الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

بيض الحمير

2018-01-19

لقاء الجمعة

بيض الحمير
كان ياما كان. يعيش رجل قروي فقير مع زوجته في بيتهم الصغير في قرية نائية .و كان الرجل بسيط العقل و قليل العلم، جاهل بالقراءة و الكتابة. لا يعلم أبسط أمور الحياة إلا العمل في الحقل في الصباح و النوم في المساء.
كان الرجل و زوجته فقراء جدا لا يملكون حتى قوت يومهم. وفي يوم من الأيام غزلت الزوجة حبل من الصوف و نادت على زوجها و قالت له " لقد صنعت هذا الحبل الطويل من الصوف بنفسي بعد عناء شديد في جمع و تجهيز الصوف. خذه و اذهب به إلى السوق و اعمل على بيعه بسرعة ثم اشتر بثمنه شيء نافع لنا. لعله يساعدنا على المعيشة. "
أخذ الرجل الحبل و ذهب به على الفور إلى سوق المدينة بعد قضاء يوم كامل في المشي و البحث حتى وصل إلى مكان السوق. و كانت هذه أول مرة في حياته يرى فيها سوق المدينة و بضائعه الكثيرة المتنوعة. ذهب في آخر السوق ووجد لنفسه ركن صغير يكاد يكون معزول عن السوق و جلس وضع حبل الصوف أمامه انتظر و انتظر . مر الوقت و اوشكت الشمس على المغيب و لكن لم يأت أحد كي يشتري حبل الصوف.
و عندما ظن الرجل أنه لا فائدة من الانتظار و هم بالرحيل . أتى اليه احد المارة و طلب أن يأخذ الصوف و أعطاه فيه ثمنا معقول . فرح الرجل البسيط وفكر في حديث زوجته التي طلبت منه أن يشتري بالنقود شيئا نافعا. لكنه لا يعرف ما يجب عليه أن يشتري. مشي قليلا في السوق يتفحص ما تبقي من السلع. فرأي تاجرا يبيع البطيخ. و لم يكن القروي يعرف ما هو البطيخ . هذا الشيء الاخضر الكبير مستدير الشكل. فهو لم يرى في حياته مثل هذا الشيء و لم يسمع به. اقترب من التاجر و سأله في عجب " ما هذا الشيء يا رجل ؟ " تعجب التاجر و لكن ادرك أن هذا الرجل ربما ساذج او مجنون . فرد عليه كاذبا و ساحرا و قال " هذا بيض الحمير. الا تعرفه " . تعجب القروي و اندهش فهو لم يرى في حياته بيض الحمير و لم يعرف حتى كيف تأتي الحمير الى الدنيا.
قرر أن يشتري بيضة الحمار حتى تفقس و يأخذ الحمار كي يساعده في الزراعة. دفع النقود للتاجر و سأله" متى تفقس البيضة وكيف ؟" رد التاجر " فقط غطها و اتركها في مكان دافئ لبضعة أيام. ذهب الرجل الى البيت و فعل مثلما قال التاجر. و بعد بضعة أيام أتى و زوجته كي يرى الحمار الوليد. و عندما رفع الغطاء عن البيضة. ولكنه تفاجأ، فلم يكن هناك أي حمار وليد و لكن شيء متعفن ذو رائحة كريهة. صرخت الزوجة و قال " اين الحمار ؟ خذ هذا الشيء بسرعة و ارم به خارج المنزل. "
خرج الرجل يحمل البطيخة المتعفنة و لوح بها خلف منزله. و هناك كان يجلس حمار صغير هو ملك لجاره الذي يملك حظيرة كبيرة بها العديد من الحيوانات و الحمير. و كان هذا الحمار الصغير احدهم و لكنه هرب و جري و طلس يستريح بين الشجيرات الصغيرة خلف بيت الرجل الساذج . و عندما رميت بجانبه البطيخة. خرج هاربا منزعجا فرأه الرجل و ظن انه فقس من البيضة . فأسرع و أمسك به. و لكن جاره سمع و اتى كي يستعيد حماره. و لكن القروي الجاهل اصر علي أن الحمار هو ملك له. و حكى كيف انه حصل على بيضة الحمار و كيف فقست. ضحك الجار و حاول أن يفهم الرجل بالعقل انه خدع و وعرض للنصب و لكن القروي اصر على موقفه و رفض ان يرد الحمار. فما كان عليهم الا أن ذهبوا الى القاضي الذي سمع قصتهم و امر بإحضار تاجر البطيخ . و عندما وصل أمره ان يشتري حمار الجار و أنه يعطيه للقروي عوضا له. و هكذا كانت نهاية سعيدة للجار و جاره الساذج و تعيسة للتاجر الجشع الذي استغل بساطة و جهل القروي.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;