الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

البنت و الكلب الوفي

2017-12-29

لقاء الجمعة

البنت و الكلب الوفي
كان ياما كان ، تعيش بنت صغيرة مع أمها في قرية بعيدة نائية . ولسوء الحظ كانت الأم مريضة ، و ظلت تعاني من سقم المرض لفترة طويلة. حتى انها لم تبارح الفراش . و لهذا فلم تستطع الذهاب إلى العمل . و كان على البنت الصغيرة أن ترعى أمها و تسهر على رعايتها و لم يكن هذا بالشئ السهل على فتاة صغيرة في مثل عمرها لكنها لم تشتك ابدا او تمل و ظلت ترعى امها و زارت جميع الأطباء و جربت جميع أنواع الدواء و لكن لا شيء يجدي مع مرض أمها. أصبحت الأم أضعف و أضعف. ظنت الفتاة أن حالة أمها صعبة جدا لكنها لم تفقد الأمل يوما في أم امها ستصبح على ما يرام .

في يوم ما. نادت الأم على ابنتها و حكت لها حلم حلمته الليلة السابقة . قالت " يا بنيتي أنا حلمت أن اله الجبل أتى الي و قال أنه يمكنني أن اتعافى من مرضي اذا أكلت سمك الكارب ." سمعت البنت هذا الكلام و على الفور قررت ان تذهب و تصيد هذا النوع من السمك بنفسها . و لكن الأم قالت " انتظري ، حتى لو كان ذلك صحيح ، أين نجد هذا السمك في هذا الشتاء القارص؟ كل الأنهار و البحار أصبحت مجمدة .
في اليوم التالي خرجت البنت من البيت تمشي بين الجبال المغطاة بالثلوج . لسبب ما كانت تظن أنه يمكنها الحصول على سمك الكارب بطريقة ما أو بأخرى . لا تعرف كيف و لكنها تشعر أنها يجب ان تحاول. و في الطريق قابلت كلب صغير فتعجبت من وجود هذا الحيوان الصغير في أعماق الجبل في هذا البرد القارص و لكنها فرحت به و سعدت بوجوده معها. اقتربت منه و ربطت على رأسه و قالت " يا لك من كلب لطيف. ما الذي تفعله هنا ؟ أليس لك بيت ؟ " هز الكلب رأسه و كأنه يريد من الفتاة أن تتبعه . و بالفعل مشيت الفتاة خلف الكلب العجيب و بعد وقت قصير وصلا الى بركة صغيرة و مائها مجمد . فأسرعت الفتاة بحفر الثلج المجمد فوق سطح البركة و كأن الكلب كان ينتظرها أن تفعل ذلك. قفز الكلب في الحفرة و غطس في الماء لبعض الوقت ثم خرج و في فمه سمكة كبيرة ألقى بها تحت قدمي الفتاة. فرحت البنت كثيرا و قالت " يا لك من كلب رائع ! أشكرك شكرا جميلا على هذه الهدية الثمينة . الان استطيع ان اعالج امي المريضة ."

أخذت البنت السمكة في حقيبتها و مشت في طريقها إلى البيت يتبعها الكلب الصغير. و حين وصلت إلى باب البيت التفتت وراءها لتجد الكلب قد اختفى و ظهر مكانه رجل عجوز ذو لحية بيضاء طويلة تكاد تلمس الارض تحت قدميه . قال لها في صوت لطيف " أيها الفتاة النبيلة ، أنا اله الجبل ، اتيت كي اساعدك في علاج أمك المريضة و ذلك جزاء لك على تفانيك و اصرارك على رعاية أمك المسكينة. فلقد رأيت كم انك صابرة و بارة بوالدتك و لهذا أحضرت لك هذه السمكة للعلاج . اذهب و اطعمي امك و ستكون بخير. و هكذا تبخر في الهواء و كأنه لم يكن .

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;