الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

العرفان بالجميل

2017-10-06

لقاء الجمعة

العرفان بالجميل
كان ياما كان، حطاب فقير يعيش مع أمه العجوز في قرية جبلية نائية. و ذات يوم ذهب الحطاب إلى الجبل و معه فأسه القديم لجمع بعض الحطب للوقود. و قضى النهار كله يقطع الأشجار و يرصها و يحزمها. عندما أوشكت الشمس على الغروب و بدأ لونها يتغير بين الحمرة و الصفرة . قرر الحطاب أم يحمل حزمته و يرجع بها إلى بيته. و في طريق عودته من الغابة وسط الأشجار الكثيفة سمع صوت صراع ممزوج بأنين مؤلم و صراخ شديد. اقترب الحطاب من مكان صدور الصوت ففجع من المنظر حتى أنه سقط على ظهره . رأى الحطاب أمامه نمرا ضخما مستلقيا على الأرض يتأوه من شدة الألم و فمه المفتوح مغطي بالدماء و يتدلى من حلقه شيء طويل و أبيض يبدو و كأنه عظمة حيوان ما افترسه النمر.
بسرعة و بدون تفكير شرع الحطاب في الجري و الهروب بعيدا عن هذا النمر تقوده فطرة الإنسان في الهروب من الخطر و التمسك بالحياة . و لكنه توقف فجأة حين التقت عيناه بعين النمر الحزينة المتألمة التي تبدو و كأنها تترجاه و تتوسل إليه أن يساعده و يخلصه من ألمه.
رجع الحطاب مرة أخرى و اقترب من النمر بحذر شديد و حيطة. و حينما تأكد من أن النمر لا حول له و لا قوة وضع يدية في فم النمر و رفق و قوة انتزع العظمة العالقة في فمه. و قبل أن يلتفت النمر و يلفظ نفس آخر . هرع الحطاب يجري بعيدا عن النمر حتى وصل إلى بيته و أغلق بابه خلفه. و هنا تذكر أنه ترك خلفه حزمة الحطب التي عمل من أجلها طيلة النهار. حمد الحطاب ربه على النجاة و خلد إلى النوم.
في الصباح فوجئ الحطاب بحزمة كبيرة من الحطب أمام بيته. و من ذلك اليوم و الحطاب يجد حزمة حطب أمام باب البيت كل صباح و في البداية كان حائرا لا يعرف من يحضر إليه كل ذلك الحطب حتى رأى نمر ضخم يحمل حزمة الحطب في فمه و يلقيها أمام الباب و لم يكن إلا ذلك النمر الذي ساعده الحطاب من قبل. و في يوم من الأيام سمع النمر أم الحطاب العجوز و هي تقول له " يا ولدي ، الأن و قد ربحت تجارة الحطب و عندنا ما يكفي من المال ، لماذا لا يبحث عن عروسة و تتزوج و تنجب لي حفيدا يسعد قلبي ؟ " في صباح اليوم التالي فوجئ الحطاب بشابة صغيرة مغشي عليها أمام باب بيته. حملها إلى البيت واعتنى بها و أمه حتى تعافت و حكت لهم قصتها و أنها بنت رجل غني في القرية المجاورة و أن نمر ضخم هاجم بيتهم و خطفها.
أخذها الحطاب إلى بيت أبيها و حكى لهم قصته مع النمر. عجب الأب من القصة و قال " أظن أن النمر سمع أمنية أمك العجوز و أظن أنك و بنتي مقدر لكما أن تصبحا زوجين. و أنا أباركم و أبارك هذا الزواج. و عاش الزوجان في سعادة و هناء بفضل النمر الممتن الذي حفظ الجميل.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;