كان ياما كان أخوان إثنان يعيشان مع بعضهم في بيت صغير فقير بعد أن فقدوا والديهم و هم صغار . كان الولدان يعملان في جمع الحطب وبيعه لكسب قوت العيش. و كانو فقراء جدا و عملهم لا يكفي إلا القليل فقط من حاجتهم. و في يوم من الايام جمعوا كثيرا من الحطب و ذهبوا لبيعه في السوق ، و بالفعل حصلوا علي قدر اكبر من المال . و كان الابن الصغير يحب الحيوانات كثيرا و خاصة الدجاج . و كان الاخ الاكبر يعرف ذلك ، فقرر أن يأخذ أخيه الصغير و يذهب الي سوق الدجاج كي يحقق له حلمه و يشتري له دجاجة .
و لكن حدث شيء لم يتوقعه الاخوان. كان سعر الدجاج كله اغلي بكثير من النقود التي جمعوها . فحزن الاخوان و لم يعرفا ماذا يفعلان، و لكن قبل أن يتركا السوق نادي عليهم التاجر و قال " يا أولاد ، كم معكم من النقود ؟ " فأخرج الابن الصغير صرة نقوده و فرغها امام التاجر . فعطف التاجر عليهم و قال لهم " ما رايكم بهذه الدجاجة الصغيرة بدلا عن نقودكم ؟ " و كانت الدجاجة نحيفة و تبدو مريضة . فتردد الاخ الأكبر و لكن الأخ الصغير أحب الدجاجة ووافق علي الفور . فأخذوا الدجاجة معهم وذهبوا الي البيت .

و في صباح اليوم التالي ، استيقظ الاخوان ليجدا شيئا عجيبا . فقد كانت الدجاجة ترقد علي عش مليء بالبيض الذهبي ، يبدو انها وضعت هذا البيض في الليلة الماضية و حدث نفس الشيء في الليلة التالية و الليلة التي تليها. و كان الاطفال في قمة سعادتهم بالدجاجة الذهبية .

و كان لهم جارة عجوز تعيش في بيت قريب من بيتهم و تربي كثيرا من الدجاج . و في صباح يوم من الايام مرت العجوز ببيت الطفلين و رأتهم يحملون شيئا لامعا من عش الدجاجة ، فعرفت علي الفور انها بيضة ذهبية . و رجعت الي بيتها و قد غلبها الطمع و الحقد علي الطفلين "كيف لهم بهذه الدجاجة العجيبة التي تبيض الذهب ؟ لابد ان احصل عليها لنفسي ، انا من يستحقها " و فكرت في حيلة كي تستولي علي الدجاجة . و في الصباح التالي هاجمت بيت الطفلين و صرخت بأعلي صوتها " ايها السارقان ! كيف لكم ان تسرقوا دجاجتي الحبيبة . ارجعوا الي الدجاجة حالا و إلا ذهبت الي القاضي و طلبت وضعكم في السجن " و تجمع أهل القرية علي صوتها و صدقوا روايتها ، حيث انهم يعرفون انها تربي كثيرا من الدجاج و ان الاطفال فقراء لا يستطيعون شراء دجاجة . فلم يستطيع الطفلين فعل أي شيء و هم يرون العجوزة تاخذ دجاجتهم منهم .

لكن المراة العجوز لم تقنع فقط بالدجاجة و انما فكرت بأن تعطيها كهدية للملك لعله يقبلها منها و يكون راضي عنها فيمنحها مكانة اجتماعية عالية . و بالفعل ذهبت الي القصر و طلبت مقابلة الملك و حين وقفت امامه قالت " يا جلالة الملك العظيم ، هذه الدجاجة تبيض الذهب ، فهل تقبلها هدية مني ؟ " فشعر الملك و اتباعه بالفضول و قرروا قبول الهدية و لكن الدجاجة هربت و أسرعت تجري هنا و هناك في حجرات القصر و في النهاية حين تمكنوا من القبض عليها ، وضعت بيضة و لكنها لم تكن بيضة ذهبية بل لم تكن حتي بيضة عادية و انما بيضة فاسدة ذو رائحة كريهة . غضب الملك غضبا شديدا و أمر حراسة بمعاقبة العجوز التي اسرعت بالاعتراف ان هذه الدجاجة ليست دجاجتها و إنما هي دجاجة الطفلين الفقيرين الذين يعيشان في البيت المجاور لبيتها.

ارسل الملك في طلب الأخوين و حينما وصلا الي القصر تغير حال الدجاجة و اصبحت هادئة بل انها ايضا وضعت بيضة ذهبية ! و هنا ادرك الملك ان الدجاجة هي هدية من السماء للولدين الفقيرين جزاء لهم علي عملهم الشاق و علي امانتهم رغم فقرهم الشديد . و قرر أن يعيد الدجاجة لهم كي تكون في رعايتهم. و منذ ذلك الوقت و الدجاجة تعيش مع الطفلين الذين يقوما برعايتها و في المقابل هي تعطيهم البيض الذهبي . و نتعلم من هذه القصة انه يجب علينا القناعة بما رزقنا به و أن الطمع قل ما جمع .و نتمني ان تكونوا فد سعدتم معنا مرة أخرى من برنامجكم حكايات كورية اعداد و تقديم حسن عبده . اخراج لؤلؤة ( بي جونغ اوك )