الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

مسرحية "سنو وايت"

2014-02-25

ربما تكون حكاية "سنو وايت" هي الحكاية الأشهر على مدى التاريخ وهي من تأليف الأخوة قريم في بدايات القرن ال17 عن الأميرة التي سممتها زوجة أبيها الحاقدة والكارهة لها، واللتي تم إنقاذها بواسطة الحب العميق لأمير عاشق. وقد أصبحت تلك الحكاية دائما حكاية باقية محفورة في وجدان الكثيرين ورمزا للحب الصادق وتم تخليدها بعد تحويلها إلى إحدى أشهر الروائع بواسطة شركة الرسوم المتحركة "ديزني وورلد" عام 1937 لتتحول إلى فيلم كرتون سينمائي وصلت شهرته الآفاق قبل 77 عاما من اليوم وصارت أعظم عمل في ذاكرة ووجدان الأطفال في العالم.
وفي عام 2012 تم إنتاج فيلم سينمائي هوليودي من بطولة جوليا روبرتس باسم "ميرور ميرور" أدخلت بموجبه بعض التحويرات على الحكاية التقليدية القديمة لسنو وايت حيث تم تصوير مملكة على وشك الإفلاس بسبب ملكتها المسرفة المبذرة وقيام سنو وايت بإنقاذ الأمير الشاب من الأخطار التي كانت تحف به.
حكاية سنو وايت في إصدارتها للعام 2013 من إخراج راشيل غولدنبيرج تقدم سنو وايت كبطلة قادرة على مواجهة زوجة أبيها الحقودة واستعادة السيطرة عللى المملكة المعرضة للخطر.هنالك العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والمسرحيات الموسيقية المقتبسة من فيلم الكرتون القديم سنو وايت ومن بينها مسرحية موسيقية كورية تم تقديمها منذ عام 2001. استبدلت المسرحية الكورية شخصية الأميرة بشخصية قزم من بين سبعة أقزام ظل يحمل حبا وتقديرا خاصا للأميرة ومن هنا جاء اسم المسرحية "القزم الذي أحب سنو وايت".
وحسب الحكاية الأصلية التقليدية فإن سنوا وايت هي الشخصية الرئيسية التي ترتبط بسبعة أقزام ككائنات مساعدة. أما المسرحية الموسيقية الكورية فهي تصور أحد الأقزام السبعة واسمه "بانداري" كشخصية رئيسية تجسد العاشق لسنو وايت والحب الحقيقي النقي الصادق في أسمى معانيه.
القزم الذي أحب سنو وايت عمل فني مقتبس من حكاية سنو وايت تم تقديمه لنحو 2800 مرة على مدى 13 عاما متصلا وجذب جمهورا يقدر بنحو ثمانمائة ألف مشاهد وقد صار من العروض المفضلة للكورريين في كل تاريخهم.



كان العرض الأول الذي تم تقديمه في 2001 مجرد عمل فني محدود قدم بمناسبة عيد الأسرة شارك في تقديمه سبعة أشخاص فقط من بينهم مخرج جديد هو السيد بارك تو.
بدأت المسرحية بهروب سنو وايت من زوجة أبيها الماكرة الحقودة ولقاء الأقزام السبعة اللذين يعيشون في الغابة.وعلى خلاف الحكاية التقليدية سمح الأقزام للأميرة الشابة بالعيش معهم.ووقع أحذ الأقزام وهو بانداري في هوى سنو وايت.
كان القزم العاشق على استعداد للتضحية بحياته لإنقاذ الأميرة في كل مرة كانت زوجة الأب الشريرة تخطط فيها المؤامرة تلو المؤامرة للإيقاع بها.
وعندما خططت الملكة الشريرة لنشر عاصفة داخل البحيرة بهدف إغراق سنو وايت أنقذها القزم الشاب من العاصفة.وعندما قدمت الملكة الشريرة وردة مسمومة للأميرة الشابة ووخزت أشواك الوردة المسمومة أصابعها وبدأ السم يسري في عروقها سارع القزم بجلب البلسم الشافي لمداواة الأميرة حيث سافر في رحلة طويلة لإحضار الدواء المضاد للسم وتعرض خلالها لمختلف المخاطر من تسلق لقمم جبال عالية وعبور بحار وأنهار هائجة وسفر عبر غابات وعرة. كان كل ما أوشك على الموت ظهرت له كائنات غريبة لإنقاذه وحضه على الصمود والتحمل من أجل حبه الصادق.
وكان يجمع بينهما حب خالص حقيقي. وبعد كل مرة ينقذ فيها بانداري حبيبته كان يعتريه شعور عجيب وسعادة غامرة .
لكنها كانت سعادة قصيرة الأجل إذ سرعان ما تمكنت زوجة الأب الغادرة من تقديم تفاحة مسمومة للأميرة عبر خطة محكمة.لكن قبلة من الأمير الشاب "شارمنغ" كانت هي الوسيلة الوحيدة لإنقاذها من الموت هذه المرة ولم يتأخر القزم عن حملها والتحليق بها خارج الغابة في محاولة لإنقاذها من الموت المحقق من خلال العثور على ذلك الأمير الشاب. ورغم كل المخاطر والتحديات تمكن القزم من الإتيان بالأمير الشاب إلى حيث ترقد سنو وايت في انتظار الموت. ودنا الأمير من سن وايت لمنحها قبلة الحياة.
وفتحت سنو وايت أعينها مستيقظة ووجدت القزم العاشق واقفا فوق رأسها. عندها همّ بانداري بمصارحتها بمشاعره نحوها . لكن، بادر الأمير الشاب بالإفصاح عن مشاعره هو تجاه الأميرة الشابة وبرغبته في حملها إلى مملكته والزواج بها هناك. هنا واجه القزم العاشق بانداري الحقيقة التي لا فكاك منها. وبعد أن حمل الأمير حبيبته وزوجته في المستقبل القريب لم يملك القزم سوى التحول لمجرد طيف والتلاشي بإرادته الشخصية.وتم دفن رفاته داخل الغابة المحفوفة بالضباب وأنفاس الطفولة حسبما جاء في وصيته.
وبعد مرور عدة سنوات من زواج سنو وايت التي صارت أما لثلاثة أطفال عثرت على مرآة سحرية.



وأخذت المرآة وسألتها " أخبريني أيتها المرآة المعلقة فوق الجدار. من هو الشخص الذي يحبني فوق كل الآخرين في هذا العالم". وردت المرآة " باندراي الذي ترقد رفاته داخل الغابة المحفوفة بالضباب وبأنفاس الطفولة هو من يحبك أكثر من كل كائن سواه في كل هذا العالم". وما أن تفشي المرآة سرها حتى تتحول خلفية المسرح إلى حديقة مطرزة بالزهور البيضاء الدقيقة ويقف وسطها بانداري مبتسما قبل ان يبدأ في الرقص والدوران ليخبر سنو وايت عما يحمله لها من حب. حكاية رومانسية حزينة تجعل كل أفئدة المشاهدين تخفق بالحب الصادق الحقيقي.
"القزم الذي أحب سنو وايت" هي قصة حب للكبار متخفية في ملابس مسرحية موسيقية موجهة للأطفال وهي في ذات الوقت رسالة موجهة للكبار والصغار على حد السواء حول عظمة وجلال الحب، كل أشكال وأنماط الحب، كوسيلة للتعايش وأسلوب للتواصل ومعيار للتخاطب والتعامل. الحب هو الدواء والبلسم ومصدر الراحة والعلاج مهما تعاظمت الجروح وتكاثرت الأدواء. كل تلك الحكم والعظات والرسائل يمكن استنباطها من تلك المسرحية المعبرة وبطلها القزم الذي يجمل في دواخله وبين جوانحه حبا هائلا تنوء به صدور العمالقة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;