في عصر مملكة جوسن كان الموظفين الحكوميين المعروفين بالصدق و الأمانة و النزاهة يطلق عليهم لقب" صاحب الايدي النظيفة أو صاحب الامانة الصارمة ". و يسجل التاريخ حوالي مئة و خمسون منهم خلال مدة الخمسة قرون التي حكمت فيها مملكة جوسن شبه الجزيرة الكورية.
كان هناك مسؤولا بارزا ووزيرا في مجلس الدولة في عهد مملكة الملك سيجونغ العظيم ، وكان اسمه الوزير" يوكوان" .و رغم شأنه الرفيع و مكانته البارزة إلا انه عاش في بيت متواضع قديم ، سقفه مصنوع من القش و الحطب. و كان الوزير نفسه يلبس ملابس متواضعه و حتي باليه فلا تستطيع تفرقته عن عامل أو مزارع فقير. و يقال ايضا انه كان يذهب إلى عمله سيرا على الاقدام يركن علي عصاه رغم انه كان مسموح له بكرسي فخم يحمله العبيد . و كان يزرع الخضار و الفاكهة التي يحتاجها للطعام في فناء بيته. قصة اليوم تحكي لنا مدي التواضع و النزاهة التي كان يتمتع بها هذا الرجل .

في يوم ما من أيام الصيف الممطرة جلس الوزير يوكوان في غرفته يقرأ كتابه فنزلت قطرة ماء على صفحة كتابه و تركت بقعة كبيرة. رفع السيد يوكوان رأسه ناظرا إلي سقف غرفته فوجد الماء يتسرب من السقف و يتساقط على رأسه قطرة بعد الاخرى . فتح نافذة الغرفة ليرى أن السماء بدأت تمطر بغزارة و أن بيته قديم جدا و رث و أن سقف البيت االمصنوع من القش لا يستطيع عزل الماء و منعه من التسرب إلى الداخل . كان وحده في المنزل في حين ذهبت زوجته إلى السوق في ذلك الوقت . بدأ يجوب الغرفة و هو في حالة ارتباك كاملة لا يعرف ماذا يجب فعله حتى وقعت عينيه بالصدفة على مظلة قديمة علي الرف. صفع ركبته و ابتسم في حالة من الرضا و السعادة.

بعد قليل، عادت زوجته من السوق و عندما فتحت باب غرفة زوجها أصابتها الدهشة الشديدة من مشهده وهو يقرأ الكتاب و يحمل المظلة فوق رأسه لتحميه من المطر المتساقط من سقف الغرفة و قالت " يا الله ما هذا ؟ " رد السيد يو والابتسامة لا تزال على وجهه " كما ترين ، أنا أقرأ تحت المظلة !" ابتسمت الزوجة و لم تزد من القول شيئا . فهي تعرف زوجها جيدا . جلست إلى جانبه و فتحت مظلتها هي الأخرى . قال السيد يو " كم نحن محظوظون أن لدينا مظلات . ماذا عن فقراء الشعب الذين لا يملكون مثل هذه المظلات و كيف يواجهون صعوبات الحياة في يوم ممطر مثل هذا ؟" رفعت الزوجة رأسها و نظرت في حب و عطف واحترام إلى زوجها الذي يفكر في الأخرين و يقلق عليهم في هذا الوقت الذي يجب أن يهتم فيه بنفسه و مواجهة صعوبات حياته الشخصية . ردت الزوجة " لا تقلق ، فلابد أن لديهم حلول أخرى لمواجهة صعوبات الحياة " و لم تتطرق و تقول له أن الآخرين ربما لديهم بيوت أكبر و لها سقف قادر على تحمل المطر و تغيرات الجو . فهم حتى لا يحتاجون إلى مظلة "
انتشرت الشائعات و الروايات حول الوزير يوكوان و مظلته و أطلق عليه العامة اسم " وزير المظلة " . و عندما توفي الوزير أعرب الملك سيجونغ العظيم عن أسفه على وفاة المسؤول الشريف صاحب الأيدي النظيفة ولبس الملابس البيضاء تعبيرا عن تعازيه .