تعرضت كوريا خلال الأشهر القليلة الماضية لأكثر من حادث ، منها غرق السفينة "سيه وول" ، واصطدام قطارين ، وحريق في محطة أوتوبيس مركزية في كويانغ ، وحريق في ملجأ لكبار السن في "جانغ سونغ". كل هذه الحوادث أثارت اهتمام الناس بمسائل الأمان والسلامة وضرورة احترام ومتابعة التعليمات ذات الصلة ، ومعرفة كل المطلوب في عمليات الإنقاذ.



وفي مناسبة تدريبية إعلامية نظمتها خطوط آسيانا الجوية في إطار برنامج خاص بالأمان والسلامة. يتم عرض وشرح سبل استعمال العديد من الأدوات اللازمة في حالات الطوارئ ، من أكياس واقية ، وأقنعة ، وكمامات الأوكسجين ، وأحزمة وأطواق النجاة ، وأجهزة التنفس الاصطناعي ، وقوارب النجاة. وقد تم السماح للمشاركين في المناسبة بفحص وتأمل وتجريب كل تلك الأدوات بعد الاستماع للتوجيهات المطلوبة. كانت دروسا عملية مفيدة للكثيرين بالتأكيد.
منذ وقوع حادث غرق العبارة سيه وول، تأكد الكثير من المسافرين من أن اتباع تعليمات الأمان والسلامة أمر ضروري يتوجب على كل فرد الاهتمام به شخصيا قبل الجهات المسؤولة. وبعد وقوع حادث غرق السفينة سيه وول ، ارتفعت نسبة شراء معدات الأمان والسلامة المختلفة ، من أقنعة وكمامات وأجهزة إطفاء حرائق وغيرها بنسب تتراوح بين 40 و240% ، فقد تعلم الكثير من الكوريين أن الفاصل بين الحياة والموت يمكن أن يكون فقط معلومة بسيطة عن قواعد وإجراءات السلامة.
شهدت مراكز الأمن والسلامة التي يتم تسييرها بواسطة إدارة الكوارث القومية تدفقات عديدة بعد حادث غرق السفينة سيه وول.
هناك مركزان متخصصان ، أحدهما في "كوانغ جين كو" في شمال سيول ، والآخر في "دونغ جاك كو" في منطقة جنوب نهر الهان. وتم افتتاح المركز الأول في عام 2003 لتدريب الناس على طريقة التعامل مع الكوارث والحوادث المأسوية ، مثل الزلازل والفيضانات والسيول والأعاصير والعواصف والحرائق ، وحتى حوادث السيارات العادية. ويتم التركيز على كيفية التصرف والتعامل مع كل حالة على حدة وكيفية الفرار والنجاة والإخلاء وتقديم الإسعافات ، وغير ذلك.



يتكون المركز من ثلاثة طوابق ، ويتم فيه إجراء تمارين عملية متخيلة في هذه الطوابق المختلفة ، مثل عمليات إنقاذ لحوادث يفترض انها وقعت داخل قطار أو سفينة أو طائرة، أو حوادث حرائق أو غيرها ، وكل ذلك عبر برامج تفاعلية مدروسة.
يتم تعليم المشاركين كيفية التصرف من أجل الهروب من مبنى على وشك الانهيار ، وفي حالة انقطاع التيار الكهربائي، ووسط الظلام الدامس .
يتلمس الطلاب طريقهم في الظلام عبر تحسس الجدران ، ويغطون رؤوسهم بشكل محكم ، ويزحفون على الأرض. وهم يطبقون كل ما يصدر لهم من تعليمات بشكل منضبط ودون خوف.
وهناك أطفال يتعلمون كيفية التحرك في وقت اشتداد الإعصار. الرياح التي تهب داخل النفق الذي يتم فيه التدريب أشد مما يمكن لأي شخص أن يتصوره ، لكن هؤلاء التلاميذ المشاركين في الدورة التدريبية يتعلمون كيفية التعامل مع هذه الظروف بهدوء ودون وجل.
أطفال يواجهون صعوبات جمة في التحرك والثبات في وجه الرياح والأعاصير الهادرة القوية والرعود المزمجرة. لا يخطر على بال الصغار أن الطبيعة الحانية في أغلب الأوقات يمكن أن تكون بهذه القسوة على أبنائها أحيانا. ولأن الحوادث تقع تباعا ، فقد شب حريق هائل في الطابق الثاني.
لكن أولئك الأطفال تعلموا كيفية التعامل حتى مع النيران المندلعة ، وكيفية الهروب في الوقت المناسب.كما تدربوا على استعمال أدوات وخراطيم الإطفاء من خلال تجارب عملية ومثيرة.وعندما نجحوا في محاصرة النيران، بحثوا عن منفذ آمن للهروب.
تنقسم الكوارث إلى كوارث طبيعية وكوارث بفعل البشر أنفسهم، مثل كوارث الحركة وحوادث الاصطدام المروعة والعمليات الإرهابية والتخريبية. حادث قطار ديغو في عام 2003 كان حادثا فظيعا راح ضحيته 300 شخص ، وحادث غرق العبارة "سيه وول" قبل أسابيع قليلة أدى إلى فقدان المئات من الأرواح الشابة البريئة. لهذا يتم تدريب هؤلاء الأطفال على الاستعمال الأمثل لأدوات وأجهزة الإنقاذ المختلفة.
كما يتعلمون تفادي الحوادث والهروب منها بشتى الوسائل والأساليب، والتقيد بكل تعليمات السلامة ، من ربط الأحزمة بشكل سليم وما إلى ذلك.



من المؤسف أن تكون كوريا من بين الدول الأسوأ سجلا في مجال الكوارث والحوادث من بين كل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وقد شهدت كوريا الكثير من الحوادث المؤلمة والمميتة ، لكن الأكثر ألما أن العديد من تلك الحوادث كان يمكن تفاديها أو التخفيف من آثارها من خلال الفهم والالتزام بالتعليمات والتوجيهات والمعايير البسيطة للأمان والسلامة. لهذا فإن نشر وترويج ثقافة الأمن والسلامة ، واتباع التعليمات والتوجيهات ، كلها أشياء يمكن أن تحاصر تلك الكوارث وتقلل من آثارها وتخفف من أوجاعها وتمنع تكرارها ، مما يجعل من كوريا دولة آمنة سالمة تتمتع بالأمن والسلامة للجميع