في يوم من الايام كان هناك ابن بار و كريم اسمه (هونغ) . وكان يعيش مع امه العجوز و زوجته الحبيبة في بيت صغير في القرية الصغيرة أسفل سفح الجبل حيث الطبيعة الجميلة و الهواء العليل الهواء النقي والشمس المشرقة وصوت الطيور في الصباح . و كانت الاسرة رغم فقرها تعيش سعيدة و راضية . و لكن ذات يوم تعبت الام العجوز و اشتد بها المرض فحاول الابن و زوجته علاجها بكل الطرق الشرقية و العقاقير المعروفة, و احضروا لها الأطباء من كل مكان في القرية . و لكن مرض الام ما لبث ان زاد و اشتد سعالها و اصبح الابن حزينا لا يدري ماذا يفعل ليخفف عناء امه.فقد زارها كثير من حكماء القرية و حاولوا كل ما يملكون من معرفة في علوم الطب كي يساعدونها على الشفاء دون اي نتيجة ايجابية.

و ذات يوم دق الباب ففتحت الزوجة و وجدت أمامها كاهن بوذي من المعبد اتي سائلا احسانا . فأعطاه الزوج بعض من الأرز الذي لديهم و طلب منه ان يدعو لامه المريضة بالشفاء . فنظر الكاهن نظرة علي الام و كان عالم بعلوم الطب الشرقي. فقال لهم "هذه المريضة تحتاج ان تاكل حساء مائة حيوان جبلي لتشفي من مرضها" . و انصرف حتي قبل ان يستطيع الابن ان يسأله سوْال اخر .
***
و فكر الابن في نصيحة الكاهن و قرر ان يذهب الي الجبل لصيد الحيوانات ، فقد كان علي أتم استعداد لفعل اي شيء كي ينقذ امه الحبيبة . و اخذ يبحث عن اي حيوان كي يصيده و لكن كل حيوانات الجبل سريعة جداً فما يكاد ان يري حيوان حتي يفر هاربا قبل ان يتحرك الابن او حتي يفكر في الحركة. و بقي هذا الحال لايام طويلة، يذهب الي الجبل و يرجع خالي اليدين و لكنه لن ييأس . و ذات يوم و هو نائم يستريح تحت شجرة كبيرة في الجبل حلم باله الجبل يقول له " انت ابن بار و انا سأساعدك ، يجب ان تحفر تحت هذه الشجرة !" و بالفعل استيقظ الابن و حفر فوجد كتاب قديم فتحه و قرا اول صفحة منه فهبت الرياح و اهتزت الأشجار و تحول الرجل الي نمر ضخم ! فتعجب و أرتعد و قرا الصفحة الثانية فتحول الي رجل مرة اخري ! ففرح بقدرته العجيبة على التحول و سرعته الفائقة كنمر و من هنا بدا الابن في رحلته لصيد المائة حيوان جبلي.

في كل يوم يذهب الرجل الي الجبل و يتحول الي نمر و يصيد حيوانات كثيرة يحملها على ظهره ويعود بها الي البيت بعد ان يرجع الي شكله الأصلي كإنسان .
و لكن زوجته تعجبت من حاله ، كيف يستطيع ان يصطاد كل هذه الحيوانات الضخمة و هو مجرد رجل ضعيف ؟ ! فقررت ان تتبعه الي الجبل دون ان يشعرو اخذ تنتظر و تراقبه من بعيد. و عندما وصل الى مكان الشجرة في الغابة و بدا يحفر تحتها ليخرج الكتاب المسحور الذي يمكنه من التحول الي نمر ضخم, ازداد فضول الزوجة و تعجبها. و و انتابتها حالة من الذعر و الهلع ارتعشت بشدة عندما رأته يتحول الي نمر ضخم مخيف و ظنت ان زوجها مسّه السحر بسبب هذا الكتاب اللعين . و و انتظرت حتي انصرف زوجها الي رحلته لصيد حيوانات الجبل, ثم ذهبت الي مكان الكتاب واخته من مخبأه وأحرقته لانها لا تريد ان يصبح زوجها حيوان ضخم مخيف هكذا . و لكنها لم تفكر ان تنتظر حتي يرجع زوجها الي حالته الأصلية كإنسان !
و منذ ذلك الوقت و بقي الابن علي شكل نمر يجري في الجبل يصيد حيوانات طول حياته ! توتة توتة .