الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

زوجات الابناء الثلاثة و ثلاثة حبات الفول

2017-03-24

لقاء الجمعة

زوجات الابناء الثلاثة و ثلاثة حبات الفول
كان يا ما كان رجل عجوز غني جدا و حكيم و له من الاموال ما كثر ومن الاملاك مالا يعد و لا يحصي. و كان له ثلاثة من الابناء و زوجاتهم يعيشون معه في نفس البيت الكبير . وكانت زوجة الابن الكبير شديدة الطمع و الجشع فظنت انه من الطبيعي ان يترك العجوز كل امواله و ممتلكاته لزوجها لانه هو الابن الكبير و بالتالي من حقه ان ياخذ كل شيء بعد وفاة والده العجوز و رحيله عن الدنيا . فاطمأن قلبها ان الثروة و الاموال ستذهب اليها كلها في النهاية حتي تستطيع ان تستمتع بها و تصرف منها حيث شاءت .
اما زوجة الابن الاوسط فلم تكن اقل طمعا من زوجة الابن الكبير و كانت تنافق و تتملق ابو زوجها و تتظاهر امامه بالود و المحبة و الاحترام ظنا منها انه سيترك الثروة لزوجها و من ثم ستكون هي الاكثر غنا و مالا من الزوجات الأخريات .

ذات يوم، ناد الأب العجوز علي زوجات الابناء الثلاثة و طلبهم لاجتماع عاجل لانه يريد ان يعطيهم شيئا مهما. فأتت الزوجات ووقفن بين يدية و كلهن آذان صاغية لما سيقوله . و بدا حديثه قائلا " ساعطي لكل واحدة منكن شيء مهم تحتفظ به حتي ياتي اليوم الذي اطلبه فيه منها مرة اخري " و انهي حديثه بأن اخرج من جيبه تسع حبات فول . فاعطي لكل واحدة منهن ثلاث حبات . ثم امرهم بالانصراف .
اخذت زوجة الابن الاكبر الثلاث حبات و نظرت اليهم بكل خيبة امل و قالت في نفسها " ثلاث حبات فول ؟ اهذا كل شيء ؟ كنت اظنه سيعطيني كنزا او نقود كثيرة . ماذا افعل بهذه الحبات عديمة القيمة ؟" و بهذا رمتهم فاكلتهم الفئران .
اما زوجة الابن الاوسط و كانت سمينة فلم يكن رد فعلها مختلف عن الاولي . هي الاخري قالت " ثلاث حبات فول ؟ ياللخسارة ! ماذا افعل بهم و انا جائعة ؟ انهم لا يسدون جوع طائر صغير . ثم حمصتهم و اكلتهم في فم واحد .
اما زوجة الابن الاخير فقد كان رد فعلها مختلف جدا عن باقي الزوجات . فقد احتفظت بحبات الفول الثلاثة في علبة صغيرة و انتظرت حتي الربيع فزرعتهم في الحقل خلف البيت و نموا و في الخريف حصدت الكثير من حبوب الفول التي ملأت بها الجوارب ووضعتها في مخزن البيت

و بعد مرور بعض الوقت استدعي الجد العجوز الزوجات الثلاثة مرة اخري و سألهم عن حبات الفول التي اعطاها اياهم من قبل .
فانحنت زوجة الابن الاكبر في خجل قالت " انا اسف لقد تركتهم في مكان ما و يبدو ان الفأر اكلهم ." ثم سال زوجة الابن الاوسط فردت بنفس الدهشة و الخجل " لقد كنت جائعة فاكلتهم " . فنظر العجوز لزوجة الابن الاصغر و سألها " و انت ماذا فعلت بحبات الفول و اين هم ؟" . فقالت يا ابي ان حبوب الفول موجودة في مخزن البيت . ارجو ان تاتي معي كي تراهم بنفسك ان اردت . فضحكت باقي الزوجات و سخروا من بلاهة زوجة الابن الاصغر و قالوا " اتظنين انهم ما يزالوا موجودين هناك و لم يفسدوا او تاكلهم الفئران ؟ يا لك من امرأة ساذجة ! " و لكن سخريتهم انتهت بالاسف و الخجل عندما ذهبوا ووجدوا حقائب مليئة بحبوب الفول . و قالت زوجة الابن الصغير " يا ابي ، لقد زرعت حبات الفول و قمت برعايتهم حتي نموا و نبتوا حبوب كثيرة فحصدتهم و خزنتهم في خزانة البيت و انتظرت حتي تسالني عنهم " فأشرق وجه الرجل و سعد بما فعلت زوجة ابنه الاصغر و قال " لقد تعبت زوجة ابني الاصغر و حافظت علي الحبات و لكن زوجة ابني الكبير فلم تهتم و ضيعتهم اما زوجة ابني الاوسط فصفتها الطمع فلم تحافظ عليهم و اكلتهم . الان اعرف لمن ساترك ثروتي بعد رحيلي عن الدنيا . ساتركها لابني الاصغر لان زوجته سترعاها و تحافظ عليها و ربما تنميها ايضا و تحفظها من الضياع .

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;