الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

السيدة العجوز اللطيفة و العفريت

2017-09-08

لقاء الجمعة

السيدة العجوز اللطيفة و العفريت
كان ياما كان، في قديم الزمان عاشت امرأتان عجوزتان في قرية جبلة صغيرة. و كانت أحدهما لطيفة رقيقة القلب حنونة ، لكن عينها بلت و نظرها ضعف مع تقدمها في السن ، أما الاخرى فقد كانت شريرة ، قاسية القلب ، حقودة و رغم انها ايضا عجوزة الا أنها كانت تملك صحة جيدة و بصر حاد . كانت الحقود دائما ما تشاكس جارتها و تقوم بخداعها لتضحك عليها مستغلة ضعف بصرها . كأن تعطيها حجر مثلا و تقول لها أنه ثمرة بطاطس. كما كانت تسرق الحطب من بيتها و هي متأكدة أنها لن تعرف ابدا .

و في يوم من الايام ذهبت المرأتان معا لغسيل الملابس في وادي بعيد وسط الجبال. و فكرت العجوز الشريرة في فكرة لخداع جارتها الطيبة مرة اخرى. فطلبت منها أن تذهب و تحضر بعض الطعام من حقيبتها الموجودة تحت الشجرة. فذهبت المرأة بحسن نية كي تحضر الطعام كما قالت لها صديقتها. و لأنها كانت ضعيفة البصر فقد اصطدمت في طريقها ببعض الأشجار و تعثرت ثم قامت ثم تعثرت. كل هذا و العجوز الاخرى تشاهد و تستمتع بالمشهد.

ذهبت العجوز الطيبة و فقدن طريقها في الجبال و لم ترجع. فتركتها جارتها و رجعت وحدها الي القرية و لم تخبر احدا بما حدث. غابت الشمس و أتى الليل و لم تعرف العجوز ماذا تفعل فهي لا ترى الا ظلام الليل حتى في وضح النهار . جلست تحت شجرة لتستريح . و هنا ظهر أمامها عفريت قبيح الشكل له قرون في رأسه، لم يره أحد الا و هلع من منظره القبيح و جرى خوفا منه و لكنه في الحقيقة كان عفريت جبان يخاف من ابسط الأشياء و أضعفها . تعجب العفريت من أمر المرأة التي تجلس أمامه و لا تخاف منه فاقترب منها و قال " ماذا بك ؟ كيف تنظري الي و لا تخافي او تهربي مثل الاخرين ؟ " ردت المرأة بكل هدوء و قالت له " ان نظري ضعيف و لا استطيع أن أرى بوضوح و لهذا لا أخاف من أي شيء " اندهش العفريت و قال " عينيك رائعتان ! يجعلانك لا تخافي من أي اشيء ~! لماذا لا تبادليني عينك و تأخذي عيني و سأعطيك ايضا كنوز كثيرة ؟ " فوافقت العجوز . و على الفور لوح العفريت بعصاه السحرية فتبدلت عيناه بعين العجوز و ظهر أمامها صندوق ملئ بالجواهر.

رجعت العجوز الطيبة بجواهرها و نظرها الحاد الى القرية و انتشرت الشائعات حول حكايتها مع العفريت . سمعت العجوز الاخرى الشريرة بهذه الحكاية فذهبت الى الجبل و انتظرت العفريت تحت نفس الشجرة حتى يأتي المساء. و بعد فترة قصيرة ظهر العفريت يمشي ببطئ بجانب الشجرة فنادت عليه المرأة و قالت " ايها العفريت ! انا نظري ضعيف و لا اخاف من اي شيء ابدا ، اعطني كثير من الجواهر. " تحسس العفريت وجه المرأة و لان نظره ضعيف جدا فظنها نفس المرأة التي قابلها من قبل فقال لها " انت . بسببك انت و عينيك لا استطيع ان أرى أي شيء طريق و أصبحت أخاف حتى من الأصوات . اعطني عيناي ~! و قبل أن ترد المرأة بأي دفاع لوح العفريت بعصاه السحرية فتبدلت عيناه الضعيفتين بعيني المرأة حادة البصر. رجعت العجوز الشريرة الى القرية دون كنوز أو ذهب و عاشت بقية حياتها في ظلام العما بسبب شرها و طمعها .

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;