الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

تعلّم كيفية الكلام والتحدّث بشكل جيد

2014-04-01

في عام 2011 قدم لنا الفنان والمخرج السينمائي توم هوبر تحفة سينمائية مميزة من خلال فيلم بثّ الكثير من الأمل في نفوس الكثيرين ممن يعانون من المشاكل في التعثّر في الكلام والحديث السلس. كان الفيلم باسم "حديث الملك" وهو مقتبس من قصة حقيقية للملك جورج السادس.
تم تتويج الملك جورج السادس عام 1936 عندما اعتلى العرش الذي تخلى عنه الملك إدوارد الثامن في مسعاه للزواج من الآنسة ماري سيمبسون. كان الملك الجديد يعاني من مشكلة شخصية مؤرقة بالنسبة له وهي تعثَره وتلعثمه في الكلام وخاصة عند مخاطبة الجماهير. كانت تلك المشكلة تؤثر بشكل سلبي على صورته وقدرته القيادية. لذا كان يتحاشى بل يكره الخَطابة في المناسبات العامة ويخجل منها.
كانت أوروبا تخوض حربها العالمية الثانية وكانت الجماهير بحاجة لقيادة قوية ولقائد مُلهم يثير فيهم الحماس ويبث لديهم الأمل في النصر على الأعداء. لهذا فكر الملك جورج في إيجاد حل لمشكلته وبحث عمن يساعده في ذلك وأحضر طبيبا نفسيا متخصصا من أجل ذلك.
وبالجهد والتصميم واتباع الإرشادات الطبية المتخصصة نجح الملك في قهر وتجاوز مشكلته حتى غدا خطيبا بارعا ومتحدثا بليغا يثير حماس وتجاوب الجماهير. لهذا صار الملك جورج السادس واحدا من أكثر ملوك انجلترا شعبية واحتراما ومحبة وسط الجماهير. كانت قدرة الملك على تجاوز مشكلته في الحديث والخطابة هي سر ما حصل عليه من قدرات قيادية رفيعة وثقة عالية بالنفس وجاذبية شخصية فريدة ومؤثرة. يؤكد ذلك أن القدرة على الحديث السلس والجاذبية في الخطابة أشياء جوهرية لخلق الشخصية المحبوبة والمؤثرة. ومن أجل ذلك يسعى الكثير من الكوريين اليوم لتعلم تلك القدرات.



كثيرون هم الذين يجدون صعوبة في نطق بعض الحروف ويعانون من مشكلات تتعلق بالنًطق والحديث. يجد الكثيرون صعوبة في إيجاد الوظيفة المناسبة أو دخول الجامعة المطلوبة بسبب ما يعانون من تعثّر ومشكلات في الحديث والتعبير عن النفس والارتباك والخجل خاصة عند المعاينات أو المقابلات الشخصية التي تحدد معايير القبول والصلاحية.
القدرة على التخاطب والتواصل هي مهارات يحتاج لها الجميع في حياتنا اليوم. التحدث بلباقة وثقة بالنفس هي أشياء تعطي المتحدث قبولا اجتماعيا وجاذبية شخصية. كلها أشياء تجعل حياتنا أجمل وأفضل وأسهل.
الكلام هو خاصية بشرية فريدة يتميز بها البشر وحدهم. ربما تستطيع بعض الحيوانات التواصل فيما بينها ومع الآخرين بطريقتها الخاصة دون كلمات معبّرة من خلال حركات أو أصوات معينة. كلمات مثل "منتدى " أو "ندوة" التي تستعمل الآن لوصف أي لقاء أو تجمع أو حوار أو نقاش هي في الأصل مشتقة من كلمة رومانية قديمة تعني شيئا مثل فضاء أو ساحة للتجمع في وسط المدينة. الحضارة البشرية نفسها نشأت وتكونت من مثل تلك اللقاءات والتجمعات التي يدور فيها أي شكل من أشكال الحوار والنقاش. لكن في العصر الحديث ومع تطور وسائل الاتصال الرقمية والإلكترونية مثل شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع والمدونات والصفحات الإلكترونية صارت اللقاءات والتجمعات الشخصية المباشرة هي الأكثر ندرة. صار من الطبيعي أن ترى عشرات الأشخاص وهم يجلسون متجاورين في ساحات أو وسائل نقل غير أن كل واحد منهم يكون منهمكا لوحده مع هاتفه الذكي أو جهازه الإلكتروني المحمول ومستغرقا من على البعد مع جماعات من الآخرين في نقاش أو حوار أو أي شكل من أشكال الأخذ والرد دون أن يلتفت لمن يجلس جواره.

الناس يتفاعلون مع بعضهم البعض عبر الفضاء الإلكتروني بسهولة وسلاسة من خلال المداخلات والتعليقات المكتوبة والصور والبوستات، لكنهم لا يمارسون ولا حتى يكترثون للتحادث المباشر وجها لوجه مع الآخرين ولا حتى مع أفراد عائلاتهم القريبين أحيانا. وبسبب انغماسهم في مثل ذلك النوع من الحياة الاجتماعية اليومية الافتراضية فقد صاروا يفتقرون للقدرات على التواصل المباشر في الحياة الاجتماعية الحقيقية المباشرة. لذا فإن الكثيرين يجدون مشاكل حقيقية عندما يُواجهون بضرورة المشاركة في أي مناسبة أو تجمع طبيعي يستدعي مشاركة شخصية حقيقية مباشرة مثل المعاينات أو المقابلات الشخصية الخاصة بالجامعات أو الوظائف أو المناقشات داخل منتديات الحضور والفصول المدرسية أو عند المطالبة بتقديم أوراق عمل أو التعبير الشفهي عن أفكار أو وجهات نظر. كل هذه المشكلات حدت بالبعض للمساعدة الخارجية المتخصصة.
المهارات الكلامية اليوم صارت مصدر نجاح واسع اليوم. القدرة على التحدث بشكل جذاب وبليغ ومعبّر صارت من الأمور التي تفتح الكثير من الأبواب المغلقة وحتى القلوب المغلقة أحيانا. لا يستطيع الشخص أن يتحول إلى متحدث ماهر بين ليلة وضحاها إذ أنها مهارات تحتاج لتعلّم وتدريب وبناء ثقة بالنفس.

وعدم الشعور بالأمان هي مشكلة يمكن القضاء عليها بالتدريب المناسب. وهذا هو سبب تدافع الكثيرين هذه الأيام للمؤسسات الأكاديمية المتخصصة.
تستغرق الفترة التدريبية في أكاديمية علوم الكلام مثلا شهرين. يبدأ التدريب بدروس التنفس ثم تصحيح اللكنة ثم تطوير التعبيرات اللفظية وكيفية التحكم في تعبيرات الوجه المصاحبة للكلام.
وهناك مؤسسة تعليم كلام خاصة بأطفال المدارس الأولية ويتم تدريب هؤلاء الأطفال بنفس الوسيلة التي يتم بها تدريب الكبار.
وبعد انتهاء الدورة التدريبية المحدد يقوم التلاميذ الصغار واحدا تلو الآخر بتقديم أنفسهم.
أهم أسباب إلحاق الأطفال بمثل هذه الدورات هو غرس وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتعليمهم أسس النطق الصحيح والفصيح. الأطفال في بداية المرحلة الدراسية قد يتعرضون للخوف أو التخويف والترهيب من قبل الآخرين إذا بدت شخصياتهم مرتبكة أو منزوية أو عاجزة عن التعبير. لهذا لا بد من تقويم وتصحيح هذه الناحية.



الآباء والأمهات يصبحون سعداء عندما يتابعون ما يطرأ على أطفالهم من تحسن في شكل مزيد من الثقة بالنفس ومزيد من الانفتاح. الأطفال الأكبر سنا قد يحتاجون لمهارات جديدة مثل القدرة على الخطابة وتنمية الشخصية القيادية.
من أجل أداء جيد في المعاينات أو المقابلات الشخصية العملية والمدرسية. ومن أجل عقد صداقات صحية ومعافاة. ومن أجل اكتساب صفات وشخصية قيادية. ومن أجل أهداف مختلفة ومتنوعة فإن المؤسسات الأكاديمية والتعليمية الخاصة بتنمية المواهب والمهارات، وتجاوز المشاكل ونواحي القصور الخاصة بالكلام والتحدث والتعبير عن الذات، والتواصل الاجتماعي السليم، وتبادل الآراء وتقديم الحجج والأدلة والبراهين، وغرس وبناء الثقة بالنفس، وتعلم أسس البلاغة واللياقة والأدب الاجتماعي والخطابة والجاذبية الشخصية. من أجل كل هذا وأكثر فقد تكون المؤسسات التعليمية والتدريبية لأصول الكلام والحديث والتواصل هي الوسيلة الناجعة والمفيدة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;