كان يا ما كان ثعلب عجوز جوعان يمشي في الغابة يبحث عن أي طعام فرأى أمامه طائر سمان صغير فأسرع وانقض عليه و أمسك به تحت قدمية و قال " يا للحظ السعيد ! أنا حقا جائع و انت أيها الطائر التعس ستكون غذاءي اليوم . و لكن السمان فكر بسرعة و قال " سيدي الثعلب الذكي . أنا طائر صغير و لا أظن أنه يمكنني أن أملئ معدتك الكبيرة اذا اكلتني الأن ، و لكن اذا تركتني فسأحضر لك شيء أكبر و ألذ كي تأكله . صدقني و لن تندم " فكر الثعلب و اقتنع بكلام السمان فتركه
ذهب السمان يطير هنا و هناك حتى رأى امرأة عجوز تحمل سلة مملوءة بالطعام و تمشي في طريقها إلي الحقل لتعطي الطعام لزوجها، فهبط السمان امامها و ظل يتمختر يمينا و يسارا فحاولت العجوز أن تمسك به بيد واحدة و اليد الاخرى تمسك بسلة الطعام لكنها لم تستطع فوضعت السلة و مشت خلف السمان كي تحاول أن تمسك به و هنا أتى الثعلب و أكل كل الطعام الموجود بالسلة . و شعر بالشبع و الرضا أنه وثق بالسمان الذي أحضر له هذه الوليمة من الطعام اللذيذ.
رجع السمان إلي الثعلب و قال له " ما رأيك ؟ هل أعجبك الطعام ؟ أكلت و شبعت ؟ تعالي يا صديقي سأريك شيئا ! " أسرع الثعلب خلف السمان و عندما وصلوا إلي مخرج الغابة رأى السمان اثنين من الباعة الجائلين يحملان الجرار علي ظهريهما و يمشي أحدهما خلف الآخر ، هبط السمان ووقف علي الجرة التي يحملها الرجل الأمامي علي ظهره فرآه الرجل الخلفي و كان يمسك بعصا فحاول أن يضرب السمان بالعصا كي يطير بعيدا عن الجرار و لكن السمان طار بسرعة فسقطت العصا علي الجرة فكسرتها . التفت الرجل الأمامي و هو غاضب ظنا منه أن رفيقة قد كسر جرته عن قصد فرفع عصاه و كسر بها جرة الرجل الخلفي و بدا الرجلان في الشجار و العراك و شاهد الثعلب كل هذا و هو لا يستطيع أن يتمالك نفسه من شدة الضحك و مما فعله السمان بالرجلين و الجرار.
و هنا رجع السمان و قال للثعلب " هل تريد الان أن ترى شيء يجعلك تبكي ؟ " وافق الثعلب علي الفور و تبع السمان الذي امره أن يحفر حفرة عميقة و أن يدفن نفسه فيها حتي لا يظهر منه إلا أنفه. و بالفعل فعل الثعلب و دفن نفسه كما قال السمان . و انتظروا حتي مر بهم أحد الرجال فطار السمان ووقف علي أنف الثعلب المدفون فحاول الرجل أن يضرب السمان بعصا كي يمسك به إلا إنه طار بسرعة و في الوقت المناسب فنزلت العصا علي أنف الثعلب فبكي بشدة من الألم. .
و هنا رجع إليه السمان و قال " ألم أقل لك أنك ستبكي ؟! " غضب الثعلب غضبا شديدا و قرر أن يمسك السمان و ينتقم منه . فأسرع و أمسك بالطائر بين أسنانه لكن السمان صرخ و قال " أرجوك ، أنا اعرف أنني أخطأت و أستحق العقاب ، و لكن عندي طلب أخير و هو أن أرى أمي قبل أن أموت . فهل يمكن أن تنادي عليها و تقول يا أمااااه ~! " فتح الثعلب فمه لينادي فهرب السمان و لكن الثعلب أدرك بسرعة فحاول أن يمسك بالسمان و لكنه امسك بذيله و طار السمان بعد أن أخرج فضلاته على فم الثعلب من شده الفزع . ومنذ ذلك الوقت وذيل السمان قصير و الفرو الذي يغطي فم الثعلب أبيض.