الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

قرية البخلاء

2017-08-11

لقاء الجمعة

قرية البخلاء
كان يا ما كان في قديم الزمان قرية صغيرة و كل سكانها بخلاء ، لا يقرضون احدا من مالهم أو أشيائهم . لا يساعد فيها أحد احد دون مقابل أو منفعة . لا ينفقون المال علي أي شيء أو لأي سبب إلا في مناسبات قليلة و للضرورة القصوى . فعلى سبيل المثال، عندما ذهب احد الجيران إلى جارة كي يستعير منه فأسا ، رفض الجار رفضا صريحا لطلب جاره قائلا بكل وضوح " لا لا أستطيع أن اقرضك فأسي كي تستخدمه في زراعتك و من ثم يصبح قديم و مستعمل أو من الممكن ان ينكسر و لا أستطيع استخدامه بعد ذلك ، لا لن أعطيك فأسي . " من الطبيعي ان نظن أن الجار الذي أتى لاستعارة الفأس شعر بالحرج أو الخجل لكن هذا لم يحدث . على العكس رد بكل هدوء " أفهم موقفك و أوافقك الرأي. في الحقيقة أن هذا الجار عنده فأسه الخاصة به لكنه خبأها في البداية و أراد أن يستعير فأس جاره ليستعملها و يوفر فأسه الجديدة . و لكن الأن لا يوجد لديه أي خيار إلا أن يخرجها و يستخدمها ~!

و لكن حكاية هذا الرجل و بخله لا تقارن مع حكاية عائلة أخرى من نفس القرية . عندما يعلن عن إقامة أي حفل في القرية كان أفراد هذه الأسرة يصومون عن الطعام و الشراب لعدة أيام و يتضورون جوعا قبل الحفل بعدة أيام من أجل الذهاب الحفل و التهام كل ما يشتهون من الطعام . فيأكلون ما يسد جوعهم و أكثر أضعافا مضاعفة تكفيهم لعدة أيام أخرى بعد الحفل . و ذلك حتى لا ينفقون نقودهم في شراء الطعام.

و كانت تعيش في نفس القرية سيدة أخرى. في يوم ما أرادت أن توقد نار الموقد في بيتها. و لكن لم يكن لديها أي شيء تستخدمه لإشعال النار ، و حتى لو كان لديها فهي لا تريد أن تحرق شيئا من أشياءها . سمعت المرأة ضجة كبيرة خارج بيتها فخرجت لترى ماذا حدث . وجدت الناس يتجمعون حول بيت جارهم الذي اندلع به حريق هائل فاحترق المنزل بكل ما فيه من امتعة و أثاث . و كان صاحب المنزل يقف و يبكي على ما ألم به من مصيبة في بيته و ممتلكاته . اقتربت منه المرأة العجوز و سألته عما اذا كان يمكنها أن تأخذ بعض الأثاث المحترق كي توقد النار في بيتها ؟ صرخ الرجل في وجهها و قال " تقولين أنك تريدين بعض ممتلكاتي المحترقة ؟ ألا تعقلين ؟ تذهب عن وجهي و لا ترجعي إلى هنا مرة أخرى أيها العجوز الخرفة . اندهشت العجوز من رد الرطل و رجعت للخلف و هي تتذمر و تشكو " أي جار هذا الذي لا يريد أن يشارك جيرانه بقليل من النار و بيته كله يحترق ؟ و الله لن أعطيه أي من ناري لو كان عندي نار ~"

و في حكاية أخرى ، كان يسير رجلا و ابنه في طريق بجانب النهر فتعثر الرجل و سقط في الماء و هو لا يستطيع السباحة . أخذ يصرخ و يصيح بأعلى صوته " أنقذوني ! اغيثوني ! و كان ابنه ايضا لا يستطيع السباحة . فرأى احد المارة فنادى عليه و قال أرجوك انقذ أبي ، إنه يغرق . فرد الرجل و قال سآخذ عشرة دنانير مقابل إنقاذه ~ . لان ملابسي ستكون مبتلة بعد خرجي من الماء . معظم الناس لن تهتم بالسعر و ستوافق على أي شيء لإنقاذ الرجل لكن الإبن بدأ يفاوض الرجل على السعر و قال له " عشرة مبلغ كبير ، ماذا عن سبعة دنانير ؟ " سمعه أباه الذي يغرق في الماء فنادى بأعلى صوته و هو يصارع مياه النهر " أيها الولد التعس ، أنت تبدد النقود مثل الأحمق ، خمسة دنانير تكفي ! "

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;