جبل سوراك علي طول الساحل الشرق لكوريا الجنوبية هو بلا شك واحد من أروع و أجمل الجبال في البلاد. يتميز هذا الجبل بمناظره الخلابة و مياه ينابيعه العذبة و المعابد الروحانية المنتشرة في أرجاءه المختلفة. و لكن هناك واحدة من أشهر المعالم السياحية في هذا الجبل ألا و هي "صخرة أولسان" التي تقع على أعلى نقطة في شمال الجبل. و هي محاطة بالمنحدرات الصاخبة و و ستة صخور رائعة من الجرانيت يبلغ محيطها حوالي أربعة كيلو مترات. و يمثل المنظر الطبيعي فوق هذه الصخور آية في الجمال و روعة الخالق في رسم صورة فريدة أبعد من أي وصف. و هنا يسأل المرء لماذا سميت هذه للصخرة باسم " أولسان " و هي مدينة تقع في جنوب. و للإجابة على هذا السؤال أحضرنا حكاية اليوم

كان ياما كان، منذ فترة طويلة جدا من الزمان. دعا خالق العالم جميع الصخور العظيمة المنتشرة في جميع أنحاء شبه الجزيرة الكورية إلى جبل " جيم-جانغ" على الساحل الشرقي حيث أراد أن يختار 12 ألف قمة رائعة لخلق الجبل الأكثر جمالا في العالم و على مر العصور .

على الساحل الجنوبي الشرقي في مدينة أولسان. سمعت صخرة ما هذه الأخبار ، و كانت الصخرة دائما فخورة بنفسها و لا شك أبدا أنها أجمل صخرة خلقت على مر العصور. و كانت الصخرة على يقين تام من أنها اذا انضمت لجبل جيم-جانغ، فإنها ستساهم في خلق الجبل الأكثر جمالا و روعة في العالم. فبدأت الصخرة رحلتها على الفور نحو الشمال. فهي لا تستطيع أن تنتظر أو تتريث كي تظهر جمالها و عظمتها أمام الصخور الأخرى. و لكنها كانت صخرة كبيرة جدا و تتحرك ببطئ و كانت الرحلة طويلة جدا و شاقة و ما لبثت الصخرة أن ندمت على انها تركت بيتها و مكانها الأصلي. و أثناء رحلتها توقفت في طريقها كي تستريح و تلفظ أنفاسها فنظرت حوالها فوجدت مكان رائع للجمال يطل على المحيط مباشرة فأسرها المنظر الخلاب فجلست و قررت أن تبقي هناك لفترة من الوقت. و بعد قليل من الايترخاء و التمتع بالمنظر الساحر بدأت الصخرة تستأنف رحلتها إلى الشمال مرة أخرى للوصول إلى وجهتها النهائية.

و بعد رحلة طويلة و شاقة ، وصلت الصخرة إلى جبل كيم جانغ و لكن لسوء الحظ وصلت في وقت متأخر جدا لذلك لم تتمكن من الإنضمام للجبل. و قال خالق العالم أنه قد اختار بالفعل ال 12 الف قمة التي كان يحتاجها و هذا يعني ان الصخور المتبقية عليها أن تعود إلى أماكنها الأصلية. شعرت صخرة أولسان بخيبة أمل رهيبة و لكن لم يوجد أمامها خيار الا العودة الى مسقط رأسها. ففكرت الصخرة في الجبل الجميل التي توقفت تستريح فيه في طريقها فقررت أن تذهب هناك مرة أخرى. و هذه المرة بدا لها الجبل أكثر سحرا و جمالا بصخوره الفاتنة. و لم يكن هذا المكان إلا جبل " سوراك " و الذي يعني " الصخور المغطاة بالثلوج " قررت الصخرة أن تبقى هناك كدى الحياة و على الرغم من أنها لم تستطع الانضمام إلى جبل جيم جانغ إلا انها كانت سعيدة للعثور على وطن جديد في جبل سوراك.