الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الأواني المكسورة

2017-05-05

لقاء الجمعة

الأواني المكسورة
كان يا ما كان رجل عجوز لطيف و حكيم. و كان من الرجال الأغنياء و سادة القوم ، عنده بيت كبير و خدم و حشم. كانت لديه نقود كثيرة و ممتلكات عديدة . و لكن من بين هذه الأشياء العديدة التي يملكها, كان عنده إنائين جميلين من السيراميك ذات الوان رائعة . كان يحب هذين الإنائين كثيرا و دائما يشعان بريقا لأنه داءما يحافظ عليهم و يقوم بتنظيفهم و نفض الغبار عنهم .حتي أنه وضعهم في غرفة نومة علي المائدة بجانب السرير حتي يستمتع برؤيتهم المستمرة و حتي يطمئن أنه لا أحد يكسرهم أو يسرقهم منه.
.
و ذات يوم خرج الرجل إلى العمل, وأثناء غيابة دخلت الخادمة العجوز كي تنظف غرفته و ترتب الاشياء فيها و بدات بوضع الماء علي الارض و تنظيفه بقطعة من القماش و لكنها تعثرت و فقدت إتزانها و ترنحت ,و لكنها قبل أن تقع علي الارض مدت يدها بشكل تلقائي و دفعت واحدا من الانائين فطار في الهواء و نزل علي الارض .و ما أن إرتطم بالأرض حتي تحول إلى كومة من الحطام المتناثرة في كل مكان بالغرفة . و هنا أدركت الخادمة العجوز انها هالكة لا محالة . فهي تعرف كم يحب سيدها و يعتز بهذين الانائين غاليا الثمن. و كم أنهم بالنسبة له أهم منها و من كل الخدم في البيت . فأخذت تبكي و تعوي و تندب سوء حظها و قلة حيلتها و تلوم نفسها انها حتي فكرت في الاقتراب من هذين الانائين .

و هنا سمعتها سيدة البيت و زوجة العجوز و كانت عطوفة رقيقة القلب. بعد أن دخلت الغرفة و علمت بسبب بكاء الخادمة و كيف أنها كسرت أحد الإنائين بالخطأ و أنها تبكي خشية عقاب سيدها لدي عودته الي البيت . و هنا قالت الزوجة " لا تحزني ، دعيني أنا اتكلم معه و أهتم بالأمر . لا تقلقي ، سيكون كل شيء علي ما يرام " و لكن الزوجة أيضا تعلم كم يحب زوجها هذين الانائين و كم سيكون غاضبا عندما يرجع الي البيت و يعرف ما حدث

و عندما عاد الرجل و دخل غرفته فلم يجد الا إناء واحد فقط و لا يوجد اي اثر للإناء الأخر . فنادي علي زوجته و سألها ، فردت الزوجة مرتعدة من الخوف " انا آسفة جدا يا زوجي الحبيب و لكني كنت انظف العرفة فوقع الإناء و إنكسر بالخطأ فأرجو منك أن تسامحني ." فجن جنون الرجل و غضب غضبا شديدا و إنهال علي زوجته بالاهانة و السب لإهمالها. و فجاة دخلت الخادمة العجوز و ركعت امام الرجل و إعترفت انها هي من كسرت الإناء السيراميك الثمين عن طريق الخطأ و إنها مستعدة لتلقي اي عقاب لان سيدتها بريئة و الخطأ خطأها وحدها . الا أن هذا لم يهدأ من ثورة الرجل و غضبة الشديد بل ازداد انفعاله و غضبه و أخذ يجوب الغرفة هنا و هناك دون وعي و فجاة توقفت كل الأصوات في الغرفة إلا صوتا واحدا ، و هو صوت إنفجار الإناء الثاني بعد أن حملته و الخادمة العجوز و رطمته بالأرض بكل ما فيها من قوة جعلته فتاتا متناثرة في جميع أرجاء الغرفة. و عندما نظر إليها الرجل العجوز و زوجته إنهالت بكاءا قائلة " أنا أعرف انني هالكة لا محالة بسبب الإناء الاول و لهذا لا أريد أن يقع أحد في المستقبل في نفس خطأي و من ثم ينال عقابا شديدا علي نفس جريمتي . سأموت مرة واحدة سواء أكسرت إناء واحد ام إنائين أم عشرة "، طالما أن الإناء أهم و أغلي من الإنسان
و هنا أدرك الرجل انه مخطأ في ظنه أن الإناء أوأي شيء مهما بلغت قيمته فلا يبلغ قيمة الإنسان . فالإنسان هو أعز و أغلي مخلوقات الله في الارض.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;