث التقى في كل تلك الأماكن بشخصيات مختلفة، منها الطيب ومنها الشرير، وخاض فيها مغامرات مدهشة ومتنوعة. لكن كل ذلك ساعده على اكتشاف أن السعادة الحقيقية ليست موجودة في أماكن بعيدة، بل هي قريبة جدا، أي في داخل كل إنسان، وهي توجد حيث توجد الأسرة والأهل والأصدقاء. يتحول المسرح إلى مكان مدهش وغامض ومثير للخيال. مخرج المسرحية "لي غوك هي 이국희" من فرقة نوري المسرحية يقول إن الابتسامات العريضة والوجوه المتهللة التي غادر بها الأطفال هذا العرض المسرحي بعد انتهائه، كان هو كل ما كان يطمح له من تقدير وإشادة.
المهرجان يعقد في كوريا مرتين سنويا، وقد أسهم ذلك في رفع قدرات ومهارات الفرق الفنية المتخصصة في فنون الأطفال بشكل ملحوظ وطالما توجد مثل هذه الآمال الكبار فإن تحقيقها على أرض الواقع لن يصبح صعبا.
كوريا الآن عضو فاعل ونشط في اتحاد "أستيج" منذ ثلاثين عاما. وخلال تلك السنوات، أصبحت كوريا قوة آسيوية رائدة ومؤثرة في كل ميادين فنون الطفولة وهي تستضيف أكثر من ثلاثين مهرجانا متنوعا ومتخصصا، كما أنها حريصة على الاستمرار كمحور فعال في هذا المجال.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;