هذه الحكاية تحكي لنا عن أصل بحيرة " كالديرا تشونجي على قمة جبل " بيكدوسان " .هذا الجبل له اهمية رمزية كبيرة جدا بالنسبة للكوريين باعتباره أعلى جبل في موجود في شبه الجزيرة الكورية. فهو بمثابة جبل مقدس بالنسبة للشعب الكوري مما جعله مصدر الهام لكثير من الأساطير و الحكايات الشعبية الكورية . و حكاية اليوم هي واحدة من تلك الأساطير العديدة ذات الصلة بهذا الجبل المعروف.

كان ياما كان، في قديم الزمان . عاش تنين أسود علي قمة عالية في الجبل. و كان التنين الشرير الذي طرد من السماء بسبب ذنب عظيم اقترفه و أدى إلى عقابه و نزوله إلى الأرض لا يتمنع عن أذى و مضايقة أهالي القرية الجبلية .حتى انه طلب منهم أن يبنوا له قصرا عظيما علي قمة الجبل و أن يقدموا له القرابين من هدايا و كنوز و إلا أنزل عليهم شره و انتقامه الشرس. و لم يجرء احد من اهالي القرية على معارضته و سعوا بكل الطرق لإرضائه .و لكن التنين لم يقف شره عند هذا الحد ، حتى أنه طلب منهم أن يقدموا له الضحايا من أبناءهم و بناتهم. و لكن أهالي القرية لم يستجيبوا لأوامره هذه المرة ، فهم لا يستطيعون تحمل رؤية أطفالهم يموتون أمام أعينهم.
غضب التنين و ثار و أحضر تلة كبيرة و ألقى بها في مجرى النهر فأوقفت تدفق المياه في النهر و بعض الجداول القريبة ، مما تسبب في جفاف الآبار و الحقول و بدأت الأشجار و النباتات و المحاصيل تذبل و تموت . حتة ماء الشرب قل و لم يعد متاح. قام أهل القرية بالصلاة و الدعاء حتر ينزل المطر و تزول غمة التنين الأسود الشرير.

و بعد مرور مائة يوم نزل التنين الأزرق من السماء، كما لو أن الله استجاب لدعواتهم. صرخ التنين الأزرق بصوت الرعد و قال " ايها التنين الأسود ، لقد ارتكبت خطية في السماء و بسببها نزلت إلى الأرض و لكنك لم تتعظ ومازالت تمضي في مضايقة الابرياء "
صاح التنين الأسود و قال " أنا ملك هذه الأرض. سأقتل أي شخص هنا يعارضني أو يفكر أن يتحداني ".و بهذه الكلمات أخرج من فمه شعلة من اللهب أحرقت المنازل و الأشجار . و لكن التنين الأزرق جعل السماء تمطر بسرعة فأخمد الحريق .
واصل التنينان القتال بشراسة ضد بعضهما البعض ، و استمر القتال الناري لعدة أيام . حتى استنفذت كل قواهم ووقعوا علي الأرض . و كان التنين الأزرق أول من استجمع قواه وتمكن من النهوض مرة أخرى بعد أن سمع هتافات الناس و تشجيعهم له. و بكل ما لديه من قوة مادي علي البرق أن ينزل على التنين الأسود و ينهيه بلا رجعه.

بعد ذلك خلق التنين الأزرق بحيرة كبيرة و جميلة مكان القصر الذي عاش فيه التنين الأسود علي قمة الجبل و عاش أهل القرية في سعادة و هناء يشربون من مياه البحيرة البارد النظيف و منذ ذلك اليوم و جداول الماء و الانهار لم تجف و لم تنضب مياهها. و أطلقوا على هذه البحيرة اسم " تشيونجي " بمعني بحيرة السماء و تقول الأسطورة أن الناس رأوا التنين الأزرق يحلق فوق سماء البحيرة من وقت لآخر .